الدرس السابع: علائم إعراب الاسم بأنواعه الثلاثة
أولاً: أنواع علامات إعراب الاسم
إعراب الاسم على أنواع ثلاثة:
1- الرفع
2- النصب
3-الجر
فالرفع نحو رفع مفردة (عليّ) في قول النبي (صلى الله عليه وآله) "عليٌّ مع الحق"، والنصب نحو نصبها في قوله (ص):"إن تُولّوا عليّاً تجدوه هادياً مهديّاً يسلك بكم الطريق المستقيم"؛ والجر نحو جرها في قوله (ع) "عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب".
ثانياً: علامات إعراب الاسم
لأنواع الإعراب الثلاثة السابقة علامات أصلية وعلامات تنوب عنها:
علامات إعراب الاسم الأصليّة
العلامات الأصلية ثلاثة وهي: الضمة للرفع؛ و الفتحة للنصب؛ و الكسرة للجر. وهي تختص بما يلي:
1- الاسم المفرد المنصرف الصحيح
مثل مفردة (الأمل) في قوله (عليه السلام): "الأملُ لا غاية له"؛ "ما أطال عبدٌ الأملَ إلّا أساء العمل"؛ "ثمرة الأملِ فساد العمل".
فجاءت في الحديث الأوَّل مرفوعة لأنها مبتدأ وعلامة رفعها الضمّة وفي الثاني منصوبة لأنها مفعولٌ به وعلامة نصبها الفتحة وفي الثالث مجرورة لأنها مضاف إليه وعلامة جرها الكسرة.
2- الاسم الجاري مجرى الصحيح
وهو ما آخره ياء أو واو وكلا الحرفين متحرّك قبله ساكن، وقد يكون الحرفان مشدّدين أو مخفَّفَين؛ نحو: مرميّ - مغزوّ - ظبي - دلو... ومنه ما خُتم بياءٍ مشدّدة للنسب ونحوه، بشرط ألّا يكون تشديده بسبب إدغام ياءين، ومن الأمثلة على ذلك: عبقريّ - كرسيّ - شافعيّ.
3- جمع التكسير المنصرف
مثل مفردة (الإخوان) في قوله (عليه السلام): "الإخوانُ في الله تدوم مودّتهم، لدوام سببها"؛ وقوله: "خير الإخوانِ المساعد على أعمال الآخرة".
فقد جاءت في الحديث الأوّل مرفوعة لأنها مبتدأ وعلامة رفعها الضمة بينما جاءت في الحديث الثاني مجرورة لأنها مضافٌ إليه وعلامة جرها الكسرة.
علامات إعراب الاسم النائبة
وأما العلامات التي تنوب عن العلامات الأصليّة فهي خَمس:
1- الواو تنوب عن الضمة .
2- الألف تنوب عن الضمة و الفتحة.
3- الياء تنوب عن الفتحة والكسرة
4- الكسرة تنوب عن الفتحة.
5- الفتحة تنوب عن الكسرة .
وإليك موارد استعمال علامات الإعراب النائبة:
1- علامات إعراب الأسماء الستة
وهي: أبٌ، أخٌ، حَمٌ، فَمٌ، هَنٌ وذو؛ فهذه الأسماء تُرفَع بالواو نيابة عن الضمّة وتُنصَب بالألف نيابة عن الفتحة وتُجر بالياء نيابة عن الكسرة، إذا توفّرت فيها مجموعة من الشروط هي:
أ- أن تكون مكبَّرة (أي غير مصغَّرة).
ب- أن تكون مفردة (أي غير مثناة ولا مجموعة).
ج- أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم.
الأمثلة: "المؤمن أخو المؤمن"؛ "إلقَ أخاك بوجهٍ منبسط"؛ "المرء كثيرٌ بأخيه"، و كذا البواقي .
فكلمة (أخ) في الأمثلة الثلاثة جاءت مستوفية للشروط السابقة وهي مرفوعة في الحديث الأوّل لأنّها خبر وعلامة رفعها الواو نيابة عن الضمّة، وفي الحديث الثاني جاءت منصوبة لأنها مفعولٌ به وعلامة نصبها الألف بدلاً عن الفتحة، بينما جاءت مجرورة في الحديث الثالث بحرف الجر (الباء) وعلامة جرها الياء بدلاً من الكسرة .
وتُحذَف "الميم" من آخر كلمة "فم" في هذه الحالة؛ كقول الإمام علي (عليه السلام): "قلب الأحمق في فيه".
2- علامات إعراب المثنّى وما يُلحَق به
فهو يُرفَع بالألف نيابةً عن الضمّة و تأتي بعدها نون مكسورة؛ ويُنصَب ويُجرّ بالياء نيابةً عن الفتحة و الكسرة، والياء ما قبلها مفتوحٌ و تأتي بعدها نون مكسورة؛ مثل مفردة (رجلين) في قوله (عليه السلام): "العلماء رجلان: رجلٌ عالمٌ آخذٌ بعلمه فهذا ناجٍ و عالمٌ تارك لعلمه فهذا هالك"؛ وقوله: " لوكان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام "، وقوله: "لا خير في العَيش إلا لرجلين عالم مطاع ومُستَمِع واعٍ".
