القائمة الرئيسية

الصفحات

الليل ورفيقهُ في الليلةِ الأخيرة ( الصلاة في ليلة العاشر من محرم ) - السيد مهند مصطفى جمال الدين (قصيدة)

الليل ورفيقهُ في الليلةِ الأخيرة ( الصلاة في ليلة العاشر من محرم ) - السيد مهند مصطفى جمال الدين ( قصيدة)
الليل ورفيقهُ في الليلةِ الأخيرة ( الصلاة في ليلة العاشر من محرم ) - السيد مهند مصطفى جمال الدين ( قصيدة)
الليل ورفيقهُ في الليلةِ الأخيرة:
____________
في آخر ليلة وقف الحسين بن علي عليه السلام بين
يدي الله متهجدا كعادته... غير أن الليل في هذه المرة له حوارٌ مع نفسه وهو انه يشعر بانقضائه إلى الأبد حينما يأتي الصباح...

الليلُ قد نثر الدموعَ رحيقا
وهوى يقبّلُ في الظلام رفيقا
خمسون ما رِعشَ الضميرُ لغيره
أبدا... وما عرَف الفؤادُ عقوقا
كانت لياليه الحسانُ وضيئةً
تزهو على كبِد الزمان بروقا
وإذ ارتقى نحو السماء نشيجهُ
غفَت الشجونُ وجُنّت الموسيقى
رقصتْ وقد سال النُهى في كأسهِ
فالفجرُ جاء مهرولا ليذوقا
حتى إذا اقتربتْ إليه غادةٌ
حسناء تُضرِم في الدماء حريقا
الصبحُ في وجناتها متوردٌ
ومن الفضاء النورُ يشكو ضيقا
فترنّحتْ بالوجد تعتصر المنى
لتصبّ قلباً في الغرام أُريقا
قالت وقد فاح العبيرُ بصوتها
والثغرُ نثّ أقاحياً وشقيقا:
هلّا نزلتَ إلى فؤادي مرةً
ًوهل ارتشفتَ رضابه والريقا
انّي أمدُّ يداً ، لقد ذابت لها
كل القلوب ومزّقت تمزيقا
فهل ارتضيتَ بأن أكون عقيلةً
لأصونَ من غيظي الدم المحروقا ؟!
فأجاب: من هذي التي دوت بنا
ومضت إلى النجوى تشقّ طريقا ؟!
قالت: أنا الدنيا وهذي نعمتي
تجني الثمارَ أساورا وعقيقا
فأجابها والحلمُ يمتشقُ السنا
ويمدّ صوتا في الوجود طليقا:
حرُمتْ على الأبناء من قد طُلّقتْ
وأبوهمُ من أوقع التطليقا
وأبي لقد حفظ الزمان طلاقه
لك في صميم الخالدات بريقا
* * *
الليل يسمعُ ما يدور بقلبه
فيعدّ دقّاتٍ له وشهيقا
ويُعِدّ ليلَته - وقد ماست به -
أملًا يموت وعالما مسروقا
هي آخرُ العنقود يدري أنها
تلدُ الصباحَ وضوءهُ المخنوقا
فلتستعدي يا نجوم وتخمدي
فجرا تخطى نحونا وشروقا
طولي فقد شد الرحيل ركابه
وبه تهجّى الضارع التفريقا
فغدا يخرّ الوهمُ من عليائه
وأبو علي يرسم التصديقا
وغدًا يطهر من نزيف جراحه
ماءً على نهر الفرات غريقا
ويشيدُ نصرا للإباء منضّرا
وينير جرحا للسراة عميقا
ويخط للثوار دربا واضحا
ويصونُ للمتطلعين حقوقا