القائمة الرئيسية

الصفحات

دورة في فن تحقيق المخطوطات / الدرس التاسع / الشيخ قيس بهجت العطار

دورة في فن التحقيق اقامتها أكاديمية البلاغي ومركز المرتضى لإحياء التراث 
المحاضر : الشيخ قيس بهجت العطار 
المكان : مدرسة دار العلم / النجف الأشرف 
الزمان : 2018م
الدرس التاسع :
تحقيق المخطوطات - الدرس التاسع - الشيخ قيس بهجت العطار
تحقيق المخطوطات - الدرس التاسع - الشيخ قيس بهجت العطار

تخريج النصوص وكتابة التعليقات

الدرس التاسع :
تتمة الكلام في التخريجات والتعليقات والهوامش التي تكاد تكون واجبة في التحقيق فبعض ما نذكره لا يعد تركه خطأ ولكن نلتزم به مراعاةً لجَودة التحقيق.

سابعا: ترجمة الأعلام.

متى تترجم الاعلام المذكورين في الكتاب ؟ وكيف ذلك ؟ 
الجواب: يجب ترجمة الأعلام المبهمَة فقط ومن الخطأ ما يعتمده بعضهم من ترجمة جميع الأعلام الواردة اسمائهم في الكتاب مما يُثقل الهامش بما لا موجب له .
وتحديد صدق هذه الضابطة - اي الابهام - خاضع لخبرة المحقق والمراد ايضا هنا ان يكون الابهام لدى اصحاب كل تخصص بحسبه فمثلا في الفقه لا تحتاج الى ترجمة امثال الشيخ الطوسي والعلامة الحلي وهكذا فلكل علم او فن أعلامه ومصطلحاته المعروفة التي لا تحتاج الى بيان ولكن اذا جاء المؤلفُ باسمٍ مخفي مثلا اذا قال في كتاب فقهي ذكره فلان والحَسن وكان يقصد الحسن العماني مثلا يتوجب هنا ذكر ذلك في الهامش مع ترجمة مختصرة للعماني، والترجمة بطبيعة الحال من بعد الضبط (اي ضبط هيئة ومادة الاسم) . (راجع التطبيقات في التسجيل في آخر التدوينة)
ومادة الترجمة يجب ان تكون بمقدار الضرورة اي اقل ما يكفي لرفع اللبس فلا يصح الاستطراد فيها ، وبعد ذكر الترجمة المختصرة تحيل القارىء الى المصادر التفصيلية بان تقول انظر رجال النجاشي ... . 
وينبغي التنويه هنا الى وجوب الاعتماد على المصادر المعتبرة عند كل طائفة وعدم الخروج عنها الا للضرورة فلا يصح الاعتماد دائما على اعلام الزركشي مثلا او الكتب المتأخرة.
نعم في أصل قضية ذكر مصادر الترجمة منهجان فبعض المحققين يرون عدم الداعي الى ذكر مصادر الترجمة التي اعتمد عليها ولكن هذا في الأعلام غير صحيح الا ان ينوه في المقدمة انه التراجم المختصرة المذكورة اعتمدنا فيها على الكتب المعتبرة في كل علم .
وأما في حالة كون الاسم المذكور لم يُذكر في المصادر ولا ما يحتمل تصحيفه به فلا تُهمله وانما سجِّل في الهامش: ( كذا ورد في المصدر ولم نقف على ترجمته او تقول ورد ذكر اسمه في كذا ولم نقف على ترجمته) .
والترجمة تكون لكل عَلَمٍ بحسبه مثلا اذا كان راويا تضبط اسمه ولقبه وكنيته ان وجدت وهكذا ولادته ووفاته وهل هو ثقة ام ضعيف ان وُجد فيه ذلك ايضا مع ذكر ابرز من روى عنه مثلا تقول روى عنه جماعة منهم وتذكر اثنين او ثلاثة من اشهرهم وكذا تفعل فيمن هو يروي عنهم ، أما اذا كان المترجم فقيها فتذكر اسمه ولقبه وهكذا ثم اهم اراءه ان كان له ما يتفرد به مع ابرز كتبه ومواقفه، وهكذا كل بحسبه فان كان متعدد العلوم اذكر من كتبه ما يناسب الكتاب الذي انت في صدد تحقيقه ولا بأس بالقول انه كان عالما ايضا في كذا وكذا .

