القائمة الرئيسية

الصفحات

من معاناة السيّد الخوئي في حفظ الحوزة العلميّة

السيد الخوئي وحفظ استقلالية الحوزة

لقد عانى المرجع الراحل السيّد الخوئيّ رحمه الله من نظام البعث وخاصة في عهد الطاغية صدام الكثير من الضغوط.

فعلى سبيل المثال: في حوالي عام 1977م حاولت سلطة البعث السيطرة على الحوزة العلميّة فأوفدت – في عهد رئاسة أحمد حسن البكر زيد حيدر عضو القيادة القوميّة وعضو قيادة قطر لبنان للحزب – الى السيد الخوئي رحمه الله في النجف لحثّه على تشكيل لجنة رسميّة لإدارة الحوزة العلميّة وتعيين المرجع من بعده بهدف السيطرة على اللجنة المذكورة وتوجيه مواقفها طبقا لسياسة النظام.

إلّا أنّ السيّد الخوئيّ رحمه الله رفض ذلك وتوتّر الموقف بينه وبين السلطة ولم يخضع لتهديدهم وبقي الأمر بين جذب وشدّ حتّى بدأت شرارة الثورة في إيران فأرجأ النظام المواجهة إلى وقت لاحق .

وبعد سيطرة الطاغية صدّام على مقاليد السلطة عاود الضغوط وكان السيّد الخوئي رحمه الله حريصاً على إبقاء الحوزة في النجف الاشرف ولو محدودة التأثير ،والحيلولة دون القضاء عليها نهائيا.

وفي مقابل ذلك كان يحث طلبة الحوزة العلميّة على الصمود وتحمّل الضغوط حتّى استشهد الكثير منهم (راجع كتاب موسوعة اضطهاد وقتل مراجع الدين والعلماء وطلبة الحوزة في بلد المقابر الجماعية/ العراق – الدكتور صاحب الحكيم).

وكان السيّد الخوئيّ رحمه الله ومن خلال ولده الشهيد السيّد محمّد تقي الخوئي رحمه الله يتصدّى بشكل سرّي لدعم عوائل الشهداء والمعتقلين من العلماء وطلبة الحوزة العلميّة وغيرهم من المواطنين رغم المخاطر المترتّبة على ذلك، بالإضافة الى مواقف أخرى كانت تغيظ النظام.

إلّا أنّ مكانة السيّد الخوئيّ رحمه الله في العراق وخارجه كانت تمنع النظام من القضاء عليه لكنّهم ما كانوا يتردّدون في إبداء انزعاجهم وتهديدهم حتّى أنّ المجرم طه ياسين قال يوماً للسيّد محمّد تقي الخوئي "لسانك طويل يحتاج الى قطع" ثمّ اعتقلوا السيّد الخوئي في أعقاب انتفاضة 91 لدعمه الثوار.

ولم يجد السيّد رحمه الله مقوّمات المواجهة مع السلطة متوفرة، ولم يُنصفه العديد ممّن عاش خارج العراق في عهد النظام وكتب عن أحداث العراق بعيداً عن الموضوعيّة – عن قصد أو غير قصد – وعند الله يجتمع الخصوم .

-----------------

المصدر:

السيد رياض الحكيم حفظه الله ،في سجون الطاغية ،ص254 – 255 بتصرف بسيط