المرجع السيّد الشبيري الزنجاني دام ظله:
الفقرة الأخيرة من الدعاء [عرفة للإمام الحسين] ليست للإمام عليه السلام، والملفت أنّه كتبت عدّة شروح لهذه الفقرة، المرحوم الحاج الشيخ عبّاس القمّي كتب أن السيد ابن طاوس في الإقبال نقل الفقرة، لكن لم تُنقل في زاد المعاد.
[لكن] المرحوم العلامة المجلسيّ إن لم ينقلها فقد رأى الإقبال ولم ينقلها وقد كتب أنها غير موجودة في النسخ القديمة للإقبال، من له معرفة بلسان الأئمة (عليهم السلام) يعلم أن بعض الفقرات للصوفية وفي هذه [الفقرة من] الدعاء قد استخدمت تعابير تراها في عبارات المتصوفة ولا نراها في متون الروايات.
العجب من الشيخ عباس القمي مع أنّه كتب سفينة البحار لكن قد نسب في مفاتيح الجنان هذه النسبة للإقبال، ومن هذا يتضح أنّه ألّف سفينة البحار بعد مفاتيح الجنان.
معرفة قائل ذيل دعاء عرفة
قال المرجع الديني السيّد موسى الشّبيري الزنجاني (حفظه الله):
معرفة متن الحديث وكيفية إثبات نسبة عبارات في متنٍ ما إلى المعصوم (عليه السلام) عمل صعب جدًا، وشخص مثل المرحوم [العلامة] المجلسي لديه الملكة ليظهر رأيه في هذا المجال.
السيد الخميني لأنه كان ممّن له تعامل مع العرفان، كان يجد مضامين ذيل دعاء عرفة عالية وسامية، وكان يعتقد أن هذا الذيل صادر عن سيد الشهداء (عليه السلام) قطعًا وكان يقول: إذا أراد غير المعصوم أن ينشئ مثل هذا الدعاء [سيكلّ لسانه].¹
لكن قد اتّضح بعد ذلك أنّ هذا الذيل من منشآت ابن عطاء الله الاسكندراني وهو من كبار الصوفية في القرن السابع وأوائل القرن الثامن وقد كُتبت شروح كثيرة لكتابه²، وقد نوّه على هذا الأمر المرحوم جلال الهمايي في كتابه (مولوی نامه)³.
المرحوم [العلامة] المجلسي صرّح في بحار الأنوار⁴ أنّ هذه العبارات ليست من الأئمة بل مسانخة لمكتوبات الصوفية، طبعًا المجلسي لم يطّلع على قائل هذه العبارات ولكنّه كان يحسبه من الصوفية، [السيد] الخميني لمجرد علو المضمون حسبه من المعصوم.⁵
________
الهوامش
1- إضافة [للسيد] الخميني (أعلى الله مقامه) كان المرحوم العلامة الطباطبائي (قدّس سرّه) كان يعتقد بهذا أيضًا، ينظر (زمهر افروخته): 85. (هامش جرعه)
2- ابن عطاء الله الاسكندراني توفي في سنة 709 أي بعد حدود 45 عامًا من وفاة ابن طاوس في عام 664، وهذا الذيل لا وجود له في النسخة القديمة من الاقبال وقد ألحق بالإقبال لاحقًا (السيد موسى الزنجاني - هامش جرعه)
3- عبارة (همايی در مولوی نامه) في الهامش هي: النقطة المهمة التي قد تسمعوها لأول مرة من هذا الحقير: هي أني رأيت جميع هذه الفقرات من دون نقص ولا زيادة في نسخة قديمة لكتاب (الحكم العطائية) ، وهي تشتمل دعوات ومقامات عرفانية لابن عطاء الله الاسكندراني الشاذلي تاج الدين ابوالفضل أحمد بن محمد الصوفي، العارف المعروف في القرن السابع الهجري الذي دوّنت وفاته في عام 704، ومن المسلّم عندي وقوع الخلط في هذا ، وتفصيله خارج عن عهدة هذه الحواشي، والله العالم. (هامش جرعه)
4- قال العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج95، ص227 بعد نقل دعاء عرفة وذيله :
أقول: قد أورد الكفعمي (رحمه الله) أيضا هذا الدعاء في البلد الأمين وابن طاووس في مصباح الزائر كما سبق ذكرهما وليس في أخره فيهما بقدر ورقه تقريبا وهو من قوله ” الهي أنا الفقير في غناي “ إلى آخر هذا الدعاء، وكذا لم توجد هذه الورقة في بعض النسخ العتيقة من الإقبال أيضًا، وعبارات هذه الورقة لا تلائم سياق أدعية السادة المعصومين أيضًا، وإنّما هي على مذاق الصوفية ولذلك قد مال بعض الأفاضل إلى كون هذه الورقة من مزيدات بعض مشايخ الصوفية ومن الحاقاته وادخالاته.
وبالجملة هذه الزيادة إمّا وقعت من بعضهم أوّلا في بعض الكتب، وأخذ ابن طاوس عنه في الإقبال غفلة عن حقيقة الحال، أو وقعت ثانيًا من بعضهم في نفس الإقبال، ولعلّ الثاني أظهر على ما أومأنا إليه من عدم وجدانها في بعض النسخ العتيقة وفي مصباح الزائر والله أعلم بحقائق الأحوال.
5- ينظر أيضًا مقال: پژوهش درباره ذيل دعای عرفه، كتبه حسين ترابي في المجلة الفصلية (ميقات حج)، ربيع 1384، ص44-64،
وأيضًا الشهيد الأول في مجموعته (رقم النسخة 8932 مكتبة المجلس) نقل دعاء عرفة عن السيد ابن طاوس من دون هذا الذيل، ومن المحال من الشهيد مع تمايلاته العرفانية التي كانت لديه - كما يظهر من شِعره- أنه رأى هذا الذيل في كتاب السيد ولم ينقله، إضافة لذلك في هذا الذيل تعبيرات لا تناسب لغة القرن الأول قطعًا، كقوله: «واسلك بي مسالك أهل الجذب» ! وفيها أيضًا بعض الأخطاء اللغوية البيّنه كقوله: «أغيار» جمع غَيْر.(هامش جرعه)
___
مترجم بتصرّف من كتاب جرعه ای از دریا، تأليف السيّد الشبيري الزنجاني 3: 256-258.