النحو للمبتدئين | الدرس 5 | العدد ، أقسامه وأحكامه وتمييزه
العدد على أربعة أقسام هي:
أوَّلاً: العدد المفرد
ثانياً: العدد المركَّب تركيباً مزجيّاً
ثالثاً: العدد العقد (ألفاظ العقود)
شرح أقسام العدد
أوَّلاً: العدد المفرد
يشمل الواحد والعشرة وما بينهما ويُلحَق به لفظتا "مائة" و "ألف"، وإن اتصلت بهما علامة تثنية أو جمع كقولك ( مائتين و ألفين و مئات و ألوف).
والعدد المفرَد يُعرَب بالحركات الظاهرة على آخره إلّا ما كان داخلاً في حكم المثنّى أو الجمع کاثنين، و مائتين و ألفَين و مئات، فيعرب إعرابهما.
ثانياً: العدد المركَّب
وهو ما تركَّب ترکیباً مزجياً من عددين: الأوَّل منهما يُسمَّى "صدر المركَّب" و الثاني يُسمَّى "عجز المركَّب".
وينحصر هذا القسم في «أحدَ عشرَ» و «تسعةَ عشرَ» وما بينهما من الأعداد. و حكمه من حيث الإعراب: بناء آخر الكلمتين (الجزئين) معاً على الفتح. ولكن يُستثنى من هذا الحكم العدد «اثنا عشر» و «اثنتا عشرة» فإنّ صدرهما وحده يُعرب إعراب المثنَّى وأمَّا عجزهما فيُبنى على الفتح.
ثالثاً: العدد العقد (ألفاظ العقود)
وهو ينحصر في: «عشرين»، «ثلاثين»، «أربعين»، «خمسين»، «ستّين»، «سبعين»، «ثمانين» و«تسعين».
وأمّا حكم هذه الألفاظ من حيث الإعراب فهو أنَّها تُعرب إعراب جمع المذكَّر السالم في جميع أحوالها، فتُرفَع بالواو وتُنصَب وتجر بالياء، فتقول: "هذه عشرون.." و"رأيتُ عشرين رجلاً" و " مررتُ بعشرين..".
رابعاً: العدد العطف
وهو ما بين العقدَين من العقود المصطلحة السالفة. کالأعداد المحصورة بين عشرين وثلاثين.. ومنه «واحد وعشرون»، «اثنان وعشرون»..
و حكم هذا القسم من العدد من حيث الإعراب: أن المعطوف عليه يُعرب إعراب نوعه المفرد، وأمّا المعطوف فيتبعه في الإعراب و لكن بالحروف التي يُعرب بها جمع المذكر السالم.
فمثلاً العدد (واحد وعشرون) تعرب مفردة (واحد) حسب موقعها من الجملة وتظهر حركة الإعراب عليها تماماً كما كنَّا نعربها لو كانت لوحدها من دون عطف لفظ العقد عليها، وتُعرب الواو حرف عطف، وأمّا مفردة (عشرون) فتُعرَب معطوفة على مفردة (واحد) فتأخذ حكمها من حيث الرفع أوالنصب أوالجر لكنَّها تُعامَل معاملة جمع المذكَّر السالم من حيث علامة الإعراب أي تُرفع بالواو وتُنصب وتُجر بالياء.
أحكام تمييز العدد
لتمييز العدد أحكام تختلف باختلاف أقسام العدد:
أوَّلاً: تمييز العدد المفرد
الأعداد المفردة على ثلاثة أنواع من حيث التمييز:
1- نوع لا يُستَعمَل مع تمييز له، و هو العددان "واحد" و"اثنان".
2- و نوع يحتاج إلى تمييزٍ مفرَد و مجرور بالإضافة، وهو لفظ (مائة) ولفظ (ألف) ومثنَّاهما وجمعهما؛ نحو «عندي مائة كتاب - عندي ألف کتاب - عندي مائتا کتاب - عندي ألفا کتاب - عندي مئات کتاب ۔ عندي آلاف كتاب»..
3- و نوع يحتاج إلى تمييزٍ مجرور بالإضافة و يكون في الأغلب جمع قلة، وهذا النوع هو (ثلاثة) و(عشرة) وما بينهما من الأعداد نحو قوله تعالى: { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا } الحاقّة / الآية 7.
