القائمة الرئيسية

الصفحات

آية الله العظمى هل هو لقب خاص بالإمام علي (ع) ولماذا يُطلَق على الفقهاء ؟

 

آية الله العظمى هي هو خاص بالإمام علي (ع) ولماذا يُطلَق على الفقهاء ؟

آية الله العظمى اسم مختص أم صفة تفضيل ؟!

بقلم : السيّد محمّد رضا شرف الدين

بسم الله الرحمن الرحيم 

وله الحمد والصلاة على خلفائه محمد وآله واللعن على اعدائهم 

أما بعد

هل آية الله العظمى لقب خاص بالإمام علي عليه السلام

فإنه لم يرد بين أسماء سيدنا أمير المؤمنين صلوات الله عليه المنصوص عليها في الأحاديث الشريفة اسم( آية الله الكبرى أو العظمى) فضلاً عن أن تكون اسما مختصّاً به . 

نعم وردت وصفاً وُصفَ به في بعض النصوص كما وصف به امامنا الجواد عليه السلام في زيارته:

.. السلام عليك أيها الآية العظمى، السلام عليك أيها الحجة الكبرى.

 وكذلك وصف الله تعالى معاجز سيدنا موسى لفرعون وآيات الملكوت التي رآها النبي صلى الله عليه وآله بذلك ولم يكن ذلك غصبا من الله لاسم من أسماء أمير المؤمنين عليه السلام  ولا صفة تفضيل أراد منها تفضيل تلك الآيات عليه.

قال الله تعالى: لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى يعني الآيات التي رآها النبي صلى الله عليه وآله في المعراج

وقال عز اسمه: فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى 

وصفاً للمعاجز التي أراها نبي الله موسى على نبينا وآله وعليه السلام لفرعون.

كيف يوصف الفقيه بـ آية الله العظمى ؟

بقي شيء وهو أنه كيف يوصف الفقيه بأنه آية الله العظمى وهي أفعل تفضيل استعملت مطلقة مع أنه هناك آيات أعظم منه وعلى رأسهم النبي والمعصومون من عترته وذريته عليه وعليهم السلام؟ 

الجواب يجده اللبيب في الرواية الشريفة التالية التي رواها شيخنا الصدوق في معاني الأخبار بإسناده عن رجل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أليس قال رسول الله صلى الله عليه وآله في أبي ذر - رحمة الله عليه -: " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر "؟ 

قال: بلى

قال: قلت: فأين رسول الله وأمير المؤمنين؟ وأين الحسن والحسين؟

قال: فقال لي: كم السنة شهرا؟ 

قال: قلت: اثنا عشر شهرا

قال: كم منهما حرم؟

قال: قلت: أربعة أشهر. 

قال: فشهر رمضان منها؟ 

قال: قلت: لا، قال: إن في شهر رمضان ليلة أفضل من ألف شهر، إنا أهل بيت لا يقاس بنا أحد.

————

وعليه حينما يطلق أي وصف تفضيلي على أحد من الناس من قِبَل مؤمن بالله ورسوله وحججه صلوات الله عليهم فإنَّ رسول الله وآله صلوات الله عليهم غير داخلين في المفاضلة إذ لا يقاس بهم أحد.

وكذلك حينما نطلق أفعل التفضيل وصفاً لأحد الأئمة عليهم السلام فإننا لا نفضلهم على رسول الله صلى الله عليه وآله البتة إذ من البديهي أنه سيدهم وولي نعمتهم.

————

هذا وإني مع كل ذلك لا استسيغ إطلاق تلك الصفة على أحد من فقهائنا ولا استخدمها في أحد منهم ولا أثلب من يستخدمه.

وأخيرا بوركت غيرة الأحبة الذين استنكروا إطلاق تلك الصفة على غير إمامهم صلوات الله عليه وحرصهم على حفظ مرتبته وعظيم منزلته لكنني أربأ بهم أن يقعوا في حبائل الجهل استبداداً برأيهم دون أثارة من العلم وقياسَ اسم على صفة أو اسم على اسم فإنه عليه السلام أدمت قلبه فئة حاربته بآية من كتاب الله دون تدبر منها. 

وما ابرئ نفسي

اللهم عجل لوليك الفرج

كتبها عبد آبائه الطاهرين محمد رضا شرف الدين يوم الفاجعة العظمى من يوم القدر ذكرى استشهاد ولي الله الأعظم وآيته الكبرى أمير المؤمنين صلوات الله عليه لائذا بمشهده الأقدس.