هذه وثيقة صادرة بتاريخ 1965/4/5 وهي رسالة جوابية للمرجع السيد محسن الحكيم الى الملا مصطفى البرزاني يلزم فيها الطرفين (الحكومة و القيادة الكردية) بانتهاج طريق سلمي للمحافظة على أرواح وممتلكات المواطنين ... وهذا نصّ الوثيقة:
نصّ رسالة السيّد محسن الحكيم الجوابية لملّا مصطفى البرزاني
بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد ..
جناب المكرّم الملّا مصطفى البرزاني وفقه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فقد تسلّمنا كتابكم ولابدّ أنكم قد عرفتم أنّا راجعنا الحكومة الحاضرة حول ما تضمنه كتابكم فطلبنا الوزير السيّد عبد الحسن زلزلة وفقه الله تعالى وحضر معه وزير الداخليّة ونصحنا الحكومة بكلّ ما من شأنه المحافظة على الدماء البريئة من أن تُراق وعلى الأعراض والأموال المحرمة من أن تهتك أو تنهب فأجابت إلى ذلك كلّه وتعهّدت لنا بالمحافظة على جميع ذلك حسب الإمكان ونحن الآن ننصح لكم كما نصحنا لهم فاللازم عليكم المحافظة على هذه الأمور كلّها وإذا أردتم المطالبة بشيء من الحقوق فاللازم حسب الإمكان أن تكون على نهجٍ هادئٍ وبشكلٍ سلميٍ يحفظ هؤلاء المسلمين الذين الآن في مناطقكم من كلّ خطر أو قلق والله سبحانه وليّ التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل والسلام عليكم وعلى المسلمين قِبَلِكم ورحمة الله وبركاته .
4 / حج / 1384
محسن الطباطبائي الحكيم
ختم السيد الحكيم .
وهذه نسخة مصورة من الرسالة
نبذة تعريفية عن الشخصيات المذكورة في الوثيقة :
السيد محسن الحكيم (قدّس سره)
السيد محسن بن مهدي الطباطبائي الحكيم يرجع نسبه إلى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) ولد في سنة 1306هـ في النجف الأشرف تسنّم منصب المرجع الأعلى للشيعة بجدارة بعد دراسة وجهود مضنية بذلها في مجال العلوم الدينية دارساً ومدرساً في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وبعد تسنّمه منصب المرجعية لعليا أخذ بوضع نظام إداري للحوزة وتبنى مشاريع التبليغ ومشاريع إنسانية وخدمية وثقافية وتعليمية كثيرة .
وفي مجال السياسة واجه السيد محسن الحكيم الحكومات الظالمة برباطة جأشٍ مدافعاً عن حقوق الشعوب المقهورة كما لم يتوانى في التصدّي للمدّ الشيوعي المتحلل دينياً وأخلاقياً في البلدان الإسلامية، كما كان له موقف إنساني متعاطف مع الشعب الكردي الأعزل في أحداث ثورة الملّا مصطفى البرزاني .
توفي السيد محسن الحكيم بعمر يناهز 81 سنة بتاريخ 27 ربيع الأوّل 11390هـ وتمّ تشييعه بموكب مهيب ليترجل في مثواه الأخير في مقبرة خاصة في جامع الهندي في النجف الأشرف بجوار مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وللسيّد محسن الحكيم مؤلفات ورسائل علمية كثيرة لا تزال محطّ أنظار العلماء .
الملا مصطفى البارزاني
هو زعيم كردي ولد سنة 1903 وتوفي سنة 1979م في كردستان العراق (شمال العراق) وبعد اشتداد عوده شارك أخاه الأكبر أحمد البارزاني في قيادة الحركة الثورية الكردية للمطالبة بالحقوق القوميّة للأكراد ولكن تمّ اخماد هذه الحركة من قبل السلطات العراقية وبمساعدة قوات الاحتلال البريطاني، وفي عام 1935 تمّ نفي مصطفى إلى مدينة السليمانية، وفي عام 1942 هرب من منطقة نفيه ليبدأ حركته الثورية الثانية وفي إيران هذه المرة مؤسس أوّ جمهورية كردية في منطقة مهاباد والتي تمّ القضاء عليها من قبل الحكومة الإيرانية قبل أن تتمّ سنتها الأولى .
وفي عام 1958 مع قيام الجمهورية العراقية دعا عبد الكريم قاسم البارزاني الى العودة الى العراق وعند عودته تجدد الصراع في عهد حكومة عبد الكريم ثمّ في عهد عبد السلام عارف حتى حصل الأكراد على اتفاقية الحكم الذاتي عام 1970 والتي انقلب عليها حزب البعث لاحقاً .
السيد عبد الحسن زلزلة
الدكتور عبد الحسن علي زلزلة اقتصادي ودبلوماسي وشاعر عراقي ولد سنة 1928 وتوفي سنة 2018م ، عمل نائباً لمحافظ البنك العراقي ثم سفيراً للعراق في طهران سنة 1963 ثمّ وزيراً للصناعة سنة 1964 ثمّ وزيرا للتخطيط في السنة نفسها وأعدت برئاسته إبان توليه وزارة التخطيط الخطة الخمسية للعراق والتي تركزت على بناء تخطيط مركزي للدولة وبنيت على توزيع مشاريع التنمية على المحافظات لتقليل الفوارق بين مدن العراق ثمّ تولى مناصب عدّة حتى غادر العراق إلى كندا سنة 1988 وأقام فيها حتّى وفاته عام 2018م .