جميع استفتاءات وإرشادات المرجع الأعلى السيد السيستاني (مُدَّ ظله) حول وباء فيروس كورونا
جمعنا في هذا التدوينة كل ما وقع بأيدينا من الاستفتاءات والإرشادات الصادرة عن المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله فيما يخص وباء فيروس كورونا الذي سبق وأن صنفته منظمة الصحة العالمية كوباء عالمي ، سائلين العلي القدير أن يحفظ الجميع من أي سوء أو أذى .
ملاحظة: آخر تحديث لهذه التدوينة كان بتاريخ 26 ربيع الأوَّل 1442هـ وسيتم تحديثها في حال صدور توجيهات جديدة تخص الموضوع
في جواب سابق على استفتاء حول نقل العدوى الى الآخرين فيما يخص الامراض المعدية ولا سيما الأمرا القاتلة من قبيل الآيدز وأضرابه (تنطبق الضابطة على مرض كورونا) جاء فيه:
السؤال : ما هو حكم تعمد نقل العدوى؟
الجواب : لا يجوز ذلك، فان أدى الى موت المنتقل اليه ولو بعد مدة من الزمن جاز لوليه القصاص من الناقل إذا كان ملتفتاً في حينه الى كونه موجباً للهلاك عادة، وأما لو كان جاهلاً بذلك، أو غافلأ عنه اَنذاك، فليس عليه سوى الدية والكفارة.
المصدر: كتاب الفقه للمغتربين .
ثانياً: استفتاء حول التجمعات العامة ومنها صلاة الجماعة
أجاب المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني على استفتاء حول حكم إقامة صلاة الجماعة في ظل انتشار فيروس كورونا كما يلي:
السؤال: ما هو رأي سماحة المرجع الأعلى حول المشاركة في صلاة الجماعة في هذه الأيام التي تشهد انتشار فيروس كورونا؟
الجواب: حيثما مُنعت مثل هذه التجمعات بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا، فيجب الالتزام بهذا المنع وأخذه محمل الجد.
المصدر: الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
ثالثا: استفتاءٌ حول عمل الكوادر الطبية في رعاية مرضى فيروس كورونا
وهو استفتاء صادر من مكتب المرجع الأعلى السيد السيستاني (مُدَّ ظله) في النجف الأشرف بتاريخ 21 / رجب الأصب / 1441هـ جاء فيه:
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
مكتب سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني (حفظه الله تعالى)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى عليكم ما يتعرض له الناس في هذه الأيام بسبب (وباء فيروس كورونا) والكادر الطبي والتمريضي والمتطوعون في المستشفيات والمراكز الطبيبة التي تتعامل مع المصابين بهذا الفيروس أو من يشك في اصابتهم به يخاطرون بصحتهم وربما بحياتهم فيما يقومون به، لأنهم عرضة لانتقال العدوى إليهم، ما هي كلمة المرجعية الدينية لهم؟
أفيدونا مشكورين
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ علاج المرضى ورعايتهم والقيام بشؤونهم واجبٌ كفائيٌ على كلّ المؤهّلين لأداء هذه المهام من الأطباء والكادر التمريضي وغيرهم، ولكن يجب على السلطات المعنيّة أن توفّر لهم كل المستلزمات الضرورية لحمايتهم من مخاطر الاصابة بالمرض، ولا عذر لها في التخلف عن ذلك.
ولا شك في ان ما يقوم به هؤلاء الأعزّة ــ بالرغم من كل التحديات ــ عمل عظيم وجهد لا يُقدّر بثمن، ولعلّه يُقارب في الأهميّة مرابطة المقاتلين الأبطال في الثغور دفاعاً عن البلد وأهله.
ومن المؤكد ان الله تبارك وتعالى يقدّر لهم جهودهم في الدنيا ويثيبهم عليها في الآخرة، بل يُرجى من ضحّى بحياته منهم في هذا السبيل أن يثبت له أجر الشهيد ومكانته في يوم الحساب.
وإننا إذ نقدّم لهم جزيل الشكر وبالغ التقدير على عملهم الانساني الجليل ندعو الله العلي القدير أن يحميهم ويحفظهم ويبعّد عنهم كل سوء، إنّه سميع مجيب.
21/ رجب /1441هـ
مكتب السيد السيستاني (دام ظلّه)
النجف الأشرف
المصدر: انظر الوثيقة رقم 1 في آخر هذه التدوينة
رابعاً: توجيهات عامة حول وباء كورونا
أصدر مكتب المرجع الأعلى في مدينة قم المقدسة بيانا بتاريخ 9 / رجب الأصب / 1441هـ باللغة الفارسية تضمن مجموعة من الأحكام والإرشادات فيما يخص وباء فيروس كورونا أجاز هذه ترجمة الارشادات الخمسة التي جاءت فيه .
1- الصبر أولا ثم الالتزام بإرشادات وتوجيهات وزارة الصحة بصفتها الجهة الرئيسة لمواجهة انتشار المرض، والعمل بها.
2- لا عوض عن الالتجاء والتضرع إلى الله جل تعالى والتوسل إلى أهل البيت عليهم السلام
3- الأخذ بعين الاعتبار حالة المصابين بهذا المرض ورعايتهم ومساعدتهم حتى الشفاء منه والتقليل من آلامهم ففيه مرضاة الله. ويجوز للمؤمنين أن يصرفوا نصف سهم الإمام لهذه الأمر وكذلك لوقاية الناس منه.
