- تعريف المبتدأ :
المبتدأ: هو اسم مرفوع في أوّل الجملة، مجرّد من العوامل اللفظيّة الأصليّة، محكومٌ عليه، مثل كلمة (السخاء) في ما رُوي عن الإمام علي (عليه السلام): " السخاءُ خُلُقُ الأنبياء " .
- تعريف الخبر :
الخبر هو اللفظ الذي يكمّل المعنى مع المبتدأ، ويتمّم المعنى الأساسي للجملة. مثل كلمة (العزّاب) في ما رُوي عن النبي (صلى الله عليه وآله) : " شرار موتاكم العزّاب " .
وقد يكون المبتدأ وصفاً مستغنياً بمرفوعه في الإفادة وإتمام الجملة ولا يحتاج إلى الخبر؛ مثل : " أمرتفعٌ البناءُ؟ " . ولابدّ في هذا النوع أن يكون وصفاً منكّراً وأن يكون رافعاً لاسمٍ بعده يتمّم المعنى .
والأكثر في الوصف الواقع مبتدأً أن يعتمد على نفيٍ أو استفهامٍ، بأن يسبقه شيءٌ منهما؛ مثل: " ما مكرِمٌ الجبان – أمكرمٌ الجبانَ؟ " . ويجوز – بقلّة – ألّا يسبقه شيء منهما؛ نحو: " نافعٌ أعمال المخلصين " .
شروط جواز كون المبتدأ نكرة
والأصل في المبتدأ – إذا كان غير وصفٍ – أن يكون معرفة لأنّه محكوم عليه دائماً بالخبر والمحكوم عليه لابدّ أن يكون معلوماً .
والنكرة شائعة مجهولة – في الغالب – فلا يتحقّق معها الغرض من الكلام وهو الإفادة المطلوبة؛ لكن إذا أفادت النكرة، الفائدة المطلوبة، صحّ وقوعها مبتدأ . ومواضع إفادة النكرة كثيرة منها ما يلي:
أوّلاً: أن تكون مخصّصة بنعتٍ ، أو بإضافةٍ، كقوله تعالى: { ولأَمَةٌ مؤمنةٌ خيرٌ من مشركةٍ } ؛ وقول النبي (صلى الله عليه وآله) : " ذكرُ عليٍ عبادة " ، ففي الآية الكريمة جاءت النكرة (أمَةٌ) مفيدة بسبب تخصيصها بالنعت (مؤمنة) ، وفي الحديث الشريف جاءت النكرة (ذكرُ) مفيدة أيضا بسبب تخصيصها بإضافتها إلى (علي) .
ثانياً: أن تكون مسبوقة بنفيٍ أو استفهام؛ مثل: " ما عَمَلٌ بضائعٍ " و " هل داءُ أمرٍ التناهي؟" فكلمة (عمل) في المثال الأوّل جاءت مبتدأ وهي نكرة وإنّما ساغ ذلك لأنّها مسبوقة بنفي، ومثلها كلمة (داءُ) في المثال الثاني غير انّ المسِّغ فيها أنّها مسبوقة باستفهام .
ثالثاً: أن تكون النكرة متأخّرة وقبلها خبرها، بشرط أن يكون مختصّاً؛ كقول الإمام علي (عليه السلام): " للكلام آفات" ، فكلمة (آفات) مبتدأ مؤخر وشبه الجملة (للكلام) في محل رفع خبر مقدّم .
رابعاً: أن تكون دعاءً؛ نحو: " سلام على آل طه وياسين"، فكلمة (سلام) جاءت مبتدأ وهي نكرة وقد ساغ ذلك لأنّها دعاء .
خامساً: أن يدخل عليها ناسخ؛ نحو: " كان إحسانٌ رعاية الضعيف " فكلمة (إحسان) جاءت اسم (كان) وهو في الأصل مبتدأ وإنّما ساغ أن يكون نكرة لدخول الفعل الناسخ (كان) عليه .
أقسام الخبر
الخبر على ثلاثة أقسام:
الأوّل: الخبر المفرد : وهو نحو ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): " أمقتُ الناس المتكبّر " فكلمة (المتكبرُ) خبر مفرد بمعنى أنّها ليست جملة ولا شبه جملة .
الثاني: الخبر الجملة؛ نحو ما ورد في الرواية عن النبي (صلى الله عليه وآله): " كثرة الكذب يمحو الإيمان " فالجملة الفعلية من الفعل والفاعل والمفعول (يمحو الإيمان) في محلّ رفع خبر للمبتدأ (كثرة) والمبتدأ هنا ساغ أن يكون نكرة لأنّه مخصص بإضافته إلى الكذب .
ويُشترط في الجملة الواقعة خبراً أن تشتمل – غالباً – على رابط يربطها بالمبتدأ . والروابط على أنواع كثيرة :
أنواع الرابط بين الخبر الجملة والمبتدأ
منها : الضمير الراجع إلى المبتدأ، نحو ما روي عن الإمام عليّ (عليه السلام): " الكافر الدنيا جنته " فالجملة الاسميّة (الدنيا جنته) في محل رفع خبر للمبتدأ الأوّل (الكافر) والرابط هو الهاء في (جنته) إذ تعود على الكافر، وكذلك ما روي عن النبي (صلى الله الله عليه وآله) : " الكذب ينقص الرزق " فالجملة الفعلية (ينقص الرزق) في محلّ رفع خبر للمبتدأ (الكذب) والرابط هو الضمير المستتر (هو) فاعل (ينقص) .
ومنها: الإشارة إلى المبتدأ السابق، نحو قوله تعالى: { وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ } فكلمة (أولئك) مبتدأ خبره كلمة (أصحاب) وهذه الجملة الإسميّة من المبتدأ والخبر في محلّ رفع خبر للمبتدأ (الذين) والرابط بينهما هو كون المبتدأ الثاني (أولئك) اشارة تعود على المبتدأ الأوّل .
ومنها: إعادة المبتدأ السابق؛ كقوله تعالى: { الحاقّة ما الحاقّة } .
الثالث من أقسام الخبر: الخبر شبه الجملة: نحو ما روي عن الإمام علي (عليه السلام): " لسانُ العاقل وراء قلبه " ، وما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): " سلامة الإنسان في حفظ اللسان " فشبه الجملة من المضاف والمضاف إليه في المثال الأوّل والجار والمجرور في المثال الثاني هما الخبر.
تعدد الخبر لمبتدأ واحد
يكثر أن يكون للمبتدأ الواحد خبران أو أكثر؛ نحو ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): " المؤمن ألِفٌ مألوفٌ " فكلمة (ألفٌ) خبر أوّل للمبتدأ (المؤمن) وكلمة (مألوف) خبرٌ ثانٍ له أيضاً ، وكذلك ما روي عن الإمام علي (عليه السلام): " الكافر خبٌّ ضبٌّ جافٌّ خائنٌّ " فورد هنا أربعة أخبار لمبتدأ واحد هو (الكافر) .
موارد حذف المبتدأ أو الخبر
يجوز حذف المبتدأ أو الخبر إن دلّ عليه دليلٌ ولم يتأثر المعنى بحذفه؛ فمثال حذف المبتدأ جوازاً قوله تعالى: { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } والأصل: المُلك لله؛ ومثال حذف الخبر جوازاً أن يُقال: مَن في الحقلِ؟ فيُجاب: عليٌ. والأصلُ عليٌ في الحقل .
خلاصة درس المبدأ والخبر كما في هذا المخطط