القائمة الرئيسية

الصفحات

الذكر اليونسي آثاره وفوائده

 

الذكر اليونسي آثاره وفوائده

الذكر اليونسي : هو قوله تعالى في سورة يونس (عليه السلام) { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ويُسمّى بالذكر اليونسي أو ذكر اليونسيّة نسبة إلى النبي يونس (عليه السلام) لأنّه ذكر الله تعالى به في بطن الحوت فأنجاه الله منها .

فوائد وآثار ذكر اليونسي في روايات أهل البيت عليهم السلام

1- روى الشيخ الصدوق في كتاب الخصال ص218 بسنده عن هشام بن سالم وغيره عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: " عجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل : " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فاني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها : " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " .

2- روى الشيخ الطوسي في كتاب تهذيب الأحكام ج6 ص171 بسنده عن كرام عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: " للغم والهم : { لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين } قال الله سبحانه : ( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) .

3- في بحار الأنوار ج90 ص191 عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: " دعاء المكروب والملهوف ، ومن قد أعيته الحيلة وأصابته بلية ، { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } ، يقولها ليلة الجمعة إذا فرغ من الصلاة المكتوبة من العشاء الآخرة ، وقال : أخذته عن أبي جعفر قال : أخذته عن علي بن الحسين ذي الثفنات أخذه عن الحسين بن علي أخذه عن أمير المؤمنين أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذه عن جبرئيل عن الله عز وجل " .

فوائد وآثار ذكر اليونسيّة في كلمات العلماء الأعلام

1-  الميرزا جواد الملكي التبريزي قدّس سره

قال الشيخ العارف الميرزا جواد الملكي التبريزي: «ثم إنّي سألتُ بعض مشايخي الأجلّة - الذي لم أرَ مثله حكيماً عارفاً ومعلِّماً للخير حاذقاً وطبيباً كاملاً-: «أيّ عملٍ من أعمال الجوارح جرّبتم أثره في تأثّر القلب؟»، قال: «سجدة طويلة في كل يومٍ يُديمها ويطيلها جدّاً ساعة أو ثلاثة أرباعها، يقول فيها: (لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين)، شاهداً نفسه مسجوناً في سجن الطبيعة، ومقيدة بقيود الأخلاق الرذيلة، ومنزِّهاً لله تعالى بأنَّك لم تفعله بي ظُلماً، وأنا ظلمتُ نفسي وأوقعتُها في هذه المهلكة العظيمة، وقراءة القدر ليالي الجُمَع وعصرها مائة مرّة.

قال قُدِّس سرُّه: ما وجدتُ شيئاً من الأعمال المستحبة يؤثِّرُ تأثير هذه الثلاثة» [أسرار الصلاة، ص١٣٩-١٤٠].

وقال في مراقباته: «وكان لي شيخٌ جليلٌ أيام تحصيلي في النجف الأشرف، وكان مرجعاً لأتقياء طلبة زمانه في التربية، وسألتُه عمَّا جرَّبهُ من الأعمال البدنيّة في تأثير حالك السالك إلى الله، فذكر أمرين:

أحدهما: أن يسجُدَ في كل يومٍ وليلةٍ سجدةً واحدةً طويلةً ويقول فيها: (لا إله إلا أنت سبحانك إنِّي كنتُ من الظالمين)، يقصدُ بذلك أنّ روحي مسجونةٌ في سجن الطبيعة، ومقيدة بقيود الأخلاق الرذيلة، وإني بأعمالي جعلتُ نفسي مسجونةً في هذا السجن، ومقيّدةً بهذه القيود، وأنزِّهُ ربِّي من أن يكون هو الذي فعل بي ذلك ظُلماً، وأنا الذي ظلمتُ نفسي وأوقعتُها في هذه المهالك. وكان يُوصِي أصحابَهُ بهذه السَّجدَةِ، وكان كلُّ من يعمل بها يعرف تأثيرها في حالاته، لا سيّما من كان طول سجوده أكثر، وكان بعضُ أصحابه يقول ذلك ألف مرّة، وبعضهم أقل، وسمعتُ أنّ بعضهم يقول ثلاثة آلاف مرّة.

والثَّاني: أن يتختَّمَ بخاتم فيروزج أو عقيق» [المراقبات، ص٢٩٣-٢٩٤].

وفي مكاتبته إلى المحقق محمد حسين الأصفهاني، قال: (وكان يقول*: «على السَّالك أنْ لا يترك الذِّكر اليونسيّ في السّجود وليُدَاوِمَ عليه ليلاً ونهاراً، وكلما استطاع أن يأتيَ بأكبر عدد فإنّ أثره سيكون أكبر، وأقل عددٍ يؤتى به هو (٤٠٠) مرّة وقد رأيتُ له آثاراً»، وأنا أيضاً قد جرّبته بنفسي، وبعض الأشخاص قد ادّعى تجربته).

*المطلب في مواضعه الثلاثة ينقله عن أستاذه الشيخ حسين قلي الهمداني (رضي الله عنه).

2-  السيّد عبد الكريم الكشميري قدّس سره

جاء في كتاب (لسان الصدق) أنّه كان العارف بالله السيد عبد الكريم الكشميري رحمه الله " يهتم بثلاثة أذكار يوصي بها سائليه وهي: " يا حيّ يا قيّوم " ، " بسم الله الرحمن الرحيم " ، وكان يعتقد بأنّ الاسم الأعظم في هذين الذكرين، و "ذكر اليونسيّة" .

ونقل في لسان الصدق أيضا عن السيد عبد الكريم الكشميري أنّه أجاب على السؤال: " ما هي آثار ذكر اليونسيّة؟" بقوله: " الإدمان على ذكر اليونسية يُثمر الاتصال بالأرواح وفتح العين البرزخية " .