الدرس الثاني: المعرفة و النكرة
ينقسم الاسم إلى معرفة و نكرة وبيانه كما يلي:
- المعرفة
هي اسم يدلُّ على شيءٍ واحدٍ معیَّن؛ مثل كلمة (عليّ) في قول النبيّ (صلى الله عليه وآله): "ذكر عليّ عبادة".
أوَّلاً: الضمير
(وسيأتي بحثه في الدرس رقم 21 من هذه السلسلة) ومثاله (الهاء) في كلمة (بابها) في قول النبي (صلى الله عليه وآله) : «أنا مدينة العلم و عليّ بابها».
ثانياً: العَلَم
« وهو اللّفظ الذي يدلّ على تعيُّن مسمّاه تعيُّناً مطلَقاً »؛ ومثاله كلمة (فاطمة) في قول النبيّ (صلى الله عليه وآله): « فاطمة بضعة منّي ». و ينقسم العلَم على ثلاثة أقسام هي : اسم، ولقب، وكنية، وتوضيحها كما يلي:
1- الإسم : وهو عَلَم يدلُّ على ذاتٍ معيَّنة مشخَّصة، دون زيادة غرض آخر من مدحٍ، أو ذمٍ ....؛ مثل: سعید؛ کامل؛ مریم .
2- اللقب : وهو عَلَم يدلُّ على ذاتٍ معيَّنة مشخَّصة مع الإشعار بمدحٍ أو ذمٍ، إشعاراً مقصوداً بلفظٍ صريح؛ مثل: بسَّام، صخر.
3- الكنية : وهي عَلَم مرکَّب ترکیباً إضافياً، بشرط أن يكون صدره (وهو المضاف) لفظ من الألفاظ التالية: (أب، أم)؛ (ابن، بنت)؛ (أخ، أخت)؛ (عمّ، عمّة)؛ (خال، خالة)؛ مثل الأعلام الآتية: أبو طالب - أم کلثوم - ابن مریم - بنت الهدی ... و هكذا.
ثالثاً: اسم الإشارة
(وسيأتي بحثه في الدرس رقم 21 من هذه السلسلة) ومثاله كلمة (هذا) في قول النبي (صلى الله عليه وآله) مشيراً إلى الإمام الحسن (عليه السلام): " مَن أحبَّني فليُحبَّ هذا " .
رابعاً: الاسم الموصول
(سيأتي بحثه في الدروس القادمة) ومثاله كلمة (الذين) في قول النبي (صلى الله عليه وآله): «خَياركم أحسنكم أخلاقاً، الذين يألفون و يُؤلفون» .
خامساً: المبدوء بـ (أل) المعرفة
مثل كلمة (العلم) وكذلك (المؤمن) في قول الإمام علي (عليه السلام ): « العلم ضالَّة المؤمن ». وتنقسم ألف ولام التعريف على نوعين هما : ما تسمى بـ «أل العهدية» و ما تسمى ب ألف ولام الجنس .
الألف واللّام العهديّة وأحوالها:
فأمّا العهديّة، فهي التي تدخل على النكرة فتفیدها درجة من التعريف وتجعل مدلولها فرداً معيَّناً بعد أن كان مبهماً شائعاً. وهذا النوع من التعريف و التعيين على ثلاث حالات كما يلي:
الحالة الأولى: أن يتم ذكر النكرة في الكلام مرَّتين بلفظٍ واحدٍ، تكون في الأُولى مجرَّدةً من «أل العهدية»، و في الثانيّة مقرونة بـ «أل العهديّة» التي تربط بين النكرتین و تحدِّد المراد من الثانيّة بأن تحصرها في فردٍ واحد: هو الذي تدلّ عليه النكرة الأولى، نحو الألف وللّام في كلمة (الرسول) في قوله تعالى: { كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ } و هذا ما يسمّى بالعهد الذكري.
الحالة الثانيّة: و قد يكون السبب في تعريف النكرة المقترنة بـ «أل العهدية» هو أنَّ «أل» تحدِّد المراد من تلك النكرة و تحصره في فردٍ معيَّنٍ تحديداً أساسه عِلمٌ سابق في زمن انتهى قبل الكلام؛ مثال ذلك الألف والّام في كلمة (الكليّة) عندما يسأل الطالب زميله: «ما هي أخبار الكليّة؟» و هذا ما يسمى بـ "العهد الذهني".
الحالة الثالثة: وقد يكون السبب في تعريف تلك النكرة حصول مدلولها و تحققه في وقت الكلام بأن يبتدئ الكلام خلال وقوع المدلول وأثنائه؛ كالألف واللّام في كلمة (اليوم) من قولك: «اليوم يحضر والدي». وهذا هو العهد الحضوري.
الألف واللام التي للجنس وأنواعها
وأما «أل الجنسيّة»، فهي الداخلة على نكرة تفيد معنى الجنس المحض من غير أن تفيد العهد وهي - من ناحية دلالتها المعنوية على ثلاثة أنواع:
النوع الأوَّل: هي التي تدخل على واحد من الجنس فتجعله يفيد الشمول والإحاطة بجميع أفراده إحاطةً حقيقيّّة، لا مجازاً ولا مبالغةً؛ نحو الأف واللّام التي دخلت على كلمة (إنسان) في قولك:" الإنسان مفكِّر ". .
النوع الثاني: هي التي تدخل على واحد من الجنس، فتجعله يفيد الإحاطة والشمول، لا بجميع الأفراد ولكن بصفة واحدة من الصفات الشائعة بين تلك الأفراد، وذلك على سبيل المجاز والمبالغة، نحو الألف واللّام التي دخبت على كلمة (رجل) في قولك: «أنت الرجل علماً» .
النوع الثالث: وهي التي لا تفيد نوعاً من نوعي الإحاطة والشمول السابقين، وإنَّما تفيد أنَّ الجنس يُراد منه حقيقته القائمة في الذهن، نحو قول الإمام عليّ (عليه السلام) مثلاً: «العلم خيرٌ من المال»
سادسا: المضاف إلى معرفة
نحو شبه الجملة (حبّ عليّ) من قول النبي (صلى الله عليه وآله): «حُبُّ عليّ يأكل الذنوب».
سابعاً: النكرة المقصودة
مثل قولك «یا شرطي» - إذا كنت تنادي واحداً معيَّناً .
تعريف النكرة
هي "اسم يدل على شيء واحد ولكنَّه غير معيَّن" نحو كلمة (عبد) وكذلك (خير) في الحديث المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله): «إذا أراد الله بعبد خيرا عاتبه في منامه».
____
المصدر: كتاب النحو للمبتدئين، معهد تعليم اللغات، قم المقدسة، بتصرف بسيط.