القائمة الرئيسية

الصفحات

مكتب السيد السيستاني (دام ظله) يرد على بعض الدعاوى والأفكار المنحرفة المخالفة للقرآن والسنّة

 أجاب مكتب المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني في عام 2019م على استفتاء يخصّ رواج بعض الدعاوى الفاسدة والأفكار المنحرفة التي يروج لها جماعات من أدعياء العلم في بعض المجتمعات بما يخالف نصوص القرآن الكريم والسنّة الشريفة بشكلٍ واضح وتنشر مدوّنة صدى النجف نصّ البيان :

مكتب السيد السيستاني يرد على الجماعات المنحرفة

الرد على الترويج لمقولات تخالف أصول وفروع الدين

السؤال: 

بسم اللهِ الرَّحْمَنِ الرّحيم

مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : نعرض عليكم انه ظهر في السنوات الأخيرة أناس يدّعون العلم و يروّجون بين ابنائنا مقولات خاصة بشان أصول الدين وفروعه ، كدعوى أن الدين الاسلامي لا يحصر الفلاح في الآخرة باعتناقه والايمان به ، وأن ما هو مستمر ودائم إنما هو روح القرآن وباطنه دون تعاليمه الظاهرية ، وان إكمال الدين لا يمكن أن يكون قد انتهى في زمن النبي ( ص ) ، وانه لا قبح في الارتداد اذا كان للانتقال من التشدد الاسلامي الى دين آخر يوصي بالمحبة والسلام ، وان هناك تغييرات لا بد منها في العبادات من الصلاة والصيام والحج باقتضاء الزمان ذلك ، وأن النبي ( ص ) لم يعين التشريعات النهائية في ابواب البلوغ والزواج والطلاق ونحوها ، وعلى هذا الأساس لا بأس بما يسمى بالزواج والطلاق المدنيين ، وأن هناك حاجة في هذا العصر الى تغيير احكام الميراث والديات بما يحقق التساوي بين الذكر والانثى ، وان البلوغ - الذي هو شرط في توجه التكاليف الشرعية . لا يمكن تحديده بعمر معين أو علامات بدنية خاصة بل العبرة فيه بالتأهل النفسي للذكر والانثى ، وان وجوب تغطية الرأس على المرأة أمام غير المحارم ليس حكماً عاماً بل انه منوط بنوع نظر الرجال الى النساء ، وان المكلف يستغني في عصرنا الحاضر عن الرجوع الى الفقهاء في تشخيص وظيفته الدينية في كثير من الموارد ، بالنظر الى تمكنه بنفسه من تشخيصها نتيجة لزيادة رشده ووعيه وتكامل عقله ، ونظير ما تقدم مقولات كثيرة أخرى ، وقد أقام بعضهم مؤسسة تعليمية لتربية طلاب العلوم الدينية وفق هذه الأفكار وما ماثلها ، بالإضافة الى التصدي لبثها عن طريق ارتقاء المنبر وإلقاء المحاضرات في المناسبات الدينية وغيرها . ومن هنا نتوجه الى مكتب سيدنا المرجع الأعلى ( دام ظله ) لتوجيه أبنائنا وبناتنا في جماعة الخوجة الشيعة الاثني عشرية بما ينبغي التعامل به مع من يتبنون النهج المذكور ، ولكم فائق الشكر والتقدير ۲۰۱۹ / ۲ / ۱۲

وول فدريشن جماعة الخوجة الشيعة الاثني عشرية في لندن

الجواب/

بسم الله الرحمن الرحيم

ان العديد من المقولات المذكورة مخالف لنصوص القران الكريم والسنة الشريفة المأثورة عن النبي الأعظم ( ص ) و اهل بيته الاطهار عليهم السلام ، وبعضها على خلاف أوضح الأصول المعتبرة في استنباط الاحكام الشرعية من ادلتها فلا يقول بها الا من ليس له إلمام معتد به بهذا العلم ولذلك لا يصلح ان يتعدّى لتعليمه.

ومن جهة أخرى فانّه ليس لمن يخطب في عامّة الناس أن يطرح عليهم ابحاثاً تخصصيّة لا إلمام لهم بمقدماتها وفق الصناعة العلميّة وإن فُرِضَ كونه هو مؤهلاً للخوض فيها ويتضاعف الاشكال فيما اذا لم يكن مؤهلاً لذلك كما هو الحال بالنسبة الى العديد ممّن يرتقون المنابر ولم يسبق لهم اتقان العلوم الدينية في المراكز العلمية الرصينة بل عمدة رصيدهم هي بعض الثقافة الدينية العامّة .

وأيضاً فانّ مهمّة المبلّغ الإسلامي هي الدعوة الى أصل الدين ونشر معالمه وتعاليمه الثابتة المتمثلة في محكمات الكتاب العزيز ومحاسن كلمات النبي المصطفى (ص) والائمة الهداة عليهم السلام ، ووعظ الناس وارشادهم لكي يزدادوا إيماناً بالله تعالى واستعداداً ليوم الجزاء وليسعوا الى تزكية نفوسهم وتهذيبها عن الخصال الرذيلة والصفات الذميمة وتحليتها بمكارم الاخلاق ومحامد الصفات ويحسنوا التعامل مع الاخرين حتى من يخالفهم في الدين والعقيدة وليس للمبلّغ الديني ان يجعل المنبر طريقاً الى نشر الآراء الشخصية المثيرة للفرقة والاختلاف بين المتدينين فمن يسلك هذا المسلك في التبليغ والخطابة لا ينبغي للمؤمنين ( اعزهم الله ) الركون اليه والتعويل عليه في التنشئة الدينيّة لأولادهم بل عليهم الرجوع الى غيره ممن يوثق بهم من اهل العلم والتقوى والصلاح والله الهادي الى سواء السبيل .

الختم الشريف

٩/ جمادى الاخرة / ١٤٤٠ هـ

وهذه نسخة مصورة عن الوثيقة الصادرة عن المكتب :

بيان يرد فيه مكتب السيد السيستاني على الجماعات المنحرفة