وأمّا ما تبقَّى من أقسام العدد فهي تحتاج إلى تمييز مفرد، منصوب؛ نحو:
قوله تعالى: { إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} يوسف / الآية 4.
وقوله تعالى: { قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً } المائدة / الآية 36.
وما رُوي عن الإمام الباقر (عليه السلام) : «مَن قُتل مع قائمنا كان له مثل أجر خمسة وعشرين شهیداً».
وفي هذه الصورة مخطط يبيّن حالات وأحكام تمييز العدد:
أحكام العدد من حيث التذكير والتأنيث
أوّلاً: تذكير وتأنيث العدد المفرد
تذكير الأعداد المفردة و تأنيثها يتحقق على الترتيب التالي:
1- يُذكَّر «الواحد» و «الاثنان» و يؤنَّثان طبقاً لمدلولهما بغير حاجة إلى معدود بعدهما؛ نحو:
قوله تعالى: { قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } الرعد / 16.
وقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } النساء/ 1.
و قوله تعالى: { إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ } التوبة/ 40.
وقوله تعالى: { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ } غافر/ 11
2- وأمَّا لفظتا «مائة» و «ألف» فهما ثابتتان على حالتهما اللفظيّة للمؤنَّث و المذكّر؛ نحو: «جاء مائة رجل - جاءت مائة فتاة - حضر ألف جندي۔ جاءت ألف طالبة».
3- وأمّا الأعداد «ثلاثة» و «عشرة» وما بينهما، فهي تُخالف المعدود من حيث التذكير والتأنيث، فإن كان المعدود مذكَّراً تلحقها تاء التأنيث، وإن كان مؤنَّثاً، تتجرَّد منها؛ نحو:
قوله تعالى: { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا } الحاقّة / 7.
ثانياً: تذكير وتأنيث الأعداد المركّبة
وأمّا الأعداد المركّبة، فعَجزها (وهو عشرة) يطابق المعدود دائما، وأمّا صدرها فإن كان «إحدى أو اثني أو اثنتي»، يجب مطابقته للمعدود من حيث التذكير والتأنيث، وإن كان: «ثلاثة و تسعة و ما بينهما» وجبت مخالفته للمعدود، ومن الأمثلة:
قوله تعالى: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا } التوبة / 36.
وقولك: دخل حديقة بها أحد عشر رجلا - زرع إحدى عشرة شجرة - سنوات الدراسة اثنتا عشرة سنة - يصلِّي في هذا المسجد كل يوم خمسة عشر رجلاً و أربعَ عشرة امرأة.
ثالثاً: تذكير وتأنيث ألفاظ العقود
وأمّا العقود فلا تتصل بها علامة تأنيث، لأنّها تُعرب إعراب جمع المذكَّر السالم - منعاً للتعارض - ؛ نحو:
ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «يُغفر للجاهل سبعون ذنباً قبل أن يُغفر للعالم ذنب واحد».
وما رُوي عنه (عليه السلام) أيضاً: "المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة إلّا عَرَضَ له أمرٌ يُحزنه، يُذكَّر به".
رابعاً: تذكير وتأنيث الأعداد المعطوفة
و أمّا بالنسبة إلى الأعداد المعطوفة، فأمّا المعطوف أي: العقد، فلفظه مذكَّر دائماً، وأمّا المعطوف عليه، فإن كان «واحدأ» أو «اثنين»، وجبت مطابقته للمعدود؛ وإن كان "ثلاثة" أو "تسعة" أوما بينهما وجبت مخالفته للمعدود من حيث التذكير والتأنيث. ومن الأمثلة:
«في المسجد واحد و ثلاثون رجلاً وإحدى وعشرون امرأة
في مدينتنا اثنان وخمسون معلّماً واثنتان وثلاثون معلّمة
بنينا في مدينتنا أربعة وثلاثين مسجداً و خمساً و خمسين مدرسة.
ملاحظة: يمكنكم مطالعة جميع دروس هذه السلسللة من خلال هذا الرابط: سلسلة النحو للمبتدئين
المصدر: كتاب النحو للمبتدئين، معهد تعليم اللغات في قم المقددسة، بتصرف