النحو للمبتدئين | الدرس 1 | مبادىء علم النحو
تعريف علم النحو: "هو علم بقوانين ألفاظ العرب من حيث الإعراب و البناء" . أي من حيث ما يعرضها حين تركيبها .
موضوع علم النحو: هو اللفظ المعرب و المبني . (الكلمة من حيث حركة آخرها)
فائدة علم النحو : هي حفظ المتكلم عن الخطأ .
مؤسس علم النحو: أسّسه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) على ما جاء في التأریخ (1) .
تعريف الكلمة وأقسامها
تعريف الكلمة: هي اللفظة الواحدة التي تتركب من بعض الحروف الهجائية، وتدل على معنى جزئي، أي: مفرد؛ مثل : فم - خرج - في ...
أقسام الكلمة: هي إما اسم أو فعل أو حرف .
تعريف الاسم: الاسم كلمة تدل بذاتها على شيء محسوس؛ مثل : بیت ؛ أو شيء غیر محسوس يعرف بالعقل ؛ مثل : شجاعة ؛ و هو في الحالتين لا يقترن بزمن .
علامات الاسم
أهم علاماته خمس :
1. الجر : كقول النبي صلى الله عليه واله: «إنَّ أبخل الناس من بخل بالسلام»(2) .
2. التنوين : كقول النبي صلى الله عليه واله: «المؤمن إلفٌ مألوف» (3) .
3. أن تكون الكلمة مناداة ؛ كقول النبي صلى الله عليه واله : « یا فاطمة ! أبشري فإن المهديّ منك» (4) .
4. أن تكون الكلمة مبدوءة ب (أل) ؛ كقول الإمام الرضا ع : «إنما يجيء الفرج على اليأس»(5) .
5. أن تكون الكلمة منسوباً إليها حصول شيء، أو عدم حصوله ، أو مطلوب منها إحداثه [بمعنى آخر جامع: الاسناد إليها] ؛ مثل : علي سافر؛ محمود لم يسافر ؛ سافر یا سعيد.
تعريف الفعل وبيان أقسامه وعلاماتها
تعريف الفعل: هو كلمة تدل على أمرين، هما: معنى (أي حدث) وزمن يقترن به.
أقسام الفعل: وهي ثلاثة :
ماضٍ؛ نحو قوله تعالى : "خلق الإنسان من علق" (6) .
و مضارع؛ نحو قوله تعالى : "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" (7) .
و أمر؛ نحو قوله تعالى : ( قل هو الله أحد ) (8).
ولكل قسمٍ من هذه الثلاثة علامات تميّزه عن غيره ، فعلامة الماضي أن يقبل في آخره إحدى التاءَين : « تاء التأنيث الساكنة»؛ مثل : «كتبتْ فاطمة رسالة إلى أبيها»؛ أو : «التاء المتحركة» التي تكون فاعلا ؛ مثل : «كلّمك كلاما فرحت به» .
وأما علامات المضارع فمنها : أن يُنصب بناصب ، أو يُجزم بجازم؛ مثل قوله تعالى : " وأن تصوموا خير لكم " (9)، وقوله تعالى : " ألم نشرح لك صدرك " (10) ؛ومنها قبوله السين أو سوف في أوّله؛ "مثل قوله تعالی: سيذّكر من يخشی" (11) وقوله تعالى: " کلّا سوف تعلمون" (12) .
وأما علامة الأمر فهى أن يدل بصيغته على طلب شيء مع قبوله یاء المخاطبة، فلابد من الأمرين معا ؛ مثل قوله تعالى للرسول الكريم صلى الله عليه وآله: " خذ العفو و آؤمر بالعرف، و أعرض عن الجاهلين " (13)؛ و تقول: خذي... و آؤمري... وأعرضي....
وهناك علامتان مشترکتان بین المضارع والأمر:
الأولى: نون التوكيد خفيفة أو ثقيلة، في نحو: «والله لأجتهدن» و «اجتهدن یا صدیقی»، بتشديد النون أو تخفيفها .
الثانية: ياء المخاطبة؛ مثل «أنت يا أختي تُحسنين أداء الواجب ومواساة المحتاجين، فداومي على ذلك».
