القائمة الرئيسية

الصفحات

الضابطة عند الشيعة في حب الصحابة

 

الضابطة عند الشيعة في حب الصحابة

الناصحون للدين لماذا نُحيي أمرهم؟

بقلم: الشيخ عبدالجليل البن سعد 

_ شهداء أحد.

_منطق حب الرجال..

مرة أخرى نقول بأن الناصح مع النبي صلى الله عليه وآله لا شك أنه ناصح الله وناصح للدين، فإن ذكراه وتخليده من باب إطلاق العنان للحب لكن في ميدانه وفي موضعه ومع الشخص الذي يناسبه، أي من الجميل أن تحب رجالا في الرعيل الأول، وأن تمارس الحب مع تلك الشخصيات التاريخية الخالدة، ولكن بشرط أن تضع الحب في موضعه، وأظن أن هذه أهم نقطة مفصلية بين الشيعة وغيرهم، فكلهم يريد أن يحب وأن يعطي عشقه، ولكن السيرة العقائدية الشيعية تصر على أن عنان الحب لا يطلق إلا في موضعه ومع الشخص المناسب فقط، ولا يشترط عند الشيعة في الشخص المناسب للحب أن يكون من أهل البيت عليهم السلام ...

 فمتى كان حبنا نحن الشيعة مقصورا على أهل البيت؟؟ وإن كنا نرى أعلى وأقصى درجات الحب هو لأهل البيت بعد أبيهم رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين، لأن حب أهل البيت علامة فارقة بين الجنة والنار، ولكنا نقول بأن الحب يجب أن يكون مع الشخص المناسب الذي يحمل وسام النصح لله ولرسوله وللدين، ولذا لا يوجد شيء عند الشيعة اسمه عدم حب الصحابة، بل إن هذا افتئات (افتراء) قديم على الشيعة؛ لأن الشيعة يتقربون إلى الله عز وجل بحب الصحابة الصالحين وشهداء أحد من الصحابة وكذا شهداء مؤتة، وغيرها من الغزوات ناهيك عمن قتل صبرا منهم، فلم الافتراء على الشيعة؟؟

إن الشيعة يؤمنون بأن إظهار الحب والاحتفالية بالشخص هو ارتفاع به وتمييز له على من عداه لذا لا يصنعون ذلك إلا مع من كان ناصحا لله ولرسوله وللدين، وليس هذا دقة منهم مع رجال الصدر الأول من الإسلام فقط، بل حتى تعاملهم في قضية عاشوراء لا يختل فيه هذا الميزان فحينما يزورون العباس عليه السلام لا يبنون ذلك على الناحية العاطفية وكونه أخا لأبي عبد الله الحسين وحسب؛ لذا تراهم يرددون في الزيارة:

 "واشهد أنك قد بالغت في النصيحة وأعطيت غاية المجهود فبعثك الله في الشهداء وجعل روحك مع أرواح السعداء...".

 فالمسألة والمعيار عندهم هو النصح لله وللرسول وليس القرب والبعد من رسول الله صلى الله عليه وآله، فتخليد ذكراهم هو إطلاق العنان للحب لكن في ميدانه وشخصه المناسب .

ومن ناحية أخرى فإن تخليد ذكراهم هو سبب للسعادة والاستفادة، فمن يعرف هؤلاء يسعد نفسيا، ويعرف أن طريق السعادة نقشت عليه خطى الحمزة، وعبدالله بن جبير، وعبدالله بن جحش، وعثمان بن شماس، وغيرهم، إن هؤلاء رسموا خطى ثابتة على طريق السعادة، ومن يريد السعادة هو الذي يضع قدمه في كل موضع قدم لهؤلاء الذين ساروا على هذه الطريق.

مرة أخرى نقول هنالك مبدأ مهم وهو مبدأ التعبد لله بذكر أهل الكرامة على الله، فذكرهم حالة من العبادة لله عز وجل ومصداق ذلك هو مسنونية  زيارتهم، فعموم المسلمين يزورون شهداء أحد.

 والشيعة خصوصا يحرصون على زيارة شهداء أحد وبالكيفية الخاصة التي نعرفها ونألفها حيث توجد عندنا الزيارات، ويوجد التوسل بمقامهم عند الله سبحانه وتعالى وعن وبمقام الكرامة لهم عند الله... 

هكذا نكون قد خلدنا ذكرهم وتعبدنا لله عز وجل بهم باسترجاع بطولاتهم ونصحهم للدين.

المصدر: كتاب قوى الخير وقوى الشر في القرآن الكريم ص ٤٣_ ٤٤