القائمة الرئيسية

الصفحات

دورة في فن تحقيق المخطوطات / الدرس العاشر / الشيخ قيس بهجت العطار

تحقيق المخطوطات الدرس العاشر - الشيخ قيس بهجت العطار
تحقيق المخطوطات الدرس العاشر - الشيخ قيس بهجت العطار
دورة في فن التحقيق اقامتها أكاديمية البلاغي ومركز المرتضى لإحياء التراث 
المحاضر : الشيخ قيس بهجت العطار 
المكان : مدرسة دار العلم / النجف الأشرف 
الزمان : 2018م
الدرس العاشر :
الكلام في الرموز والتراقيم والمواضعات العامة التي تستعمل عادة في النسخ الخطية .
ذكرنا بعضها فيما سبق واليوم نكمل ذكر بقيتها: 

7- التضبيب : وهي ﺗﺸﺒﻪ اﻟﻀﺎد الممتد اﻵﺧﺮ (صــ) او ما يشابهها فهذه العلامة للتمريض فيشير بها الناسخ الى انه كتب الكلمة كما رآها مع أن المعنى لا يستقيم معها ، وغالبا ما يستعملها النساخ الفضلاء . ومن ثم إذا اهتدى لوجهها من خلال ضبطها او ما شابه ذلك فيحولها الى (صـح) . وهو يعادل في عصرنا في التحقيق علامة التذكية أي (كذا) التي توضع في المورد الذي لم تهتدِ الى وجهه مع انك كتبته كما هو في المخطوطة .
8- الضرب والمحو والتسويد والكشط : فالناسخ يضرب أي يضع خطاً فوق العبارة فيقال (ضُرب عليها) ولا يصح تسميته الشطب لانه الضرب طولاً ويستعمل الناسخ ذلك في العبارات التي يسهو بها قلمه، وأمّا المحوا فو أن يعمد الى الكلمة فيمسحها فلا يبقى منها غير بياض فيه شيء من الأثر فلا تظننّ السقط لأنه السقط غالبا يبقى أبيضا ناصعاً خلافا للمحو .
وللضرب أنواع كثيرة لابد من الاطلاع عليها ( ذكرها الشيخ الاستاذ في المحاضرة فراجع التسجيل أدناه)
وأما التسويد فهو أن لا يكتفي بالضرب وانما يضع الحبر على تمام الكلمة حتى تصبح رقعة سوداء ، وأما الكشط فهو أن يقوم بإزالة المكتوب باستعمال شفرة حادة، والنساخ الفضلاء يجتنبون الكشط والتسويد لأنه يُضر بالنسخة .
9- تحقيق الحروف مثلاً يضع ثلاثة نقاط تحت السين لتحقيق السين لينبه على أنه يريد السين وليس الشين ، وكذا نقطة تحت الدال لتحقيقها وهكذا في غيرها وأحيانا يضع صاداً صغيرة تحت الصاد لتحقيقها وهكذا . (راجع الامثلة في التسجيل أدناه) .
10- نهاية الاقتباس ونقل الأقوال أحيانا يقول المصنف في آخر ما يقتبسه: هذا نص كلامه ، أو انتهى ما اردنا نقله او انتهى كلامه أ انتهى ، او أهـ ، أو هاء مدورة ، هذا كله واضح في نهاية النص المنقول وذكرنا سابقا أن الأفضل فك الرموز فإذا استعمل في آخر النص رمزا وجب فكه فمثلا (اهـ) يتم فكها الى ( انتهى) على أن تذكر في المقدمة أنك قمت بفك الرموز .
وينبغي الانتباه الى أن هامش التخريج يوضع على آخر القول لا على أوله كما يفعل بعضهم فإذا قال المصنف مثلا: قال الشيخ الطوسي في الخلاف: " ....." ، لا يصح وضع الهامش على كلمة الخلاف وانما يوضع عند نهاية الاقتباس .
11- الترقيم : رقم الصفحة أو رقم الورقة ، فأما أن تقوم بترقيم النسخة طبق الصفحات أو طبق الأوراق والأفضل طبق الأوراق وقيل أن الصفحة تختص بالمطبوع والورقة بالمخطوط، وكيفية الترقيم طبق الورقة هكذا: 1أ - 1ب ؛ 2أ - 2ب؛ وهكذا . 
وينبغي الانتباه الى أن ترقيم الكومبيوتر يحسب الجلد والعنوان وو فهل تحتسب ؟ بعض المفهرسين يحتسبها فيقول أن هذه النسخة كذا ورقة ولكن الواقع أن النص أل من ذلك لانهم احتسبوا كل المادة الفزيائية للنسخة بما في ذلك جلدها والورقات التي في أولها او آخرها التي عادة تخلو من النص وورقة العنوان وما شابه ذلك ، ولكن الأفضل أن ترقّم وفق المتن والافضل أن تذكر طريقتك في الترقيم في المقدمة .
12- فك النحت مثل عبشمي وما الى ذلك .