4- نقدم جزيل الشكر لجميع الكوادر الطبية والتمريضية وكل من يبذل جهده في سبيل الحفاظ على صحة الناس بمواجهة هذا الفيروس ونسأل من الله تعالى الصحة والتوفيق لهم.
4- لابد من التأني والفطنة، كما نسأل الله تعالى أن يلبس المرضى لباس العافية ويغفر الموتى ويرحمهم.
اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الأمة
9/ رجب / 1441هـ
مكتب آية الله العظمى السيد علي السيستاني (مد ظله)
قم المقدسة
المصدر: انظر الوثيقة رقم 2 في آخر هذه التدوينة
خامساً: ضرورة الإلتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة وعدم الإصغاء للمزاعم التي لا أساس لها في العلم الصحيح
حيث جاء في خطبة الجمعة بإمامة ممثل المرجعية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الصحن الحسيني الشريف بتاريخ 3 / رجب الأصب / 1441هـ الموافق 28 /2 / 2020م ما نصه:
" تتناقل وسائل الاعلام المختلفة سرعة انتشار هذا الوباء حتى في دول متقدمة لها قدرات صحية وطبية ولها قدرات جيدة في هذا المجال وايضاً في دول قريبة ومجاورة للعراق مما يلزم المزيد من الحذر ورعاية الاجراءات الوقاية الفاعلة خصوصاً من الدوائر الصحية المعنية ومن عموم المواطنين وايضاً ينبغي زيادة التوعية الصحية بمختلف وسائل الاعلام وخصوصاً وسائل التواصل المؤثرة والسريعة الانتشار.
كما ينبغي للمواطنين اخذ هذه الأمور الوقائية على محمل الجدّ والاهتمام الكافي وعدم الاستخفاف والاستهانة بها وينبغي ايضاً عدم الإصغاء الى ما يُنشر احياناً من امور يُزعم ان لها تأثيراً في الوقاية أو العلاج وهي مما لا أساس لها في العلم الصحيح، ولم تصل الأمور بحمد الله تعالى وفضله في بلدنا الى ما يبلغ مستوى الخطورة العالية فلا مُوجب لكم بالشعور بالرعب والهلع من هذا الوباء ولا سيما ان هذا الشعور قد يشلّ قدرة الانسان على التعامل الصحيح معه..
وينبغي تعاون الجميع في الاسرة والمدرسة والجامعة ومؤسسات ودوائر الدولة وكل المؤسسات الاخرى في تحقيق مجهود وطني واسع للوقاية من هذا الوباء والمنع من انتشاره ومن الضروري اتباع التعليمات الصادرة من الجهات المعنية فيما يتعلق بهذا الشأن وفي الوقت الذي يجب فيه رعاية الجوانب الصحية كاملة والأخذ بأسباب عوامل الوقاية والعلاج لابد ايضاً ان لا نغفل عن التوجّه الى الله تعالى بالتضرّع والإنابة بأن يدفع ويرفع عنّا وعن جميع البشرية هذا البلاء الذي جعلهُ آية بيّنة ً على قدرته وسلطانه وان الانسان مهما امتلك من قدرة وامكانات فإن اصغر المخلوقات يمكن ان يصرعه ويشلّ قدراته كلّها.." .
بسم الله الرحمن الرحيم
مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه الأيام العصيبة التي ابتُلي فيها العراقيون كغيرهم بوباء (كورونا) وفي ظل تعطل الكثير من الأعمال وتحديد حركة المواطنين بل ومنع التجول في غالب المناطق أضيف الى العوائل الفقيرة في المجتمع -وما أكثرها- عوائل كثيرة أخرى كانت تعتمد في استحصال قوتها في كل يوم على ما يكسبه أحد أفرادها من خلال عمله اليومي وقد انسد عليها هذا الباب وأصبح الغالبية العظمى منهم في وضع صعب حيث لا يتيسر لهم توفير الحد الأدنى مما يلزمهم من الطعام ونحوها من المستلزمات المعيشية . فما هو توجيه المرجعية الدينية في هذا الصدد؟ أفيدونا مشكورين .
الجواب
" بسم الله الرحمن الرحيم
إن توفير الحاجات الأساسية للعوائل المتضررة من الأوضاع الراهنة هو بالدرجة الأساس من مسؤولية الجهات الحكومية المعنية ولكن في ظل عدم الاهتمام الكافي منها بذلك لا مناص من التوجه الى سائر الأطراف القادرة على المساهمة في هذا الأمر المهم الذي هو من أفضل الخيرات والقربات .
والعمل بما يفي بالمقصود يتطلب تعاوناً وثيقاً من عدة أطراف:
1- أهل الخير من المتمكنين ماليا، بأن يساهموا بما يتيسر لهم في هذا المجال ، ويمكنهم احتساب ما يدفعونه من الحقوق الشرعية مع رعاية الضوابط المقررة في كيفية صرفها وتوزيعها .
2- التجار ممن تتوفر لديهم المواد الغذائية ونحوها ، بأن يعرضوها للبيع ولا يرفعوا من أسعارها بل ينبغي أن تكون مدعومة .