تعريف الحرف
الحرف كلمة لا تدلّ على معنىً في نفسها، وإنّما تدلّ على معنى في غيرها فقط - بعد وضعها في جملة - دلالة مجردة عن الزمن؛ مثل "في" في قولك "الطلبة في الغرفة"؛ فإنّ المعنى أن الطلبة تحويهم الغرفة كما يحوي الإناء ما فيه. فمعنی کلمة «في» هو «الظرفيّة» وهذا المعنى لا يُفهم من لفظة «في» وحدها، وإنما يُفهم منها، بعد أن احتواها التركيب ، و هكذا بقية الحروف.
تعريف الكلام
" الكلام أو الجملة هو ما تركب من كلمتين أو أكثر، وله معنی مفید مستقل ". مثل قول الإمام علي عليه السلام : «الزهد ثروة»(14)، وقوله : «ظلم الحق من نصر الباطل» (15).
أقسام الجملة
وهي على قسمين :
1- الجملة الاسمية: وهي التي تكون مبدوءة باسم - بدءا أصيلا - كقول الإمام علي عليه السلام : «أشرف الغنى ترك المنى»(16).
2- الجملة الفعليّة: وهي التي تكون مبدوءة بفعل، كقول الإمام الباقر عليه السلام: «اعرف المودّة من قلب أخيك بما له في قلبك»(17)
الإعراب والبناء
الإعراب: هو تغيّر علامة اللفظ في آخره، بسبب تغيّر العوامل الداخلة عليه، و ما يقتضيه كلّ عامل .
والبناء: هو لزوم آخر اللفظ علامة واحدة في كل أحواله مهما تغيرت العوامل.
الحروف: كلّها مبنية، وأمّا الأسماء والأفعال: فمنها ما هو معرب ومنها ما هو مبنيّ .
تذكرة
ينبغي لطالب علم النحو من إجادة التكلّم باللغة العربيّة قبل اشتغاله بدراسة علم النحو والصرف. على أن نلفت انتباه غير المتكلّمين باللغة العربيّة إلى أحدث ما توّصل إليه علماء الألسنيّات، من أن اللغة فنّ ومهارة، ولا تكفي معرفتها على المستوى النظريّ، بل هي تأتي في ذهن الإنسان بطريقة عفويّة في منطقة اللاشعور دون أي تكلّف كما هو شأن لغة الأم وهذا المستوى من الاستخدام يتطلّب تركيزها في الذهن بشكل عملي . فيا تُرى كيف يستطيع الطالب الّذي لا يُجيد اللغة أن يفهم القواعد المنتزعة منها ويدرس جزئيّاتها، ناهيك عن استعمالها وتطبيقها عند التكلّم بالطريقة الصحيحة .
الخلاصة
____
المصدر: كتاب النحو للمبتدئين ، معهد تعليم اللغات
الهوامش
(1) عن أبي الأسود الدؤلي قال : دخلت على علي بن أبي طالب علي ، فرأيته مطرقة متفكرا ؛
فقلت فيم تفكر يا أمير المؤمنين ؟ قال : «إني سمعت ببلدكم هذا لحنا فأردت أن أصنع كتابة في أصول العربية »؛ فقلت : إذا فعلت هذا أحييتنا و بقيت فينا هذه اللغة ؛ ثم أتيته بعد ثلاث فألقى إلى صحيفة فيها : «بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام كله اسم و فعل و حرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمى ، و الفعل ما أنبأ عن حركة المسمى ، و الحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل ...» (میزان الحكمة الحديث : ۱۹۷۹).
(2) میزان الحکمة (و نرمز له بكلمة: «میزان» فيما بعد) : حدیث ۱۹۲۰ .
(3) میزان : ۱۶۶۹.
(4) میزان : ۱۱۹۲.
(5) میزان : ۱۲۰۸
(6) العلق :۲
(7) البقرة : ۱۸۵
(8) الاخلاص :۱.
(9) البقرة : ۱۸۶.
(10) الشرح : ۱.
(11) الأعلى : ۱۰.
(12) التكاثر: ۳.
(13) الأعراف :۱۹۹.
(14) نهج البلاغة، قصار الحكم: 4.
(15) میزان :۱۷۶۸.
(16) میزان : ۱۵۰۳۹.
(17) میزان : ۲۰۹.
قناتنا على التيليجرام