القائمة الرئيسية

الصفحات

مراجعة كتاب رسالتان في صلاة المسافر

 عنوان الكتاب: رسالتان في صلاة المسافر

المؤلّف : الشيخ عبد الله السماهيجيّ، السيد صدر الدين الرضويّ.

المحقّق: مركز الشيخ الطوسيّ للدراسات والتحقيق، النجف الأشرف.

الناشر: العتبة العبّاسيّة المقدّسة، كربلاء المقدّسة.

الطبعة: الأولى

تاريخ النشر: 1445هـ - 2023م.

مراجعة كتاب رسالتان في صلاة المسافر

قراءة في كتاب رسالتان في صلاة المسافر

يتألّف هذا الكتاب من رسالتين في صلاة المسافر كما مبيّن أعلاه، تبحث الأولى منهما وهي من تأليف الشيخ عبد الله السماهيجيّ البحرانيّ في مسألة ما إذا نوى المسافر الإقامة في موضع ثمّ خرج إلى حدّ الترخّص من ذلك الموضع، فهل يُبطل ذلك الإقامة أم لا؟ وأمّا الرسالة الثانية وهي من تأليف السيّد صدر الدين الرضويّ فهي عبارة عن ردّ ومناقشة لما أورده مؤلّف الرسالة الأولى، وتفصيل ذلك كما يلي:

أوّلاً: رسالة التنافي بين نيّة الإقامة في موضع وبين الخروج إلى حدّ الترخّص

وهذه الرسالة من تأليف الشيخ المحدّث عبد الله السماهيجيّ البحرانيّ (ت1135هـ)، وقد تناول فيها المسألة المذكورة في العنوان بشكل مفصّل ودقيق.

قال محقّق الرسالة في مقدّمة التحقيق: ((ترك الشيخ السماهيجي آثاراً زاخرة بالعلم والمعرفة، استطاع من خلالها معالجة الكثير من المشاكل والإشكالات الفقهيّة.

ومن هذه الرسائل الرسالة الماثلة بين يدي القارئ الكريم التي عالج فيها موضوع (التنافي بين نيّة الإقامة في موضع وبين الخروج إلى حدّ الترخصّ) في بحث صلاة المسافر، وهي من المسائل المهمّة في بابها، وهي تعالج مشكلة نيّة الإقامة واستمرارها والخلل فيها وما يتعلّق بذلك.

وقد طرح عدّة تساؤلات في المقام، منها: هل يُعتبر في صحّة نيّة الإقامة أن لا يخرج المقيم من الموضع الذي نوى الإقامة فيه إلى حدّ الترخّص بحيث لا يرى بيوتات هذه المدينة ولا يسمع آذانها، أو العرف هو الحاكم في هكذا مورد فلا يقدح خروجه من المدينة المقيم فيها إلى بساتينها والمزارع المتّصلة بها حتّى وإن تجاوزت هذه البساتين والمزارع حدّ الترخّص فالعرف لا يراه قد خرج من المدينة، أو يحقّ له أكثر من ذلك وهو ما سافر عن بلد الإقامة إلى مناطق لا يعدّها العرف من ضمن بلد الإقامة لكن بشرط أن لا يكون خروجه مسافة شرعيّة موجبة للتقصير، اختلف الأعلام في ذلك على آراء.

تعرّض المصنّف قدّس سرّه في هذه الرسالة إلى الأخبار الواردة وآراء الأعلام في المسألة، مستدلًّا على الوجه الأوّل بإطلاق صحيحة منصور بن حازم وابن وهب، ونسب هذا الرأي إلى جماعة من الفقهاء منهم الشهيد في البيان واستوجهه صاحب المدارك لكنّه لم يقل به.

أمّا الوجه الثاني: وهو الحمل على العرف، فلم يستبعد أن يكون هو المراد من إطلاق الروايات، ونسب القول بهذا الوجه إلى العلّامة الأردبيليّ في مجمع الفائدة والبرهان وسيّد المحققين في مدارك الأحكام.