ثامنا: التعريف بالمواضع واللأماكن غير المشهورة

هذا ايضا مما يجب ان يهتم به المصنف بشكل مختصر والمهم هنا الانتباه الى ان القياسات الموجودة في معجم البلدان قديمة لا تستعمل اليوم لذا ينبغي التعريف بالمنطقة بما هو متعارف اليوم من القياسات والأبعاد . (راجع المحاضرة للوقوف على التطبيقات) .ولا بأس من ذكر الضبط القديم بالاضافة الى الحديث والمهم ان تذكر المصادر التي اعتمدت عليها في التعريف بهذا المكان . وينبغي الانتباه الى انه لا موجب للتعريف بجميع المواضع والأماكن المذكورة في الكتاب وانما ينبغي التعريف بخصوص تلك المواضع التي تخفى ضبطا او لم تُطرق سمعا .

تاسعا: شرح الغريب

ذكروا لوجود الغريب في الحديث والكتاب الكريم عدة اسباب منها ان بعض القبائل تتكلم بالغريب فيتكلم النبي (صلى الله عليه وعلى آله) بلهجتهم فيبقى الغريب غريبا على من لم يكن من تلك القبيلة ،مثلا لفظة (الكشكشة) او لغة (اكلوني البراغيث) او غيرها فلابد من التأشير على ذلك كله من قبل المحقق في الهامش بانه على لغة اكلوني البراغيث او بيان المعنى وما الى ذلك .
ومن علل وجود الغريب أيضا تطاول الزمان فكثير من الكلام كان في عصر صدوره لا يُعد غريبا لكنه اليوم يبدو لنا غريبا وأمثلة ذلك كثيرة في الكتاب والسنة والأدب . وهناك كتب كثيرة وضعت في بيان الغريب من الكلام لا سيما في الكتاب والسنة . وللتفصيل اكثر في ذلك راجع تسجيل المحاضرة ادناه.
وشرح الغريب في الهامش ينبغي ان يكون بالمقدار المهم مثلا بذكر معنى الكلمة بكلمة واحدة فقط ولا حاجة الى ذكر اصل الاشتقاق وما الى ذلك، وينبغي شرح الكلمة بنفس وزنها اي اذا كانت اسم فاعل مثلا يكون معناها بكلمة هي الاخرى اسم فاعل وهكذا.
وبعض المحققين لا يذكرون المصادر التي اخذوا منها المعنى وذلك بلحاظ ان الكتب اللغوية مرتبة على الابجد لذا يسهل مراجعتها لمن اراد ذلك ولا سيما اذا كان المحقق قد ذكر في المقدمة انه اعتمد على امهات المصادر في اللغة نعم إذا كانت الكلمة مذكورة في كتب اللغة في غير بابها فهنا يشيرون في الهامش الى المصدر والصفحة . وايضا اذا كان المعنى في الهامش منقول بعينه فلابد من ذكر المصدر لأنه اقتباس .

عاشرا: شرح الكلمات والاستعمالات المولَّدة

اي الكلمات الدارجة مثل كلمة (بَلَم) او (بلّام) كما يستعملها بعض الشعراء في القرون المتأخرة ففي مثل هذا المورد تقول مثلا في الهامش: ( كلمة هندية بمعنى القارب وقد عُرِّبت اخيرا واستعملت واشتق منها .... ) .
وأيضا ينبغي التنبيه في الهامش على الأخطاء الشائعة اذا كان الكتاب أدبيا اما في مثل الكتاب الفقهي فلا يجب ذك ومن الاخطاء الشائعة مثلا جمع (عبارة) على (عبائر) وأيضا جمع (ملَك) على (أملاك) فالأملاك جمع (مِلك) وليس (ملَك) ومنها ايضا (سيما) بينما الصحيح اما (لاسيما) أو (ولا سيما) لأن حذف (لا) يقلب المعنى من النفي الى الاثبات فلا تستقيم العبارة ومنها أيضا: (آل البيت) فهذا خطأ والصحيح (أهل البيت) لأن (آل) لاتضاف للجمادات بل ولا الى النكرة فلا يقال (ال الرجل) وفي الكتاب الكريم أضيفت للعَلَم العاقل فقط وما يُنشد عن الشافعي من شعر (يا آل بيت رسول الله ..) هذا غلط في انشاده فالصحيح (يا أهل بيت رسول الله ..) . وفي غير الكتب الادبية لا ضرورة الى الاشارة الى ذلك لانه مما تواضعوا وجرى عرفهم عليه وان كانت الاشارة اليه مما يزين تحقيق الكتاب. وللتعرف على تطبيقات ونماذج اكثر راجع المحاضرة فقد ذكر الاستاذ تطبيقات كثيرة .

