القائمة الرئيسية

الصفحات

دورة في فن تحقيق المخطوطات / الدرس الأول / الشيخ قيس بهجت العطار

فن تحقيق المخطوطات - النجف الاشرف - الشيخ قيس بهجت العطار
الاستاذ الشيخ قيس بهجت العطار حفظه الله
دورة في فن التحقيق اقامتها أكاديمية البلاغي ومركز المرتضى لإحياء التراث في النجف الأشرف
المحاضر : الشيخ قيس بهجت العطار
المكان : مدرسة دار العلم / النجف الأشرف  
الزمان : 2018م
موجز عن أهم محاور الدرس :

ثلاث خصال لابد منها للمحقق :

لابد من أن يتصف المحقق بثلاثة خصال أولها فضيلة العلم والمعرفة وذلك ضمانا لجودة التحقيق ورصانته من جهة فهم النص والتنبه لما قد تكتنفه النسخة من أخطاء،وأما الخصلة الثانية فهي التوافر على أدوات التعامل مع المخطوطة والتي يمكن استفادتها من الدورات والورش التعليمية التي تقام في هذا المجال وبصورة عامة الخصلة الثانية هي توافر الأدوات والسبل والآلات التي يتطلبها التعامل مع المخطوطة كالقدرة على ضبط النص والترجيح بين النصوص عند اختلاف النسخ وغيرها ،وأما الخصلة الثالثة فهي الخبرة الزمنية ،فمهما كان المحقق ملما بالنظريات وقواعد التحقيق سيصطدم بمواقف لا يتأتى له الخروج منها الا بالاعتماد علىالخبرة المكتسبة من التجربة على مدى عدة سنوات فالتراكم المعرفي بالنسبة للمحقق ضروري جدا .

مالذي تتكفل به الدورات التعليمية في فن تحقيق المخطوطات :

بعد ذلك يتضح ان الذي تتكفل به هذه الدورة هو المقطع الثاني فقط لان الفضيلة تعتمد على الجهد الشخصي الذي يبذلة الطالب ومدى متابعاته وهمته بالاضافة الى ما يكتسبه من اساتذته ،وايضا هذه الدورات ليس بمقدورها توفير الخبرة التراكمية كما هو واضح فتعين الكلام في خصوص توفير الادوات اللازمة للتعامل مع المخطوطة .
وبعد ذلك شرع الاستاذ في قراءة بضعة روايات في فضيلة الكتابة وأهمية الكتاب والعلم وطلبه وهي أحاديث مبثوثة في شتى مصنفات علم الحديث عند الإمامية .
ثم شرع في صلب الموضوع :

معنى التحقيق لغةً :

التحقيق لغة له ولسائر اشتقاقاته عدة استعمالات منها: الصحة ،الرصانة ،المطابقة والموافقة ،محكم ،.. وبصورة عامة وبلحاظ الاشتقاق الكبير يُلاحظ ان التحقيق في اللغة يدور حول معنيين متقاربين هما : الإحكام والموافقة ،فعملية تحقيق الكتاب يُراد بها إحكامه وموافقة مال قاله المؤلف .،وبهذا يكون المعنى الاصطلاحي للتحقيق مستلا من معناه اللغوي ،متوافقا مع الرأي القائل بضرورة ان يكون المعنى الاصطلاحي مماسا للمعنى اللغوي ،لهذا السبب مثلا تجد السيد علي خان المدني في كتابه (الطراز الأول) -وهو كتاب غني أوصي به لكل من يريد الاطلاع على اللغة - رتب كتابه على ذكر الاستعمالات اللغوية لكل مادة أولاً فيبدأ بالجوامد (بناء على انها أصل الاشتقاق) ومن ثم الأفعال ومن ثم المجاز ثم في الكتاب الكريم ثم في الأثر ومن ثم في المصطلح ،ولعله ينفرد بهذا التقسيم ،والشاهد انه يذكر المعنى الاصطلاحي في كتاب اعده لتتبع الاستعمالات اللغوية والسبب في ذلك هو البناء على ان المعنى اللغوي هو منشأ المعنى الاصطلاحي .

معنى التحقيق اصطلاحا ( تعريف التحقيق ) :

ذكروا للتحقيق عدة تعاريفات:
منها " هو إخراج النص بشكل أقرب ما يكون من مراد المؤلف اعتماداً على المقارنة بين النسخ التي بقيت بالادلة الدالة والمؤيدة لما يختاره المحقق "
ومنها " اعطاء النص صورته الاصلية بحقها على ما هو عليها من صاحبها "
وهناك تعريفات أخرى ،لكن الاساس الذي نريد البناء عليه هو ان التحقيق هو ضبط النص وصيانته من التحريف والتزييف ،فاليوم نجد الكثير من المحققين يثقل الكتاب بهوامش مطولة ويضفي عليه مختلف ألأوان التزيين لكن يخل بقضية ضبط النص ،فالمحقق اذا ضبط النص مع وقوع بعض الضعف في التخريجات او التقدمة او ... هذه كلها كماليات ،اما التحقيق فهو ضبط النص . ويتضح من كل ذلك ان المنظور في التحقيق ليس الحق في الواقع انما المراد اثبات عبارة المؤلف وان كانت من الناحية العلمية سقيمة الفكرة غير مستدلة فالمهم هو مراد المؤلف وليس الواقع .
والاعتماد على المقارنة المذكور في التعريف الثاني انما مورده في حالة عدم وجود نسخة المؤلف اما مع توفرها فهي المعتمد في اثبات المتن الا اللهم ان تكون غير مقروءة لصعوبة خطها كما هي الحال مع مخطوطات العلامة الحلي مثلا ، والا فمع وجود نسخة المؤلف وكونها مقروءة فهي غاية المطلوب ،نعم توفر نسخة المؤلف امر نادر في العادة .
نترككم مع الدرس على قناتنا على اليوتيوب



ليصلك جديد المدونة اشترك في قناتنا على التيليجرام