وثيقة : رسالة السيد عبد الستار الحسني للمرجع الأعلى السيد السيستاني يشكره على ترميم مكتبة كاشف الغطاء العامة
عمر هذه الوثيقة ما يقرب من خمسة وعشرين سنة أي في عام 1996م وتحديدا بتاريخ 22 / ربيع الآخر / 1416هـ ، حيث أمر السيد المرجع السيستاني حفظه الله أيام النظام البعثي الديكتاتوري المقبور باعادة ترميم وصيانة مكتبة كاشف الغطاء العامة ، وتتضمن الوثيقة رسالة شكر مع قصيدة بخط العالم المفوَّه الفقيد السيد عبد الستار الحسني رحمه الله بعثها الى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (مُدَّ ظله) يشكره على التوجيه بترميم المكتبة وهذا نص الوثيقة مُرفقا بنسخة مصورة عنها :
نص الوثيقة
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الأعلى سيدنا ومولانا الإمام السيد السيستاني دام ظله العالي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد :
فقد مَقَلَت عيناي ما تشنفت به - قَبْلاً - أذُناني مِنْ مبادرتكم الكريمة بإصدار أمْرِكم السامي بترميم وصيانة مكتبة آل فقيه الأمة ومرجعها الأعلى في عصره الشيخ الكبير كاشف الغطاء قدس سره تلك المكتبة القيمة العتيدة التي ضمت نفائس الأثار ومُفْعَمات الأسنار من نتاجات أفكار أصحابنا الإمامية أنارَ الله برهانهم بل سائر فضلاء المسلمين ولم تعُدْ وقفاً على أسرة آل كاشف الغطاء بل أصبحت مثابةً لجميع رواد العلم والفضيلة إِنْ في العراق أو في سائر البلاد الإسلامية وليس هذا بِبِدْعٍ مِنْ مكارم سيدنا الإمام أبي الرضا دام وارفُ ظله فهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم إلى رسول الله معدن الجود والكرم صلى الله عليه وآله وسلم وقد حضرتني بهذه المناسبة أبيات متواضعة أمليتها على أحد طلبة العلم من المثافنين لي في التحصيل والمدارسة على أنَّ القريحة قريحة والأمزجة كما يعلم سيدي المولى غير صحيحة . والمُلْتَمَسُ مِن سماحتكم قبولها والإغضاء عمَّا عسى أن يكون قد اعْتَوَرها من الهناتِ الهيّنات . ( والعذرُ عند كرام الناس مقبولُ) .
22 شهر ربيع الآخر من سنة 1416هـ
غَذِيُّ فَضْلكم وأسيرُ كَرَمِكم
ترابُ أقدام آل أبي تراب
عبد الستار الحسني .
القصيدة التي أرفقها السيد الحسني مع الرسالة
بجودِك لا بِسَحِّ الهاطلاتِ
نَعِمْنا في السنينِ المُجْدِباتِ
وأنت البحر يروي كُلَّ ظامٍ
ويَسْتَحي الرُّبوعَ الداثراتِ
حويتَ مِن المناقبِ ما تناهى
وَمَنْ يُحْصِي النجومَ النيّراتِ؟!
وكيفَ تُجاوِزُ العلياءُ فذَّاً
تربَّى في الحُجور الطاهراتِ
وصَحَّ إلى النبيّ لهُ انتسابٌ
وعترتهِ الميامين الهُداةِ
بهِ دَسْتُ الزعامةِ قد تحلَّى
وحازَ به أَجَلَّ المرتباتِ
وهَلْ كـ (عليٍّ ) المَولى إمامٌ
بحُكْمِ النص مِنْ طرق الثِقاتِ
بِسَيْبِ نداهُ أحيا كُلَّ مَيْتٍ
فَزِه بالباقيات الصالحاتِ
ودُورُ العلم أوْسعَها اعتِناءً
فأضحت كالصروح الشامخاتِ
فمكتبة المشايخ مَنْ بكشفِ الْـ
غطاءِ جَلوا غموض المُبهماتِ
غَدَتْ تزهو بفضلِكَ في بِناها
فَحيَّ هَلا بفخرِ المكتباتِ
نسخة مصوَّرة من الوثيقة
هذه نسخة مصورة من الرسالة بخط الفقيد السيد عبد الستار الحسني رحمه الله .
من هو السيد عبد الستار الحسني ؟
هو العلَّامة والمحقق النسابة السيد عبد الستارالحسني البغدادي المولود سنة 1949م في مدينة الكاظمية المقدسة.
ظهرت عليه علامات النبوغ في وقت مبكر جدا من عمره حتى اصطفاه السيد هبة الدين الشهرستاني (قدس سره) لملازمته سنوات طوال أنار له فيها طريقه في دراسة العلوم الدينية والتاريخ حتى صار ضليعا في مجالات شتى من تاريخ وتحقيق وأنساب ولغة وأدب وغيرها .
وبعد بضعة سنوات من وفاة السيد الشهرستاني انتقل السيد عبد الستار الحسني الى مدينة النجف الاشرف لينهل من معين حوزتها العامرة فحضر عند بعض كبار اساتذتها كالسيد المستنبط والسيد باقر الصدر وغيرهما قدس الله أسرارهم جميعا .
وللسيد الحسني مجموعة من إجازات الرواية من علماء مختلف المذاهب ومنها اجازة من السيد هبة الدين الشهرستاني (قدس سره) وأخرى من المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (حفظه الله).
كما أن له مؤلفات وأبحاث كثيرة تم نشر بعضها .
وافاه الأجل رحمه الله تعالى في النجف الأشرف مساء يوم الاثنين 5 / شعبان المعظم / 1441هـ الموافق 30 / 3 / 2020م
قناتنا على التيليجرام
