القائمة الرئيسية

الصفحات

دورة في فن تحقيق المخطوطات / الدرس الثاني / الشيخ قيس بهجت العطار

الاستاذ الشيخ قيس بهجت العطار
دورة في فن التحقيق اقامتها أكاديمية البلاغي ومركز المرتضى لإحياء التراث في النجف الأشرف 
المحاضر : الشيخ قيس بهجت العطار 
المكان : مدرسة دار العلم / النجف الأشرف 
 الزمان : 2018م
الدرس الثاني
موجز عن أهم محاور الدرس :

نشأة علم تحقيق المخطوطات

تكلمنا في الدرس السابق عن تعريف التحقيق ،والسؤال المهم اليوم هو : هل علم التحقيق من العلوم الاسلامية او انه علم اوربي ،الصحيح انه اسلامي وانما تعثر فيه المسلمون مؤخرا كما تعثروا في غيره من العلوم بينما تقدمت عجلتها في أوربا .
وهنا يناسب ان نتعرض الى هل ان التحقيق علم أو انه فن؟ 
في السابق كان فنا لخلوه من القواعد المحددة ،ولكن بعد تطور العلوم كثيرا من العلوم صارت فنونا مظبوطة بقواعد محددة كالموسيقى مثلا وهكذا التحقيق فقد أصبح علما في أغلب أدواره وصروفه إذ صارت تخضع لقواعد معروفة مضبوطة .
وبالعودة الى السؤال الأول فكما ذكرنا ان هذا العلم من العلوم الاسلامية وأول من ظهرت على يده بوادر الحث على التحقيق هو الامام علي عليه السلام ،إذ نقل عنه في ذلك عدة مرويات (تجدها في التسجيل الصوتي للدرس أدناه ) ،وهناك نس كتبها علماء الامامية في القرن السادس وفيها تم تريج الاحاديث بشكل كام في الهامش فهذا يحسب للامامية .

النسخ التي تصلح للتحقيق

هل يعم التحقيق النسخ المطبوعة ام انه خاص بالخطية فقط ؟
الجواب : التحقيق يعم النسخ الخطية وغير الخطية ،فهناك ثلاثة انواع يمكن الاعتماد عليها في التحقيق .
1- النسخ الخطية .
2- الطبعات الحجرية فيما اذا لم توجد له نسخخ خطية او وجدت مشوهة وما الى ذلك بل يمكن عد الحجرية نسخة ثانية الى جانب الخطية ان كانت الحجرية تعتمد على خطية اخرى مفقودة .
3- النسخ المطبوعة بطبعات قديمة تحتاج الى تحقيق وتخريج حديث .
وأيضا لا بأس في اعادة تحقيق الكتب التي حققت تحقيقا سقيما ولكن بأي حال تبقى الأولوية للنسخ الخطية غير المطبوعة .

أساليب تحقيق المخطوطات :

هناك ثلاثة أساليب هي التطويل والاختصار والوسطية .
أما طريقة التطويل فهي الاسهاب في الهوامش والتعليقات ،فيكتب بتفصيل قد يكون ممل وهو جيد ولكنه يخرج عن كونه تحقيقا انما هو يدخل في عناوين أخرى من قبيل (التعليق ، الشرح ، نظرات في الكتاب ...الخ) وقد اشتهر غير واحد من المحققين في بهذه الطريقة .
أما طريقة الاختصار وهي طريقة الأوربيين (المستشرقين) ففي الغالب تنعدم التعليقات في كتبهم انما يكتفي بذكر اختلاف النسخ عملا بأن وظيفة المحقق هي ضبط النص فقط . وهو رأي صحيح ولكنه تحقيق صرف ولا يتناسب مع من له عقيدة وغرض معين .
أما الطريقة الوسطى وهي الطريقة السائدة بين محققينا فهي الطريقة المثلى ،فلا يغفل المحقق المطلب ولا يطيل الكلام حد الاسهاب انما يضع اشارات وتعليقات مختصرة وقد يتمم ذلك بالإحالة الى المصادر التي تفي بالتفصيل المراد . وهذه الطريقة هي الاسلم والأجود لأنها تجمع بين العلمية والاختصار . نعم ربما تقتضي الضرورة في بعض المواطن التطويل أو يوجد اي دافع يبرره .

كيفية اختيار الكتاب لتحقيقه :

هناك ثلاثة معايير لاختيار كتاب لتحقيقه هي اما أهمية المؤلِف (اسم فاعل) أو أهمية المؤلَف (اسم مفعول) وعادة ما يجتمع كلهما في كتاب واحد وأما المعيار الثالث فهو الموضوع والاعتماد عليه عادة نادر وتصويره مثلا كما لو اردت الكتابة عن شعراء القرن العشرين او جمع الدراسات في فترة زمنية محددة او في موضوع محدد فانما تتناول كل تلك التي تخص الموضوع بغض النظر عن أهمية كل من المؤلِف والمؤلَف .

تهيئة النسخ :

لابد من التأني في البحث عن النسخ للحصول على أقدم النسخ المتوفرة إذ ليس من الصحيح تجاهل او اقصاء نسخة قديمة والاعتماد على نسخ متأخرة عنها وفي الغالب تهيئة النسخ انما يكون عبر مراجعة الفهارس سواء الفهارس العامة او الفهارس الخاصة بكل مكتبة على حدة والحمد لله ان الفهارس قد اصبحت متطورة جدا في عصرنا ،ومن الضروري الحصول الأن على النسخ الملونة اذا كانت في الاصل مكتوبة او مخططة بألوان مختلفة لأن بعض الالوان لا تظهر في اجهزة الاستنساخ الحديثة بشكل واضح .
هذا ملخص موجز ونترك التفاصيل للتسجيل أدناه