من الظواهر السلبية الشائعة في بعض المجتمعات ومنها المجتمع العراقي ظاهر ما يُعرف بـ (الكشافات) او (الطريحة) وقد يمارس هذه الأدوار بعض الرجال أحياناً، إذ يدعي هؤلاء العلم بالأمور الغيبية ومعالجة السحر وما إلى ذلك ويمارسون ضروباً من الشعوذة لخداع الناس والحصول على أموال طائلة منهم ... ولما لهذه الظاهرة من آثار سلبية على المجتمع تنشر مدونة صدى النجف مجموعة استفتاءات سبق وأن أجاب عليها المرجع الديني الكبير السيّد محمد سعيد الحكيم (رحمه الله تعالى) تخص هذه الظاهرة :
استفتاءات حول عمل الكشافات والحديث عن الأمور الغيبية
نص الاستفتاء:
بسمه تعالى
مكتب سماحة المرجع الديني ... آية الله العظمى السيّد محمّد سعيد الحكيم (دام ظله الوارف) .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نرجو التفضل بالإجابة على المسائل التالية آملين أن يكون الجواب مبسوط العبارة يفهمه القرّاء من غير أهل هذا الفنّ ولكم الأجر والثواب سلفاً .
تدّعي بعض النساء أنّها (طريحة) أو عندها نورٌ من الإمام الفلاني أو السيّد الفلاني ولطالما انتشرت هذه الظواهر في جميع أنحاء العراق، فهنا جملة أسئلة منها:
السؤال (1) : هل يوجد منشأ شرعي لما تدّعيه هؤلاء النسوة؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد ... ليس لهذه الادعاءات أساس شرعي ومدعيها إمّا واهم أو متعمد للتزوير والكذب .
السؤال (2): المرأة التي تدّعي ذلك تتصدّى لحلّ بعض المشاكل وخاصّة بين النسوة وتأخذ مقابل ذلك مقداراً من المال معتداً به، فهل لعملها هذا جهة صحّة شرعيّة حتى يحلل المال الذي تأخذه؟
الجواب: لا يجوز لكلّ أحد الإخبار عن الغيب على نحوٍ جازم كما لا يجوز التصديق بذلك، وأخذ المال في مقابل ذلك حرام .
السؤال (3): تطلق هذه النساء بعض التنبؤات وتنسبها إلى أحد أولياء الله كسيّدنا العباس (عليه السلام) أو مسلم بن عقيل (عليه السلام) أو مسلم بن عقيل (عليه السلام) ممّا يجعل الناس تصدّق بهنَّ وتنفذ كلّ ما تطلبه هؤلاء النسوة منهم، فماذا تقولون حول هذه التنبؤات؟ وبماذا تنصحون؟
الجواب: يتضّح الجواب ممّا سبق ونصيحتنا لعامّة المؤمنين الابتعاد عن هذه الأساليب وهذه الطرق، وليعلموا أنّ قضاء الحوائج وحلّ المشاكل لا يكون إلّا بالتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى والتوكّل عليه وطلب الرحمة منه والاستشفاع بأهل البيت (عليهم السلام) لا يكون من خلال هؤلاء وإنّما يكون من خلال زياراتهم والتوسّل بهم إلى الله في قضاء الحوائج .
السؤال (4): ما هو تكليفنا الشرعي عند حصول أمرٍ من هذا القبيل في منطقتنا؟
الجواب: اللازم على المؤمنين التصدّي لمثل هذه الظواهر من خلال نشر الثقافة والوعي الديني الأصيل بالاعتماد على طلبة الحوزة وممثلي المرجعيات الدينية في المناطق ولعلّ من أهمّ أسباب رواج هذه الادعاءات وأمثالها ناشئ من ضعف الثقافة الدينية في بعض الأوساط نتيجة القيود الكثيرة التي أُحيطَت بها الحوزة والمرجعية في العهد السابق لذا ندعو المؤمنين كافّة إلى البحث عن الطرق الأصيلة للثقافة الدينية واستغلال فرصة الانفتاح في نشر التفقه في الدين والله من وراء القصد إنّه أرحم الراحمين .
3 / محرّم الحرام/ 1425هـ
مكتب السيّد الحكيم دام ظله / النجف الأشرف
وهذه نسخة مصورة عن وثيقة الاستفتاء