تمييع المفاهيم الإسلامية وترتيب نتائج كارثية .. محمد شحرور نموذجا
بقلم : الأستاذ علي حسن هذيلي
بعد أن انتهيت من قراءة أغلب كتب محمد شحرور (مع التأكيد على كتابيه: الكتاب والقرآن/ والدين والسلطة) أستطيع أن أُلخّصه لكم بكلمات:
هو يرى أنَّ الإسلام دين عالميّ، والقرآن كتاب لا يحدّه زمان ولا مكان، ولكن ما معنى ذلك؟ ما معنى أنّ الإسلام دين عالميّ؟ هل هو بالمعنى الذي يردّده علماء الإسلام؟ أم بمعنى آخر يخصّ شحرور، وأمثال شحرور؟ ولتوضيح ذلك:
يقول شحرور: الإسلام ليس فيه تشريعات، والقرآن ليس فيه أحكام، بل فيه محرّمات فقط، ويترتب على تلك المحرّمات حدود، ودول العالم كلها طبّقت هذه المحرّمات، فليس هناك دولة في العالم قالت لرعاياها: اشربوا الخمر، وليس هناك دولة في العالم قالت لرعاياها: كلوا لحم الخنزير، وليس هناك دولة في العالم شرّعت قتل النفس المحترمة، وليس هناك دولة في العالم قالت لرعاياها: إزنوا او لوطوا، وليس هناك دولة في العالم قالت لرعاياها: اعبدوا الأصنام، أو يا أيها الأبناء عقّوا آباءكم، أو يا أيتها النساء لا تتحجّبن...
ومن هذه الأمثلة وغيرها يستنتج شحرور أن دول العالم كلها إسلاميّة، لأنها كلها طبقت المحرمات الإسلامية (ينظر: الدين والسلطة: ص 201).
فعالمية الرسالة المحمديّة- كما يقول شحرور-: (موجودة فعلا في كل بلاد العالم، ولا علاقة للأمر بعدد الدول، ونوع النظام فيها- الدين والسلطة: ص429)
ولكن ما النتيجة التي يرتّبها شحرور على ذلك؟ هو يرتّب النتيجة التالية: بما أنّ دول العالم كلّها: أمريكا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا وهولندا والسويد وإيطاليا والصين والارجنتين والبرازيل واسبانيا...
بما أنها كلها احترمت المحرّمات الإسلاميّة، وطبقتها، فهذا يعني انها كلها دول اسلامية، ومن ثم فليس من حق أحد أن يرفع شعار الدولة الإسلامية، أو شعار تطبيق الشريعة، أو شعار الاسلام دين ودولة، فهذه شعارات زائفة يجب محاربتها والقضاء عليها، (ينظر: الدين والسلطة: ص 202).
لماذا؟ لأنّ العالم كلّه مؤمن ومسلم، والقضيّة سالبة بانتفاء الموضوع.
وبما أن إيران- من وجهة نظر محمد شحرور- هي الدولة الوحيدة التي طبقت هذه الشعارات الزائفة، إذن فيجب أن تتجه أنظار العالم كله إلى هذه الدولة الإرهابية التي تريد فرض قضية سالبة، والعمل على إسقاطها بأي وسيلة وبأي ثمن..
لذا فدولة إيران الإسلامية يعدها شحرور دولة غير شرعية، أما الدول العربية، يقول شحرور: ذات النظام الوراثي الملكي، مثل الامارات والسعودية والكويت وقطر البحرين فهي الشرعية (ينظر: الدين والسلطة ص361).
يقول شحرور: (أما في إيران، وهي دولة دينية بامتياز، فقد تمّ جمع فرعون وهامان وقارون في شخص واحد، وبذلك اصبحت تعتبر دولة فريدة في التاريخ بطغيانها الثلاثي المتفرد- ينظر: الدين والسلطة: ص327، 438)..
ويقول أيضا: (إنّ طرح شعار إقامة دولة إسلامية وتطبيق الشريعة يحمل مفهوما تاريخيا متجاوزا ومغلوطا وغير قابل للتطبيق مثال على ذلك الانموذج الاسلامي في ايران ص436)...
إذن فمشروع محمد شحرور، أساسه محاربة الإسلام وكل من يرفه شعار الإسلام، الدولة التي ترفع شعار الإسلام، وخاصة إيران لأسباب يهودية ووهابية وعلمانية وطائفية، ذلك أن شحرور هو مجموع هذه الموبقات كلها...