القائمة الرئيسية

الصفحات

بيانات السيد عبد الأعلى السبزواري (قدس سره) حول الانتفاضة الشعبانية

 

بيانات السيد عبد الأعلى السبزواري (قدس سره) حول الانتفاضة الشعبانية

بيانات السيد عبد الأعلى السبزواري (قدس سره) حول الانتفاضة الشعبانية

اندلعت شرارة الانتفاضة الشعبانية في الجنوب والوسط العراقي في يوم 14 شعبان 1411هـ الموافق الأول من شهر آذار من سنة 1991م حيث بدأت التجمعات الصغيرة والسكان عموما بإبداء التذمر من السلطة البعثية الدكتاتورية بصورة علنية لكن التحرك الفعلي للانتفاضة في النجف الأشرف بدأ يوم الأحد 16 شعبان 1411هـ المصادف 3 آذار 1991م.

 وقد عملت السلطات البعثية جاهدة على وأدها بشكل مبكر لكن مما ساعد على تقدم الانتفاضة الفتوى التي  أصدرها زعيم الحوزة العلمية آية الله السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره) مباركا للثوار انتفاضتهم وكان صدورها بتاريخ 18 شعبان 1411هـ ثم أعقب ذلك بأن أصدر استجابة لطلبات المنتفضين بياناً يقضي بتشكيل لجنة حدد شخوصها تتولى مهمة إدارة النجف الأشرف ومتابعة  شؤون الثوار .. وقد سبق أن نشرنا في مدونة صدى النجف تفاصيل ذلك في المقالة (بيانات زعيم الحوزة العلمية السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره حول الانتفاضة الشعبانية) .

ونضيف ههنا ان المرجع الراحل آية الله السيد عبد الأعلى السبزواري (قدس سره) كان الى جانب السيد الخوئي (قدس سره) يؤازره في كل تلك الخطوات وقد أصدر بيانات مماثلة حول الانتفاضة وإدارة النجف الأشرف كما يلي:

أولا: نص البيان الذي أصدره آية الله السيد عبد الأعلى السبزواري بمناسبة الانتفاضة الشعبانية

بيانات السيد عبد الأعلى السبزواري (قدس سره) حول الانتفاضة الشعبانية

وهو بيان أصدره قدس سره في يوم 16 شعبان المعظم من سنة 1411هـ اي في اليوم نفسه الذي تحركت فيه الجماهير في النجف الأشرف حركتها الفعلية العلنية ضد النظام البعثي الدكتاتوري . وجاء فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم

"أُذِن للذين يقاتَلون بأنهم ظُلموا وأن الله على نصرهم لقدير"

أيُّها المؤمنون الكرام مرَّت عليكم سنوات مريرة شاقّة صعاب سيطر فيها الظالم وزمرته، فأراق الدماء وهَتَكَ الأعراض وأهان المقدسات الدينية وعطَّل الأحكام الشرعية فكانوا كما قال تعالى فيهم "ألم ترَ إلى الَّذين بدّلوا نعمةَ الله كُفراً وأحلُّوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار" فاستدرجهم عز وجل وأمهلهم فلم يتعظوا بل كانوا كما أخبر عنهم تعالى: " وإذا قيل له اتق الله أخذته العزَّة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد" فكان الضال المضل الفاسد قد سعى في الفساد وأهلك الحرث والنسل، قال تعالى: "وإذا تولى سعى في الأرض ليُفسد فيها ويُهلك الحرث والنسل والله لا يُحب الفساد" فنحمد الله ونشكره جلت عظمته على ما مَنَّ علينا بزوال الجور والظلم ونبتهل إليه جلَّ شأنه ببسط العدل والقسط إن شاء الله تعالى.

وأسأله عزَّ وجلَّ أن يوقظ المؤمنين ويسدد خطاهم، قال تعالى: " الذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سبلنا" .

