القائمة الرئيسية

الصفحات

نريد تغييرا في المخطط - الشيخ عبد الهادي الفضلي رحمه الله

نريد تغييرا في المخطط - الشيخ عبد الهادي الفضلي رحمه الله
نريد تغييرا في المخطط - الشيخ عبد الهادي الفضلي رحمه الله
هذا المقال نشره الشيخ الفضلي رحمه الله في مجلة الأضواء الاسلامية / العدد الثالث من السنة السادسة للمجلة / ذي الحجة /1385هـ /1966م .
قلت في حديث سابق ،وفي عدد قبله ،داعيا الى أن نكون - قادة وأمة - في مستوى قضايانا شعورا وعملا ،لنصل إلى ما نهدف إليه من تحقيق إرادة المشروع الأقدس في تحكيم الإسلام في الحياة ،والخروج من عهدة المسؤولية في الخضوع لغير الله تعالى من حكّام ومشرِّعين .

والقضية بهذا المستوى تتطلب تغييرا في المخطط :
هناك الكثيرون الداعون الى الاسلام والعاملون من أجله ، وهناك الوسائل الكثيرة التي ينتهجونها في مجال الدعوة والعمل ،وهناك الأساليب المختلفة التي يمشونها في صعيد ما يدعون إليه ويعملون له .
والوسائل والأساليب مهما اختلفت ومهما تعددت لا يقف الاسلام دون توفيرها ان كانت نزيهة وشريفة ،وجاءت تلتقي وشرعية الاسلام ونبل رسالته ،ومع طبيعته في الواقعية والنظافة .
بيد أن الغاية - هنا - هي الأساس والمنطلق ،ذلك أن الاسلام رسالة حياة تبني كيان الامة على تصاميم ثورة تهدم ما لغير الله ،وتبني ما هو لله .
ورسالة هكذا لابد وأن تكون ذات هدف معيّنٍ وموَّحد ،تستخدم من أجل الوصول إليه جميع الوسائل والعُدد ،وتستعمل لذلك أيضا مختلف الأساليب والطرق مع توفر المشروعية الاسلامية ونبل طبيعة الرسالة فيها .
وربما كانت هذه النظرة الكريمة نابعة من واقع العمل الهادف ،فطبيعة الهادفية فيه تفرض ذلك فرضا .. وربما كانت - أعني الهادفية - واقعة كعمل هادف .. وإلا فمتى تبعثرت الأهداف تشتت القوى ،وتفتت الجمع ،وعاد الكيان الواحد للأمة الواحدة صعب المنال وعسير الوصول إليه .
أما إذا كانت الوسائل بأجمعها والأساليب على اختلافها تنشد الهدف الواحد ،تجمعت القوى وتماسك المجموع ،ومن ثم يعود الكيان الواحد للأمة الواحدة .
"قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " . .
على بصيرة فيما تنتهج من وسيلة ،وفيما تقصد من هدف ،يلتقيان وطبيعة الدعوة الى الله تعالى من هدم للكفر وبناء للاسلام .
فالغاية الواحدة هي أساس نجاح العمل ،ومنه قالوا (وحدة الهدف قبل العمل) ،إذ السائر لغير غاية قد يخونه المسرى وربما أعجزه المسير ،والعكس بالعكس ،حيث السائر الهادف ،كلما قطع شوطا ازداد حماسا لأنه يقارب الغاية .
وشيء آخر يجيء من مضاعفات القضية -هنا- هو أن الأمل - وعلى مدّ الخط - حليف العامل الهادف ،واليأس - وفي أكثر الأحيان - يستولي على العامل غير الهادف .
من هنا قلت : أن القضية بهذا المستوى تتطلب تغييرا في المخطط .
والى هنا : اذن ما هو التغيير ؟
ان الاجابة على هذا التسائل عادت واضحة بعد ذلكم التطواف في التمهيد السابق وهي :
أن نوحِّد الهدف في الدعوّة والعمل ،لنجمع القوى ،ولنشد الصفوف فنضاعف من الامكانات والطاقات ،ونضاعف من الفتوح والأرباح ،ومن ثم نقرِّب المسافة في الوصول الى الغاية .
عبد الهادي الفضلي 
النجف الأشرف .