القائمة الرئيسية

الصفحات

لتكون ناجحا اجعل لنفسك خطة بديلة

 

لتكون ناجحا اجعل لنفسك خطة بديلة

هدف اليوم: أن يكون لي خطة بديلة

بقلم السيد بلال وهبي

التخطيط للحياة من أهم الضرورات، بل لعله يوازي الحياة نفسها في الأهمية، فإن الحياة من دون تخطيط ضرب من العبثية والفوضى والارتجال، وضياع الوقت سدى، وهدر الطاقات والموارد، وعائق بل أهم عائق يعيق الشخص عن تحقيق أهدافه، وهذا ما يدل عليه قول الله تعالى: “أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" ﴿22 الملك﴾، فالفرق كبير جدا بين من يتطلع إلى أقصى مَدى ويعرف الطريق ويضع خطة السير، وبين من لا ينظر إلى أبعد من قدميه، الأول يعرف إلى أين يسير وكيف يسير ويرى العقبات  ويتحسَّبُ لها، والثاني يسير خبط عشواء، لا يخرج من حفرة حتى يقع في حفرة أخرى، مع ما يستدعي ذلك من خسارة فادحة من الوقت والعمر والجهد والمال والإمكانيات، وبناء عليه يمكننا القول: إن التخطيط للحياة حياة، وعدم التخطيط موت.

من الطبيعي أن يأخذ المؤمن وهو يضع خطة لحياته مجموعة من الأمور في الحسبان:

أمور يجب مراعاتها عندما تضع خطة لحياتك

الأول: أن لا شيء يمكن أن يتحقَّقَ له من دون سَعي وعمل وجِدٍّ ومثابرة، قال تعالى: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿39﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ﴿40 النجم﴾.

الثاني: الأمل بالنجاح، فمن دونه لن يقدر على التخطيط، إذ كيف ليائسٍ قانطٍ أن يخطط للمستقبل؟!

الثالث: الثِّقَة بالنفس وبقدرتها على النجاح، فإنَّ من يكون فاقدا الثقة بنفسه فلن يستطيع أن يتقدم خطوة، وسيجد في التخطيط نوعا من الكلفة الزائدة التي لا معنى لها.

الرابع: التَّوَكل على الله، فإن الله تعالى بيده أسباب السماوات والأرض، وكلتاهما وما فيهما وما بينهما مطويات بيمينه، وجميع ما يحدث فيهما يحدث بأمره وإرادته، إنه سبحانه مسبب الأسباب ومجريها، وهو المعين والناصر والرازق والمعطي والمفيض، وكما قال تعالى: "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿26﴾ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" ﴿27 آل عمران﴾. 

الخامس: ربطُ التخطيط بمشيئة الله تعالى وإرادته، فإنه العالم بما سيكون إلى أبد الآبدين، وأعلم منا بمصلحتنا، ولا يُقَدِّرُ علينا إلا الأصلح لنا، أما نحن فإننا نشاء الأمور وفق ما نعلم، وعلمنا محدود، وقد نشاء ما ليس فيه مصلحة واقعية لنا، قال تعالى: "وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا ﴿23﴾ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا ﴿24 الكهف﴾.

يجب أن يكون لدينا خطة بديلة

بناءً عليه: يجب أن يكون لكل واحد منا خطة بديلة، يلجأ إليها عند كل أمر يطرأ فيمنعه من تطبيق خطته الأساسية، هذا في الظروف الطبيعية، فكيف بالظروف الاستثنائية كالتي نمر بها الآن؟! فلا يحسن بنا أن نعتمد الارتجال في حياتنا، بل يجب أن نخطط لها جيدا لأن مواردنا قليلة والتخطيط الجيد يحافظ عليها ويخفف من الأعباء والنفقات، وأن من التخطيط الجيد أن يكون لنا خطة بديلة للطوارئ وكل ما يستجد من الأمور.

 توصيات:

1- خطط لحياتك ولا تهمل

2- تعلم من الله تعالى كيف يًقَدِّرُ كلَّ شيء ووفق تخطيط كامل الإتقان.

3- استعد للقادم دائما، حتى ولو كانت الظروف عادية فإنك لا تدري ما تكشف عنه الأيام.

السيد بلال وهبي

فجر يوم الجمعة الواقع في: 9/7/2021 الساعة (04:15)