3- مجاميع من الشباب الغيارى يتطوعون للتعرف على العوائل المتعففة وايصال المواد المخصصة لها ، بعد التنسيق في حركتهم مع الجهات الرسمية في ظل منع التجوال الساري في معظم المناطق ولابد من أن يتخذوا كافة الاجراءات الاحترازية لئلا تنتقل العدوى إليهم لا سمح الله .
وينبغي لأصحاب المواكب الحسينية الكرام - الذين كان لهم دور مشرِّف في رفد المقاتلين الأبطال بكل ما يحتاجونه في أيام الحرب مع داعش - أن يستعيدوا نشاطهم باتجاه دعم واسناد العوائل المتضررة في الوقت الراهن مع رعاية ما تقدم آنفا .
نسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي الجميع الى ما فيه الخير والصلاح ويدفع هذا البلاء عن البلاد إنه رؤوف رحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
25 / رجب / 1441هـ
مكتب السيد السيستاني (مد ظله)
النجف الأشرف"
المصدر: أنظر الوثيقة رقم 3 في آخر هذه التدوينة .
بسم الله الرحمن الرحيم
مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني دام ظله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتسع انتشار فيروس كورونا في الكثير من بلدان العالم وتزداد اعداد المصابين به يوماً بعد يوم وقد علمنا بموقف المرجعية الدينية العليا من (وجوب إتّباع التعليمات الصادرة من الجهات المعنيّة بهدف الحدّ من انتشار هذا الوباء الخطير ومن ذلك المنع من اقامة التجمعات والحضور فيها لأيّ هدف كان) ولدينا عدد من الاسئلة نتوجه الى سيدنا المرجع الأعلى دام ظله بطلب الاجابة عليها:
1 ـ هل يلزم التجنب عن المماسة مع الآخرين ـ ممن يحتمل اصابتهم بالمرض ـ بالمصافحة أو المعانقة أو التقبيل أو ما ماثل ذلك، وهل تجوز المخالطة معهم من دون اتخاذ الاجراءات الاحتياطية كلبس الكمامات الطبية ونحو ذلك؟
2ـ المصاب بهذا المرض ومن عنده بعض العلامات المحتملة للإصابة به هل يجوز له أن يختلط بالآخرين ممن لا يعلمون بحاله،واذا قام بذلك وانتقلت العدوى اليهم فما هو مسؤوليته تجاههم؟
3 ـمن يقدم الى البلد من بلد آخر انتشر فيه الفيروس او اختلط ببعض المصابين به هل يجب عليه أن يلتزم بالحجر المنزلي او عرض نفسه للفحص الطبي للتأكد من سلامته من هذا المرض أو لا؟
4ـ هل يجوز صرف الحقوق الشرعية من الزكاة والخمس في توفير الأدوات الضرورية للحماية من انتقال العدوى من المصابين كالكفوف والكمامات الطبية والمواد المنظفة والمعقمة وكذلك الأدوية والمستلزمات الأخرى مما تمس الحاجة اليها في مكافحة هذا الوباء؟
5 ـ بماذا تنصحون المؤمنين في هذا الظرف العصيب الذي يواجهون فيه هذا الوباء الخطير؟
جمع من المؤمنين
الأجوبة:
بسم الله الرحمن الرحيم
1- من يخـشى أن تنتقل اليه العدوى نتيجة للمماسة أو الاختلاط فيتضرر به ضرراً بليغاً ولو دون الموت يلزمه التجنب عن ذلك، الا مع اتخاذ الاجراءات الاحترازية اللازمة ـ كالتعقيم واستخدام الكمامة المناسبة والكفوف الطبية ـ بحيث يطمئن معها بعدم اصابته بالمرض، واذا لم يتقيد برعاية ما ذكر واصابه ما كان يخاف منه فلن يكون معذوراً في ذلك شرعاً.
2- لا يجوز له أن يختلط بالآخرين بحيث يحتمل انتقال العدوى اليهم، ولو فعل وتسـبب فـي اصابة غيـره ممن لا يعـلم بحاله كان ضامناً لما يلـحق به من الضـرر، ولو مات جراء الاصابة لزمته ديته.
3- نعم يلزمه ذلك مراعياً التعليمات الصادرة من الجهات ذات العلاقة بهذا الشأن.
4- لا مانع من أن يصرف من سهم سبيل الله من الزكاة ومن سهم الامام (ع) من الخمس في ذلك مع رعاية الضوابط الشرعية.
5- نوصي المؤمنين الكرام (اعزّهم الله تعالى) بأمور:
أ ـ الالتجاء الى الله عزّ وجل والتضرع اليه لدفع هذا البلاء، والاكثار من الاعمال الصالحة كالتصدق على الفقراء واعانة الضعفاء وقراءة القرآن المجيد والادعية المأثورة عن النبي (ص) واهل بيته الاطهار عليهم السلام.
ب ـ الحذر اللائق بحجم هذا الوباء من غير هلع واضطراب والأخذ بأتمّ اسباب الوقاية والعلاج منه وفق ما يقرره اهل الاختصاص بعيداً عن الاساليب غير العلمية.
ج ـ العمل على توعيه الآخرين بمخاطر الاستهانة بهذا الفيروس وحثّهم على الالتزام بالتوجيهات الصادرة من الجهات المعنيّة وعدم التخلّف عنها.