الحادي عشر: فكّ الرموز

وهي من القضايا المهمة والعسيرة في الان نفسه فهي معضلة أكثر المحققين، فالرموز المتداولة يجب ان تفك في متن الكتاب مثل: (الخ = الى آخره) والنحت في الكلمات بتركيبها ( راجع المحاضرة لمتابعة التطبيقات) أيضا ينبغي فكه.
ومن الرموز ايضا: (اه = انتهى ، ثنا = حدثنا ، قثنا = قال حدثنا ، نا = اخبرنا ، انا = أنبأنا ، ح = الحوالة او الحيلولة في اجازات الرواية او حينئذ ، لا يخ = لا يخلو ) وهذه الرموز اذا تكرر احدها كثيرا اما ان تفكه في الجميع او تتركه على حاله وتؤشر في الهامش في المورد الأول انه بمعنى كذا وسيتكرر في المتن هذا ان لم يكن عدم فكه مضرا بالمتن . وللتعرف على مزيد من التطبيقات راجع المحاضرة .
وجزاه الله خيرا سماحة الشيخ الحجة محمد رضا المامقاني ألف كتاب معجم الرموز والاشارات وسيُطبع الان في مجلدين او ثلاثة بعد ان اضاف له بعض الاستدراكات وهو من أجود الكتب لهذا الغرض ، ولكن يبقى ثمة امر مهم ينبغي التنبه له ان هذه الرموز مواضعات في الغالب ولكن احيانا يكون لدى المؤلف او الناسخ رموز خاصة يستعملها في مؤلفاته فإن اشار لها في اول كتابه كما هي الحال مثلا مع المتقي الهندي في كنز العمال والعلامة في البحار فلا مشكلة وأما اذا لم يشر لذلك فهذه مشكلة بالنسبة للمحقق فلابد من قراءة عدد لا بأس به من موارد استعمال المؤلف للرمز لمعرفة ما يريد به.

الثاني عشر: القراءة الأخيرة للنص

وفيها تضبط النص ضبطاً نهائياً بحيث الصفحة التي تنتهي منها في هذه القراءة تكون صالحة للطباعة . الا اللهم أن يوجد مطلب عويص لا تهتدي لوجهه فيمكنك التأشير عليه وتجاوزه حتى في هذه القراءة ومن ثم تمنحه وقتا كافيا لحله بعد الانتهاء من هذه القراءة . فهذا افضل من تعطيل العمل والارهاق النفسي بالتوقف على ذلك المطلب .

بعض العلامات والتراقيم والرموز العامة في النسخ الخطية

1- رأس الفقرة عدة أنواع فأحيانا يكتب بعض النساخ اوائل المطالب بالقلم الأحمر ، وأحيانا يكتبونه بخط بارز . وأحيانا يضعون فوق الكلام خطا اما للاشارة الى المتن والشرح او الاشارة الى رأس فقرة او الاعلام او اسماء الكتب وما الى ذلك .
2- وضع كلمة صح للدلالة على وجود سقط اضافه الناسخ في الهامش او بين الاسطر ويضيف بعدها كلمة صح مع وضع علامة على مكان السقط في المتن اما اذا اضاف في الهامش او بين الاسطر كلاما من دون وضع علامة التصحيح فهذا سيوقعنا في اللبس هل هو سقط او نسخة بدل او توضح او تعليقة من الناسخ او غيره ... فلابد من البحث في ذلك للتوصل الى احدها ، واذا وضع خ او خ ل او ل فقط فهذا يعني نسخة بدل وان التبس الرسم يمكن من خلال متابعة المؤلف في كيفية رسمه للخاء .
وهناك علامات اخرى ذكرها الاستاذ في المحاضرة فراجعها في الفيديو التالي .