أيها المؤمنون لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون والله معكم، وإنِّي أدعو الله تعالى وأتضرَّع إليه أن ينصركم ويوفقكم لكل ما فيه الخير والصلاح فعليكم بالاستقامة في تبليغ أحكامه والدعوة إليه عزَّ وجلَّ والمواظبة على دينكم والسعي في تثبيت عزائمكم . قال تعالى: " الذين إن مكنَّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 16 شعبان المعظم سنة 1411للهجرة

(إمضاء السيد السبزواري)

السبزواري النجف الأشرف

ثانيا: تشكيل لجنة إدارة النجف الأشرف ومتابعة شؤون الثوار

أصدر السيد السبزواري قدس سره بيانا بالتزامن مع البيان الذي أصدره السيد الخوئي قدس سره استجابة لمطالب الثوار بتشكيل لجنة لإدارة مدينة النجف الأشرف ومتابعة شؤون الثوار وقد ورد في البيانين ذات الأسماء ونص بيان السيد السبزواري قدس سره على ما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد وآلة الطيبين الطاهرين.

وبعدُ فإن البلاد في هذه الظروف الحرجة تحتاج فيها الى حفظ النظام والأمن والاستقرار، ولو لم يُتدارك الأمر لأدَّى ـ لا سمح الله تعالى ـ الى الضياع والخراب.

ولأجل ذلك رأينا أن الوظيفة الشرعية والمصلحة العامة تقتضيان حفظها واستتباب الأمن فيها وإعادة الحركة إليها على الوجه الصحيح طبقاً للمصالح العامة وأحكام الحسبة، فقد وقع الاختيار على نخبة من أرباب الفضيلة العلماء دامت تأييداتهم المندرجة أسماؤهم أدناه الذين هم من المعتمدين لدينا لإنجاز هذه المهمة والإشراف على إدارة الشؤون كلها، فعلى المؤمنين دامت تأييداتهم إتِّباعهم وإطاعة أوامرهم والانصياع الى إرشاداتهم وتنفيذها ومساعدتهم في تسهيل مهمتهم قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا تعاونوا على البر والتقوى) وعن نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآلة) (والله في عون العبد ما دام في عون أخيه) .

نسأل الله تعالى أن يوفقهم جميعاً لخدمة هذا الدين الحنيف وأن يسدد خطاهم ويكون في عونهم إنه ولي العصمة والتوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1 ـ السيد محي الدين الغريفي.

2 ـ السيد محمد رضا الموسوي الخلخالي.

3 ـ السيد جعفر بحر العلوم.

4 ـ السيد عز الدين بحر العلوم.

5 ـ السيد محمد رضا الخرسان.

6 ـ السيد محمد السبزواري.

7 ـ الشيخ محمد رضا شبيب الساعدي.

8 ـ السيد محمد تقي الخوئي.

9 ـ السيد صالح الخرسان.

(امضاء السيد السبزواري قدس سره)

ثالثا: نبذة عن السيد عبد الأعلى السبزواري قدس سره

السيد عبد الأعلى بن علي رضا بن عبد العلي الموسوي السبزواري، ولد في سنة 1329هـ بمدينة سبزوار الإيرانية وتوفي في النجف الأشرف سنة 1414هـ ودفن فيها، وكانت بداياته الدراسية في مدينة سبزوار حتى أتمَّ بعض دروس السطوح ثم سافر مع والده الى مدينة مشهد ليتم دراسته هناك وفيها حضر بالإضافة الى دروسه المنهجية درس العرفان والتفسير عند الشيخ حسنعلي النخودكي الاصفهاني ثمّ هاجر إلى مدينة النجف الأشرف فحضر دروس الشيخ النائيني والشيخ ضياء الدين العراقي والسيد أبو الحسن الأصفهاني ثم استقلَّ بالتدريس واشتهرت مرجعيته بعد وفاة السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره .

وللسيد السبزواري مؤلفات كثيرة قيِّمة منها موسوعة مهذِّب الأحكام في الحلال والحرام وتقع في 30 مجلد وكتاب مواهب الرحمن في تفسير القرآن طبع في 14 مجلد وكتاب تهذيب الأصول في مجلدين وكتب أخرى كثيرة قيِّمة .

إشترك في قناتنا على التيليجرام

https://t.me/sadanajaf