د ـ مساعدة العوائل المتضررة من الوضع الراهن بسبب تعطّل الاعمال وتقييد حركة الناس.
هـ ـ رعاية المصابين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والسعي في التخفيف عنهم واعانتهم فيما يحتاجون اليه.
أبعد الله عن الجميع كل سوء وبلاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
27/رجب /1441هـ
مكتب السيد السيستاني (دام ظلّه)
النجف الأشرف
المصدر: الموقع الرسمي لمكتب السيد السيستاني حفظه الله
سادسا: توجيهات مكتب المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (مُدَّ ظله) حول الأسر المتضررة بسبب الوضع العام أيام وباء كورونا .
السؤالبسم الله الرحمن الرحيم
مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه الأيام العصيبة التي ابتُلي فيها العراقيون كغيرهم بوباء (كورونا) وفي ظل تعطل الكثير من الأعمال وتحديد حركة المواطنين بل ومنع التجول في غالب المناطق أضيف الى العوائل الفقيرة في المجتمع -وما أكثرها- عوائل كثيرة أخرى كانت تعتمد في استحصال قوتها في كل يوم على ما يكسبه أحد أفرادها من خلال عمله اليومي وقد انسد عليها هذا الباب وأصبح الغالبية العظمى منهم في وضع صعب حيث لا يتيسر لهم توفير الحد الأدنى مما يلزمهم من الطعام ونحوها من المستلزمات المعيشية . فما هو توجيه المرجعية الدينية في هذا الصدد؟ أفيدونا مشكورين .
الجواب
" بسم الله الرحمن الرحيم
إن توفير الحاجات الأساسية للعوائل المتضررة من الأوضاع الراهنة هو بالدرجة الأساس من مسؤولية الجهات الحكومية المعنية ولكن في ظل عدم الاهتمام الكافي منها بذلك لا مناص من التوجه الى سائر الأطراف القادرة على المساهمة في هذا الأمر المهم الذي هو من أفضل الخيرات والقربات .
والعمل بما يفي بالمقصود يتطلب تعاوناً وثيقاً من عدة أطراف:
1- أهل الخير من المتمكنين ماليا، بأن يساهموا بما يتيسر لهم في هذا المجال ، ويمكنهم احتساب ما يدفعونه من الحقوق الشرعية مع رعاية الضوابط المقررة في كيفية صرفها وتوزيعها .
2- التجار ممن تتوفر لديهم المواد الغذائية ونحوها ، بأن يعرضوها للبيع ولا يرفعوا من أسعارها بل ينبغي أن تكون مدعومة .
3- مجاميع من الشباب الغيارى يتطوعون للتعرف على العوائل المتعففة وايصال المواد المخصصة لها ، بعد التنسيق في حركتهم مع الجهات الرسمية في ظل منع التجوال الساري في معظم المناطق ولابد من أن يتخذوا كافة الاجراءات الاحترازية لئلا تنتقل العدوى إليهم لا سمح الله .
وينبغي لأصحاب المواكب الحسينية الكرام - الذين كان لهم دور مشرِّف في رفد المقاتلين الأبطال بكل ما يحتاجونه في أيام الحرب مع داعش - أن يستعيدوا نشاطهم باتجاه دعم واسناد العوائل المتضررة في الوقت الراهن مع رعاية ما تقدم آنفا .
نسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي الجميع الى ما فيه الخير والصلاح ويدفع هذا البلاء عن البلاد إنه رؤوف رحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
25 / رجب / 1441هـ
مكتب السيد السيستاني (مد ظله)
النجف الأشرف"
المصدر: أنظر الوثيقة رقم 3 في آخر هذه التدوينة .
سابعاً: أجوبة مجموعة أسئلة حول فيروس (كورونا)
الأسئلة:بسم الله الرحمن الرحيم
مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني دام ظله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتسع انتشار فيروس كورونا في الكثير من بلدان العالم وتزداد اعداد المصابين به يوماً بعد يوم وقد علمنا بموقف المرجعية الدينية العليا من (وجوب إتّباع التعليمات الصادرة من الجهات المعنيّة بهدف الحدّ من انتشار هذا الوباء الخطير ومن ذلك المنع من اقامة التجمعات والحضور فيها لأيّ هدف كان) ولدينا عدد من الاسئلة نتوجه الى سيدنا المرجع الأعلى دام ظله بطلب الاجابة عليها:
1 ـ هل يلزم التجنب عن المماسة مع الآخرين ـ ممن يحتمل اصابتهم بالمرض ـ بالمصافحة أو المعانقة أو التقبيل أو ما ماثل ذلك، وهل تجوز المخالطة معهم من دون اتخاذ الاجراءات الاحتياطية كلبس الكمامات الطبية ونحو ذلك؟
2ـ المصاب بهذا المرض ومن عنده بعض العلامات المحتملة للإصابة به هل يجوز له أن يختلط بالآخرين ممن لا يعلمون بحاله،واذا قام بذلك وانتقلت العدوى اليهم فما هو مسؤوليته تجاههم؟
3 ـمن يقدم الى البلد من بلد آخر انتشر فيه الفيروس او اختلط ببعض المصابين به هل يجب عليه أن يلتزم بالحجر المنزلي او عرض نفسه للفحص الطبي للتأكد من سلامته من هذا المرض أو لا؟
4ـ هل يجوز صرف الحقوق الشرعية من الزكاة والخمس في توفير الأدوات الضرورية للحماية من انتقال العدوى من المصابين كالكفوف والكمامات الطبية والمواد المنظفة والمعقمة وكذلك الأدوية والمستلزمات الأخرى مما تمس الحاجة اليها في مكافحة هذا الوباء؟
5 ـ بماذا تنصحون المؤمنين في هذا الظرف العصيب الذي يواجهون فيه هذا الوباء الخطير؟
جمع من المؤمنين
الأجوبة:
بسم الله الرحمن الرحيم
1- من يخـشى أن تنتقل اليه العدوى نتيجة للمماسة أو الاختلاط فيتضرر به ضرراً بليغاً ولو دون الموت يلزمه التجنب عن ذلك، الا مع اتخاذ الاجراءات الاحترازية اللازمة ـ كالتعقيم واستخدام الكمامة المناسبة والكفوف الطبية ـ بحيث يطمئن معها بعدم اصابته بالمرض، واذا لم يتقيد برعاية ما ذكر واصابه ما كان يخاف منه فلن يكون معذوراً في ذلك شرعاً.