ونقض على من استدلّ على عدم بطلان الإقامة لمن قصد إلى منى بصحيحة محمّد بن إبراهيم الحضيني، بأنّها روايّة شاذة مخالفة للأحاديث التي دلّت على أنّ مكّة إلى منى مسافة شرعيّة يجب فيها القصر، وأمّا رواية زرارة التي رواها الشيخ في التهذيب، فقد أجاب عنها بأربعة وجوه سوف تأتي بالتفصيل في محلّها.

ثمّ ذكر فائدة بعنوان (زيادة بيان) وهي فيما لو نوى المسافر في غير بلده الإقامة عشرة أيام وذكر لها أربعة صور متطرّقاً لها بالتفصيل، وذكر في الصورة الرابعة فيما إذا كان المسافر ناويًا الخروج إلى ما دون المسافة، فذكر لها أيضًا عدّة صور بيّنها مفصلاً.

ثانياً: رسالة في الردّ على رسالة التنافي بين نيّة الإقامة في موضع وبين الخروج منه إلى حدّ الترخّص.

هذه هي الرسالة الثانية وهي ردّ على الرسالة الأولى كما هو واضح من عنوانها، وهي من تأليف السيّد صدر الدين بن محمّد بن محمّد عليّ الرضويّ (ت1160هـ).

قال المحقّق في مقدّمة تحقيق هذه الرسالة: (( المتتبّع لآثار السيّد الرضويّ قدّس سرّه يرى في سيرته تأليف العديد من المسائل الفقهيّة والأصوليّة والعقائدية وغيرها، محاولاً أن يسلّط الضوء على المسائل الغامضة والابتلائية مستدلًّا عليها بالأدلّة العقليّة والنقليّة.

ومن الرسائل المهمّة التي وقف السيّد عليها وناقش الأقوال فيها هي رسالته في مبحث (نيّة الإقامة) وكانت ردّاً على رسالة الشيخ عبد الله السماهيجي قدّس سرّه في هذا المبحث وعنونها بعنوان (ردّ على رسالة التنافي بين نيّة الأقامة في موضع وبين الخروج منه إلى حدّ الترخّص) ناقش فيها رسالة الشيخ قدّس سرّه وقد تعرّض إلى أهم ما في المسألة من آراء متعرضّاً لها بالنقض والإبرام، حتّى شيّد مذهبه فيها على أدلّة محكّمة.

ويمكن تلخيص موضوعات الرسالة بعدّة نقاط، أهمّها:

1- نقل ما تعرّض له الشيخ عبدالله السماهيجي قدّس سرّه من الاحتمالات التي أوردها في رسالته، مناقشًا لها مستعرضًا لكلام الشهيد الثاني في المقام رادّا على من يتوهّم أنّ الشهيد قاصدًا خلاف ذلك.

2- التعرّض لكلام الشيخ السماهيجي واحتجاجه بصحيحة أبي ولّاد بقوله: المقصود منها الخروج عن سور البلد، رادًّا عليه بأنّ قوله عليه السلام في الصحيحة المتبادر منه هو السفر لا كما ادّعاه الشيخ، مدّعيًا أنّه لم يفسره أحد من المحققين بغير هذا التفسير.

3- ذكر رأي الفقهاء الأعلام في ما لو صلى المقيم عشرًا تمامًا وخرج الى ما دون المسافة قاصدًا العود، متعرضًا إلى اختلافهم في الحكم بين القصر والتمام، مناقشًا لمن ادّعا الإجماع على وجوب القصر في ما لو كان المسافر قاصدًا للعود.

 ثمّ أخذ في مناقشة الصور الناتجة من خروج المسافر المقيم لعشرة أيام وقد خرج، متعرّضًا للصور بالتفصيل ناقلًا لكلام الفقهاء فيها )).

صورة غلاف الكتاب

غلاف كتاب رسالتان في صلاة المسافر