حيث جاءت في المثال الأوّل مرفوعة وعلامة رفعها الألف وفي الثاني منصوبة وعلامة نصبها الياء وفي الثالث مجرورة وعلامة جرها الياء أيضاً.
ويُلحق بالمثنّى "كِلا وكِلتا" إذا أُضِيفَتا إلى الضمير الدال على التثنية؛ وكذلك "اثنان واثنتان"؛ مثل: جاء الفارسان كلاهما ۔ جاءت السيدتان كلتاهما - أكرمتُ الفارسين كليهما - أكرمتُ السيدتين كلتيهما - جاء اثنان - جاءت اثنتان - أكرمتُ اثنين - أكرمتُ اثنتين - أثنيتُ على اثنين - أثنيتُ على اثنتين .
3- علامات إعراب جمع المذكّر السالم وما يُلحَق به
يُرفع جمع المذكر السالم بالواو نيابةً عن الضمّة و تأتي بعدها النون المفتوحة؛ و يُنصَب و يُجَرّ بالياء المكسور ما قبلها و تأتي بعدها النون المفتوحة؛ مثل مفردة (المؤمنين) في قوله تعالى: { وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }؛ وقوله تعالى: { وكذلك نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ }؛ وقوله تعالى: { وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ }.
إذ جاءت في الآية الأولى مرفوعة لأنها فاعل وعلامة رفعها الواو، وأمّا في الثانية فجاءت منصوبة لأنها مفعول به وعلامة نصبها الياء وفي الثالثة مجرورة لأنها مضافٌ إليه وعلامة جرها الياء أيضاً.
وتُلحق بالجمع المذكّر السالم، كلمات مسموعة تدلّ على معنى الجمع ولكن ليس لها مفرد من لفظها، بل لها مفرد من معناها؛ مثل كلمة "أولو"، تقول: "المخترعون أولو فضلٍ - كان المخترعون أولي فضلٍ - انتفعتُ من أولي فضل"، فكما ترى قد رُفِعت بالواو ونُصِبت وجُرَّت بالياء.
وتُلحَق به أيضاً كلمات مسموعة لا واحد لها من لفظها ولا من معناها وهي: ألفاظ العقود : عشرون؛ ثلاثون؛...إلى تسعون -؛ نحو مفردة (أربعين) في قوله (عليه السلام): "أربعون داراً جارٌ"؛ "من قدَّم أربعين من المؤمنين ثم دعا استُجيب له"؛ «إنّ فقراء المؤمنين يتقلّبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً"، فقد جاءت في الحديث الأوّل مرفوعة لأنها مبتدأ وعلامة رفعها الواو وفي الثاني منصوبة لأنها مفعول به وعلامة نصبها الياء وفي الثالث مجرورة بحرف الجر وعلامة جرها الياء أيضاً.
4- علامات إعراب جمع المؤنث السالم:
يُرفع جمع المؤنّث السالم بالضمّة ويُنصَب بالكسرة نيابة عن الفتحة؛ ويُجرّ بالكسرة؛ نحو مفردة (المؤمنات) في قوله تعالى: { والْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ }؛ وقوله تعالى: { ويَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ }؛ وقوله تعالى: { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمناتِ } حيث جاءت في الآية الأولى مرفوعة لأنها معطوفة على المبتدأ وعلامة رفعها الضمة بينما جاءت في الثانية منصوبة لأنها معطوفة على المفعول وعلامة نصبها الكسرة بدلاً من الفتحة، وأما في الآية الثالثة فجاءت مجرورة لأنها معطوفة على المجرور وعلامة جرها الكسرة.
و تُلحق بهذا الجمع كلماتٌ لها معنى جمع المؤنّث ولكن لا مفرد لها من لفظها، بل لها مفرد من معناها؛ مثل: "أولات"، تقول: "أمهاتٌ أولاتُ فضلٍ - عرفتُ أولاتِ فضلٍ - أثنيتُ على أولاتِ فضلٍ".
5- الاسم الذي لا ينصرف
فهو يُرفَع بالضمة ويُنصب بالفتحة و يُجرّ بالفتحة أيضاً نيابةً عن الكسرة و لكن من غير تنوين - غالباً - في الحالات الثلاث؛ مثل كلمة "فاطمة" في قول النبي (صلى الله عليه وآله): "ابنتي فاطمةُ سيدة نساء العالمين"؛ وقوله (ص): "إنّ فاطمةَ بضعة منّي"؛ وقوله (ص): "إنّ الله ليغضَب لغضبِ فاطمةَ ويرضى لرضاها". فجاءت في الحديث الأول مرفوعة وعلامة رفعها الضمة وفي الثاني منصوبة وفي الثالث مجرورة وفي كلا الحالتين علامتها الفتحة.
يمكنكم مطالعة جميع دروس هذه السلسلة من خلال هذا الرابط : سلسلة النحو للمبتدئين