2- لا يجوز له أن يختلط بالآخرين بحيث يحتمل انتقال العدوى اليهم، ولو فعل وتسـبب فـي اصابة غيـره ممن لا يعـلم بحاله كان ضامناً لما يلـحق به من الضـرر، ولو مات جراء الاصابة لزمته ديته.
3- نعم يلزمه ذلك مراعياً التعليمات الصادرة من الجهات ذات العلاقة بهذا الشأن.
4- لا مانع من أن يصرف من سهم سبيل الله من الزكاة ومن سهم الامام (ع) من الخمس في ذلك مع رعاية الضوابط الشرعية.
5- نوصي المؤمنين الكرام (اعزّهم الله تعالى) بأمور:
أ ـ الالتجاء الى الله عزّ وجل والتضرع اليه لدفع هذا البلاء، والاكثار من الاعمال الصالحة كالتصدق على الفقراء واعانة الضعفاء وقراءة القرآن المجيد والادعية المأثورة عن النبي (ص) واهل بيته الاطهار عليهم السلام.
ب ـ الحذر اللائق بحجم هذا الوباء من غير هلع واضطراب والأخذ بأتمّ اسباب الوقاية والعلاج منه وفق ما يقرره اهل الاختصاص بعيداً عن الاساليب غير العلمية.
ج ـ العمل على توعيه الآخرين بمخاطر الاستهانة بهذا الفيروس وحثّهم على الالتزام بالتوجيهات الصادرة من الجهات المعنيّة وعدم التخلّف عنها.
د ـ مساعدة العوائل المتضررة من الوضع الراهن بسبب تعطّل الاعمال وتقييد حركة الناس.
هـ ـ رعاية المصابين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والسعي في التخفيف عنهم واعانتهم فيما يحتاجون اليه.
أبعد الله عن الجميع كل سوء وبلاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
27/رجب /1441هـ
مكتب السيد السيستاني (دام ظلّه)
النجف الأشرف
المصدر: الموقع الرسمي لمكتب السيد السيستاني حفظه الله
ثامنا: الجواب على اسئلة حول تجهيز المتوفين بوباء (كورونا)
الأسئلةبسم الله الرحمن الرحيم
مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني (دام ظلّه)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُرجى الإجابة على الأسئلة التالية حول المتوفين بوباء (كورونا):
1) المسلم المتوفى بهذا المرض هل يجب تغسيله كغيره من الأموات أو أنه يكفي أن ييمّم؟
وماذا إذا لم تسمح السلطات بإجراء التيمّم عليه أيضاً حيث تضعه الملاكات الطبية في كيس خاص مع مواد كيمياوية حافظة وتمنع من فتح الكيس قبل الدفن؟
2) إذا لم يتيسر تحنيطه بامساس مساجده السبعة بالكافور فهل له بديل يعمل به؟
3) هل يجب تكفينه بالأثواب الثلاثة؟ وماذا إذا لم تسمح السلطات بفتح الكيس الذي يغطى به ليكفن بها؟
4) في بعض البلدان غير الإسلامية يتم حرق جثث المتوفين بالكورونا فهل يجوز السماح بحرق جثّة المسلم أو يجب على أهله الممانعة منه إذا وسعهم ذلك؟
5) ما حكم وضعه في صندوق (تابوت) ودفن الصندوق في الأرض؟
6) يقول أهل الإختصاص انّه يُمكن دفن المتوفى بالكورونا في أماكن الدفن المتعارف عليها في البلد ولا حاجة إلى إجراء استثنائي لذلك من ناحية عمق القبر أو غيره، لأنّ الفيروس يعتمد على الخلايا الحيّة في بقائه، وبعد موت المصاب يستمر الفيروس في البقاء لمدّة قد تمتد لساعات ولكن لا يمتلك طريقة للخروج من الجسد ثم يتلف. فيكفي اتخاذ الاحتياطات الطبية في عملية نقل جثة المصاب ودفنه من ارتداء القفازات الطبيبة والكمامات العازلة ونحو ذلك، ولا خوف بعد الدفن من انتقال العدوى الى الغير. وفي ضوء ذلك ما حُكم الممانعة من دفن المتوفى بالكورونا في المقابر العامة في البلد ــ ولو في مكانٍ معزول عن سائر القبورــ خلافاً لوصيّته أو رغبة ذويه؟
أجيبونا مشكورين
الأجوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
1- إذا لم يتيسّر تغسيله لخوف انتقال العدوى منه فإن تيسّر أن يُيمّم بيد الحيّ ولو مع استخدامه للقفازات يتعيّن ذلك، ولو لم يتيسّر أيضاً أو منعت منه السلطات المختصّة دُفِن بلا غُسلٍ ولا تيمّمٍ.
