القائمة الرئيسية

الصفحات

 

تعريف التحقيق اصطلاحا

مصطلح التحقيق في التخصصات المختلفة

السيّد محمّد نوري الموسوي

التحقيقُ ــ كما يعرفه العلماء المعنيون بالمخطوطات ــ هو بذل الجهد في سبيل إخراج المخطوط إلى النور كما وضعها مؤلفها أو بصورة قريبة مما وضعها.

    وهذا المصطلح ليس مقصور الاستعمال في تخصص تحقيق المخطوطات، فهو يستعمل في تخصصات أخرى منها:

أولاً: التحقيق في المسائل العلمية

يستعمل بعض العلماء هذا المصطلح للدلالة على التثبت من المسألة العلمية فنجدهم يطلقون هذا المصطلح على بعض العلماء من باب التعظيم لهم وإظهار مكانتهم العلمية مثل: المحقق الرضي صاحب شرح الكافية المشهور بتحقيقاته النحوية، والمحقق الحلي صاحب كتاب شرائع الإسلام ، والمحقق الكركي، والمحقق الخوئي صاحب المؤلفات المشهورة كمعجم رجال الحديث والبيان في تفسير القرآن. رحمهم الله جميعاً.

ثانياً: التحقيق في مجال الإعلام

ويُستعمل هذا المصطلح أيضا عند المتخصصين في مجال الإعلام، فهم عندما يكتبون مقالاً عن موضوعٍ ما ويسمون هذا العمل تحقيقا.

ثالثا: التحقيق في مجال القانون

ففي تخصص القضاء والقانون هناك شخص يسمّى المحقق العدلي، وهو الذي يقوم بالتحقيق في مسائل قضائية وجنائية ليصل إلى الحقيقة.

رابعاً: التحقيق في مجال التلاوة وقراءة القرآن

وهو نوع خاص من قراءة القرآن الكريم،  فهناك أنواع لطريقة التلاوة كالحدر والتدوير والتحقيق.

خامساً: التحقيق في مجال اللغة

وهو طريقة من طرق نطق حرف الهمزة ويسمى تحقيق الهمزة وهو ما يقابل تسهيلها أو إبدالها.

سادساً: تحقيق المخطوطات

وهو كما قلنا بذل عناية خاصة بالمخطوطات والتثبت من المسائل العلمية الواردة فيها.

   والواضح أنّ الجامع لكل هذه الاستعمالات هو التثبت والتحقق والتأكد بشكل دقيق من المسألة العلمية، وإنما سمي محقق المخطوطات محققا لأن المطلوب منه أن يتثبت من كل شاردة وواردة في المخطوط ليصل إلى الحقيقة العلمية المنشودة.

ومن طريف ما مرّ بي أني ــ قبل سنوات خلت ــ كنت أعطي محاضرات لطلبة الماجستير - ولا زلتُ - حول تحقيق المخطوطات، وعندما وصلنا إلى موضوع صفات المحقق طلبت من أحدهم أن يذكر لي الصفات فأخذ يعدد صفات المحقق العدلي منها (أن يرتدي لباس القاضي عند التحقيق، أن يساوي بين المتهمين...). وهو لا يعلم بخطئه ولا يعلم أن المطلوب صفات محقق المخطوطات، ومن حسن الحظ أنه لم يستطع النجاح وترك الدراسة بعد أن رسب في أغلب المواد وقانا الله شره.

وكتب السيد محمد نوري الموسوي في 27/10/2021م