القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف يكون النهي عن المنكر مؤثراً؟

 

كيف يكون النهي عن المنكر مؤثراً؟

بقلم: السيّد أسعد القاضي

أكثرنا يمارس هذه العبادة الاجتماعية المهمة، النهي عن المنكر، لكن بدرجات مختلفة، فبعضنا ينهى عن المنكر بمعدّل مرة في الأسبوع، وآخر مرة في اليوم، وبعضنا أقل، والكثير منا لا ينهى عن المنكر أصلاً، ولم يخصّص له من وقته شيئاً.

وأكثر حالات النهي عن المنكر لا تثمر، ولا تجدي نفعاً، بل ربّما تعود بالضرر ـ القليل أو الكثير ـ على الشخص الناهي، من دون أن توثر بمرتكب المنكر، ولا تغيّر من سلوكه المنبوذ شرعاً، وعند المتديّنين.

إذن نتساءل: أين يكمن الخلل؟ هل الخلل في الناهي عن المنكر وأسلوبه وطريقته؟ أم أن الخلل هو تفشّي المنكر بحيث فرض نفسه ولا يمكن التفوّه بالنهي عنه؟ أم هناك أسباب أخرى أدّت إلى عدم فائدة النهي عن المنكر؟.

لا يُنكر أن تفشّي المنكر سبب مهم، كما لا يُنكر أن لأسلوب النهي دوراً مهماً في تقبّله من قِبل مرتكب المنكر.

لكن هناك سبباً مغفولاً عنه، يتمثّل في أن عبادة النهي عن المنكر تؤتي أُكُلها فيما إذا قام بها المكلّفون جميعاً، وتكون أقلّ فائدة فيما إذا قام بها أشخاص دون أشخاص، وأقل منها فائدة ما إذا قام بها شخص واحد أمام تفرّج باقي المكلّفين وعدم مبالاتهم، الأمر الذي يُسهم في عدم تأثير النهي عن المنكر حينئذٍ.

ولتقريب الفكرة نضرب مثالاً من واقعنا..

لو دخلت إلى محلّ تجاري وكان قد شغّل موسيقى محرّمة، أو يبيع أشياء محرمة، فإذا نهيته ـ أنت وحدك ـ عن المنكر فإنه سوف لا يستجيب ولا يبالي، وكذا إذا نهاه شخصان أو ثلاثة، في مقابل العشرات من الأشخاص الذين يدخلون يتسوّقون يوميّاً ولا ينهون عن المنكر.. أما لو فرضنا أن كل شخص يدخل للتسوّق ـ على مختلف الطبقات الاجتماعية ـ ينهى عن المنكر، فإنه سيرتدع شاء أم أبى، لأسباب دينية أو غيرها.

فللجماعة دورٌ مهمّ ورئيسي وفعّال في تأثير النهي عن المنكر.

فلْننتبه..

ولا ننسى أن عبادة النهي عن المنكر ليست من مختصّات رجال الدين، فكما أن رجال الدين مكلفون بها كذلك الكلّ مكلّف بها، والكلّ محاسب على تركها، كائناً من كان، ومهما كانت منزلته الاجتماعية.