2- يسقط التحنيط عندئذٍ ولا بدل له.
3- يجب تكفينه بالأثواب الثلاثة ولو من فوق الكيس، ولو لم يتيسّر تكفينه بها جميعاً فليُكفّن بالمتيسّر منها كالأزار الذي يغطّي تمام البدن.
4- لا يجوز حرق جثمان الميّت المسلم، ويجب على ذويه وغيرهم الممانعة من ذلك والإصرارعلى دفنه وفق ما يجب في الشرع الحنيف.
5- يجوز ذلك ولكن لابد مع الإمكان من أن يوضع في الصندوق على الجانب الأيمن موجّهاً وجهه الى القبلة كما لو كان يوضع على التراب.
6- لا يجوز في مفرو السؤال الممانعة من دفنه في المقابر العامّة، وعلى السلطات المعنيّة تسهيل الأمر في ذلك، والله العالم.
3/ شعبان/1441هـ
مكتب السيد السيستاني (دام ظلّه)
النجف الأشرف
المصدر: الموقع الرسمي لمكتب السيد السيستاني حفظه الله
تاسعا: استفتاء من مكتب المرجع الأعلى السيد السيستاني (مُدّ ظله) حول صيام شهر رمضان المبارك في ظل انتشار فيروس كورونا
السؤالبسم الله الرحمن الرحيم
مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقترب شهر رمضان المبارك و فيروس كورونا لا يزال يواصل الانتشار في مختلف المناطق، وعدد من الأطباء يوصون بشرب الماء في فترات متقاربة لتقليل احتمال الاصابة بهذا الفيروس الخطر، لأن قلة الماء في الجسم تقلل من مناعته، وجفاف الحلق لو وصل اليه الفيروس يفسح له المجال للانتقال الى الجهاز التنفسي، في حين أن شرب الماء يساعد في نزوله الى المعدة والقضاء عليه فيها، فهل يسقط صيام شهر رمضان عن المسلمين في هذه السنة بهذا السبب؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيـم
انّ وجوب صيام شهر رمضان تكليف فردي، فكل شخص توفرت فيه شروط الوجوب لزمه الصيام بغض النظر عن وجوبه على الآخرين أو عدم وجوبه عليهم. فاذا حلّ شهر رمضان القادم على مسلم وخاف من أن يصاب بالكورونا إن صام ولو اتخذ كافة الاجراءات الاحتياطية سقط عنه وجوبه بالنسبة الى كل يوم يخشى إن صامه أن يصاب بالمرض ويلزمه قضاؤه. واذا امكنه تضعيف درجة احتمال الاصابة حتى يصبح مما لا يعتد به عند العقلاء ـ ولو من خلال البقاء في البيت وعدم الاختلاط بالآخرين عن قرب واستخدام الكمامة والكفوف الطبية ورعاية التعقيم المستمر ونحو ذلك ـ ولم يكن عليه في ذلك حرج بالغ لا يتحمل عادة لم يسقط عنه وجوب الصيام.
واما ما ذكر من ان بعض الأطباء يوصون بشرب الماء في فترات متقاربة تفادياً لقلة الماء في الجسم وجفاف الحلق ــ لانهما يرفعان من احتمال الاصابة بفيروس كورونا ــ فهو ــ إن صحّ عنهم ــ لا يمنع من وجوب الصوم الا بالنسبة الى من بلغه ذلك فخاف من الاصابة بالمرض إن صام ولم يجد طريقاً لتقليل احتمالها بحيث لا يصدق معه الخوف ـ ولو بالبقاء في المنزل واتخاذ سائر السبل الاحتياطية المتقدمة ـ وأما غيره فلا بد من أن يصوم. علماً انه ربما يمكن تفادي قلة الماء في الجسم في حال الصيام من خلال أكل الخضروات والفواكه الغنية بالمياه كالخيار والبطيخ الاحمر قبل الفجر ،كما يمكن تفادي جفاف الحلق بمضغ العلك الخالي من السكر ــ بشرط عدم تفتت اجزائه في الفم ونزوله الى الجوف ــ فان مضغ العلك يؤدي الى زيادة افراز لعاب الفم ولا مانع من بلعه في حال الصيام. وبذلك يظهر ان الذين يسعهم ترك العمل في شهر رمضان والبقاء في المنزل بحيث يأمنون الاصابة بالمرض لا يسقط عنهم وجوب الصيام، وأما الذين لا يسعهم ترك أعمالهم ـ لأي سبب كان ـ فإن خافوا من الاصابة بالفيروس مع ترك شرب الماء في فترات متقاربة في النهار ولم يمكنهم اتخاذ اجراء آخر يأمنون معه من الاصابة به لم يجب عليهم الصيام، وإن لم يجز لهم التجاهر بالإفطار في الملأ العام. ومن المعلوم ان صيام شهر رمضان من أهم الفرائض الشرعية ولا يجوز تركه الا لعذر حقيقي، وكل انسان أعرف بحال نفسه في أن له عذراً حقيقياً في ترك الصيام أو لا.