13- التعقيبة وهي كلمة تكتب أسفل السطر الأخير من الصفحة ليفتتح بها الصفحة القادمة وتفيد الدلالة على ترتيب الصفحات حيث لم تكن النسخ سابقا مرقمة فإذا تفرق الكتاب يمكن إعادة تجميع أوراقه بالترتيب الصحيح من خلال التعقيبات .
14- استظهار الناسخ: أحيانا تكون الكلمة غير مستقيمة فيكتب الناسخ فوقها ظ ... أي الظاهر كذا حسب استظهاره ويمكن للمحقق أن يشير الى أنه في الأصل كذا وحسب استظهار الناسخ كذا وأحيانا تكون استظهارات الناسخ مفيدة جدا إذا كان فاضلا، فتثبت في المتن الاستظهار وتكتب في الهامش (في أصل النسخة كذا والمُثبَت عن استظهار بهامشها)
15- التعليقة فأحيانا يكتب الناسخ تعليقة لغوية ويكتب بعدها رموزا مثل ص ل ق يعني صحاح الجوهري و لسان العرب والقاموس وهكذا فأحيانا الناسخ يبين في الهامش بعض المطالب إما لغوية أو تعليقة ويذكر المصدر مرموزا ، فإذا لم تهتد للرمز ضعه كما هو أي اكتب في الهامش: ( في هامش النسخة الفلانية : " الرمز" ولم أهتد للمراد منه) . والمهم أنه التعليقات المذكورة في هامش النسخة هل تذكرها في الهامش أم لا؟ الجواب إذا كانت التعليقة من المؤلف ( في آخرها "منه") مثل هذه التعليقات لابد من ذكرها في هامش النسخة المحققة (وتضع في آخره منه) وتنوه في المقدمة على وجود تعليقات من المؤلف في هامش النسخة . أما إذا كانت التعليقات في النسخة ليس آخرها (منه) فإن كان فيها ثقل علمي وفائدة علمية فلابأس بذكرها والا فلا داعي لإثقال الكتاب بها وان كان ينبغي التنويه في المقدمة على أن هذه النسخة مزينة وفيها حاشية وكذا لم نذكرها . ولك التبعيض بذكر خصوص ما فيه فائدة دون غيره مع الإشارة الى ذلك في المقدمة .
الى هنا يمكن القول أنه إذا طوينا هذه المراحل يكون المتن المحقق جاهزاً بنسبة 80% وأما الـ 20% المتبقية في ميدان التفاضل بين المحققين بموجب الخبرة والذكاء والفضيلة، وبعد كل ذلك يبقى كتابة المقدمة .
كتابة مقدمة التحقيق .
بعد إكمال تحقيق المتن نشرع بكتابة مقدمة التحقيق وهي مهمة جدا (المقدمة والفهارس) .
خصال وصفات محقق المخطوطات
ونختم بالتذكير بأهم الخصال التي يجب أن يتوافر عليها المحقق أو أن يراعيها في عمله:
1- احرص على عدم الاشتغال بتحقيق كتاب لا ترغب في العمل على تحقيق موضوعه بل اعمل في المجال الذي ترغب فيه فقط .
2- الصبر وطول الأناة فهذه مهمة للمحقق جدا فكما قيل كتابة كراس أسهل من ضبط سطرين مما كتبه الآخر .
3- التتبع والاطلاع على المطبوعات والنسخ المحققة . فلابد من أن تكون عندك خبرة فيما أنت فيه ، تميز من هو جيدٌ ممن هو ليس كذلك ، وأي كتاب مطبوع وأيها غير مطبوع وكم طبعة وأيها الجيد وهكذا .
4- قوة الحافظة والاستذكار مما يفيد المحقق بشكل كبير ولاسيّما في المطالب النادرة . وإذا خانتك الحافظة فاستعن بالقصاصات أو احمل معك دفترا صغيرا دائما .
5- الأمانة العلمية وهذا مهم جدا فلابد من مراعاتها بمنتهى الدقة ، ومما شاع في السنين الأخيرة حذف شيء من الكتاب الذي يراد تحقيقة لأغراض معيّنة وهو خطأ لاشك في ذلك ومخالف للأمانة العلمية. فإما أن لا تطبع الكتاب وإما أن تطبعه وتؤشر الى أن هذا الباب فيه كذا وكذا حتى لا يقع من يأتي بعدنا في اللبس بسبب الحذف أو تحذف وتشير للحذف وهو غير مرغوب . وتنبه على ذلك في المقدمة أو عند المطلب .
6- مما يلزم المحقق كثيرا ضبط اللغة والنحو والصرف والإملاء .
7- الموسوعية في الثقافة / لأن المحقق غالبا يتعامل مع كتب تضم بين دفتيها مطالب مختلفة من علوم شتى وتن كان الكتاب بصورته العامة متخصصا في علم معين . فمن كل علم يجب أن تأخذ مقدارا لا بأس به .
8- التخصص في الكتاب الذي يراد تحقيقه ، وهذه المسألة مهمة جدا .