ومختصر القول: ان وجوب الصيام في نهار شهر رمضان انما يسقط عمن له عذر شرعي كالمريض ومن يخاف - لنصيحة طبية مثلاً - أن يصاب بالمرض إن صام ولم يتيسر له اتخاذ الاجراء الاحتياطي المؤمِّن له عن الاصابة، والا لزمه ذلك ولم يجز له ترك الصيام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
17/ شعبان المعظم /1441 هـ
مكتب السيد السيستاني (دام ظله)/النجف الأشرف
المصدر: الموقع الرسمي لمكتب السيد السيستاني حفظه الله
عاشراً: استفتاء حول المسافة الفاصلة بين المصلين في صلاة الجماعة تحرزا من انتقال العدوى
السؤال:
تشترط الجهات المعنية في بلدنا في السماح باقامة صلوات الجماعة في المساجد ونحوها أن يكون الفاصل بين كل نفرين في الصف الواحد بمقدار مترين وأن يترك صف واحد خالياً بين صف وصف. فهل تنعقد الجماعة بالوصف المذكور في فتوى سيدنا المرجع (دام ظله)؟
الجواب:
الفاصل بمقدار ١٢٠ سم مما لا بأس به بين موقف كل مأموم وموقف من معه في الصف وكذلك بين مسجد المتأخر وموقف المتقدم وأما الفصل بمقدار مترين مثلاً فيشكل معه صحة الائتمام.
المصدر: الموقع الرسمي لمكتب السيد السيستاني حفظه الله
الحادي عشر: دعوة مكتب السيد المرجع السيستاني (مُدّ ظله) الى رعاية الإجراءات الوقائية بعد تزايد عدد الإصابات بوباء كورونا في العراق
(بعد تزايد أعداد الإصابات بوباء كورونا في العراق بشكل ملحوظ أصدر مكتب سماحة السيد المرجع (مُدّ ظله) البيان التالي:)
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها العراقيون الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه الأيام الصعبة حيث تزداد أعداد المصابين بوباء (كورونا) في مختلف المناطق بصورة غير مسبوقة ـ ولا سيما في العاصمة العزيزة بغداد ـ نتوجّه اليكم مرة أخرى لنناشدكم وندعوكم الى مزيد من الحيطة والحذر، ونؤكد عليكم بضرورة الاهتمام بتطبيق الإجراءات الوقائية التي توصي بها الجهات المعنية كتجنب التلامس مع الآخرين والاحتفاظ بمسافة معينة منهم واستخدام الكمامات والتقيد بغسل اليدين بالمواد المنظفة او تعقيمهما ونحو ذلك.
إن الالتزام الصارم بهذه الإجراءات ونحوها يساهم بشكل فاعل ـ كما يقول أهل الاختصاص ـ في الحدّ من انتشار هذا الوباء وتقليل عدد الإصابات به، ومن هنا فإن رعايتها يتسم بأهمية كبيرة وبات أمراً ضرورياً لا يصح التساهل والتسامح بشأنه، ولا سيما مع ما يعاني منه البلد من ضعف الإمكانات المتاحة لتوفير العناية الطبية اللازمة للأعداد المتزايدة من المصابين التي تغص بهم العديد من المستشفيات وغيرها.
إن الحيلولة دون انتشار هذا الوباء بأوسع مما هو عليه في الوقت الحاضر مسؤولية الجميع مواطنين ومسؤولين، فلا بد من أن يكون الجميع على مستوى هذه المسؤولية الكبيرة ويتعاونوا في اجتياز هذه المرحلة الحرجة بأقل الخسائر والتبعات.
ولنتذكر جميعاً أن الكوادر الطبية والتمريضية يتحملون عبئاً عظيماً في القيام بمهامهم في علاج المصابين والعناية بهم، ويواجهون هم وأسرهم معاناة شديدة لا يعلم مداها الا القليل، بل إنهم يخاطرون بحياتهم في هذا السبيل، وقد تصاعدت اعداد الإصابات في صفوفهم في المدة الأخيرة، فلا بد من أن يسعى الجميع في التخفيف عنهم بمزيد من الحرص على رعاية الإجراءات الوقائية من الإصابة بهذا الفايروس لئلا تتضاعف اعداد المصابين به بما يحمّلهم أعباءً إضافية ويزيد من صعوبة أدائهم لواجباتهم.
وإننا إذ نحييهم بإكبار وإجلال ونشدّ على أيديهم ونشيد بجهودهم المتواصلة وتضحياتهم الجليلة في سبيل خدمة شعبهم وأداء واجبهم الديني والوطني والإنساني ندعو الله العلي القدير أن يحفظهم ويحميهم ويمنحهم ما يوازي حجم عطائهم الكبير من أجر وخير وصحة وبركات، كما ندعوه تبارك وتعالى أن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل ويدفع البلاء والوباء عن الجميع، إنه سميع مجيب.
13/ شوال/1441هـ
مكتب السيد السيستاني (دام ظله) ـ النجف الأشرف
المصدر: الموقع الرسمي لمكتب السيد السيستاني حفظه الله
الثاني عشر: استفتاء حول مراسم عزاء الامام الحسين (عليه السلام) في شهر المحرم الحرام عام 1442 هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحـيم
سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني (دام ظلّه)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فانه مع اقتراب شهر المحرم الحرام وتجدد ذكرى فاجعة الطف وما يلاحظ من استمرار وباء كورونا وتشديد الجهات المعنيّة على ضرورة التجنب عن اقامة التجمعات الكبيرة ولا سيما في الأماكن المغلقة، يسأل الكثير من المؤمنين عما ينبغي لهم القيام به بشأن عزاء سيد الشهداء الامام الحسين (صلوات الله عليه) وأهل بيته وأنصاره (عليهم السلام)، مع رغبتهم الملحّة في الاستمرار على مراسمه المعتادة ؟
يرجى بيان ذلك. ولكم جزيل الشكر.
جمع من المؤمنين ـ النجف الأشرف
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
إن هناك العديد من الأساليب التي يمكن إتّباعها في التعبير عن الحزن والأسى في هذه المناسبة الأليمة، واظهار المواساة مع النبي المصطفى (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار في تلك المصيبة الكبرى التي حلّت بالإسلام والمسلمين. ومن ذلك:
1 ـ الاكثار من بثّ المجالس الحسينية النافعة على الهواء مباشرة عبر المحطات التلفزيونية وتطبيقات الانترنيت، وينبغي للمراكز والمؤسسات الدينية والثقافية أن تنسق مع الخطباء الجيدين والرواديد المُجيدين بهذا الصدد وأن تحشد وتحثّ المؤمنين على الاستماع اليهم والتفاعل معهم وهم في أماكن سكنهم أو ما بحكمها.
2 ـ عقد المجالس البيتية في اوقات معينة من الليل أو النهار، يقتصر الحضور فيها على افراد العائلة والمخالطين معهم، ويستمع فيها الى بعض المجالس الحسينية النافعة ولو من خلال ما يبثّ مباشرة على بعض القنوات الفضائية أو عبر تطبيقات الانترنيت. وأما المجالس العامة فلا بد من أن يلتزم فيها بالضوابط الصحية التزاماً صارماً، بأن يراعى فيها التباعد الاجتماعي بين الحاضرين واستخدام الكمامات الطبية وسائر وسائل الوقاية من انتشار وباء كورونا، مع الاقتصار في عدد الحضور على ما تسمح به الجهات المعنية، وهو مما يختلف بحسب الموارد من حيث عقدها في الاماكن المفتوحة أو المغلقة ومن حيث اختلاف البلدان بالنظر الى مدى انتشار الوباء فيها.
3 ـ نشر المظاهر العاشورائية على نطاق واسع من خلال رفع الأعلام واللافتات السوداء في الساحات والشوارع والازقة ونحوها من الاماكن العامة مع مراعاة عدم التجاوز على حرمة الاملاك الخاصة أو غيرها وعدم التخلف عن رعاية القوانين النافذة في البلد. وينبغي أن تشتمل على مقاطع من كلمات الامام الحسين (عليه السلام) في نهضته الاصلاحية العظيمة وما قيل في فاجعة الطف من روائع الشعر والنثر. وأما الاطعمة التي يتعارف توزيعها بهذه المناسبة فلا بد من أن تراعى الشروط الصحية اللازمة في إعدادها وتوزيعها ولو اقتضى ذلك الاقتصار على بعض الاطعمة الجافة وايصالها الى مساكن المؤمنين تفادياً لحصول الازدحام عند تقسيمها.
وفّق الله الجميع لإحياء هذه المناسبة المهمة واقامة عزاء سيد شباب أهل الجنة (صلوات الله وسلامه عليه) بما تسمح به الظروف الراهنة، إنه وليّ التوفيق.
9/ ذو الحجة/1441هـ
مكتب السيد السيستاني (دام ظلّه) ـ النجف الأشرف
منظمة الصحة العالمية تتوجه بالشكر للمرجعية العليا في النجف الأشرف
مما تجدر الإشارة له في ختام هذه التدوينة أن منظمة الصحة العالمية سبق وأن أعربي عن طريق مدير مكتبها في العراق أدهم إسماعيل عن شكرها للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف متمثلة بآية الله السيد علي الحسيني السيستاني (مُدّ ظله) على جهودها ودعمها غير المحدود لمواجهة وباء كورونا ، وذلك في مؤتمر صحفي عقده إسماعيل بتاريخ 7 / آذار/ 2020م ومما جاء فيه: نتوجه "بالشكر للمرجعية الدينية العليا لدعمها غير المحدود لمواجهة هذا المرض” .
الوثيقة رقم 1 استفتاء صادر من مكتب المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله في النجف الأشرف حول جهود الكوادر الطبية في مواجهة وباء كورونا |
الوثيقة رقم 2 : مجموعة ارشادات وأحكام حول وباء فيروس كورونا صادرة من مكتب المرجع الأعلى السيد السيستاني في قم المقدسة باللغة الفارسية |
الوثيقة رقم 3 : توجيهات المرجعية العليا فيما يخص الأسر المتضررة من الوضع العام أيام الوباء |