القائمة الرئيسية

الصفحات

أعمال شهر رجب
فضل شهر رجب وأعماله – من كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمّي (قدّس سره)
إعلم أنّ هذا الشهر وشهر شعبان وشهر رمضان هي أشهر متناهية الشرف ، والأحاديث في فضلها كثيرة ، بل رُوي عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنه قال : إنّ رجب شهر الله العظيم لا يقاربه شهر من الشهور حُرمة وفضلاً ، والقتال مع الكفار فيه حرام ، ألا إنّ رجب شهر اللهُ ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر أمتي . ألا فمن صام من رجب يوما استوجب رضوان الله الأكبر ، وابتعد عنه غضب الله وأُغلق عنه باب من أبواب النار  .
وعن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال : من صام يوماً من رجب تباعدت عنه النار مسير سنة ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنة  .
وقال أيضاً : رجب نهر في الجنة أشدّ بياضا من اللبن وأحلى من العسل ، من صام يوما من رجب سقاه الله عز وجل من ذلك النهر .
وعن الصادق ( صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : رجب شهر الاستغفار لاُمَّتي ، فأكثروا فيه الاستغفار فإنه غفور رحيم . ويسمى رجب الأصبّ لأنّ الرحمة على أُمّتي تصبُّ فيه صَبّا ، فاستكثروا من قول : " أَسْتَغْفِرُ الله وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ  " .
وروى ابن بابويه بسند معتبر عن سالم قال : دخلت على الصادق ( عليه السلام ) في رجب وقد بقِيَتْ منه أيّام ، فلمّا نظر إليّ قال لي : يا سالم ، هل صُمت في هذا الشهر شَيْئاً ؟ قلت : لا والله يا بن رسول الله ، فقال لي : فقد فاتك من الثواب مالم يعلم مبلغه إِلاّ الله عز وجل . إن هذا شهر قد فضّله الله وعظّم حرمته وأوجب للصائمين فيه كرامته . قال : فقلت له : يا أبن رسول الله ، فإن صمتَ مما بقي منه شَيْئاً هل أنا أفوز ببعض ثواب الصائمين فيه ؟ فقال : يا سالم ، مَنْ صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أمانا من شدة سكرات الموت ، وأمانا له من هول المطلع وعذاب القبر ، ومن صام يومين من آخر الشهر كان له بذلك جوازاً على الصّراط ، ومن صام ثلاثة أيام من آخر هذا الشهر أمن من يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده ، وأعطي براءة من النار . واعلم أنه قد ورد لصوم شهر رجب فضل كثير ، ورُوي أنّ من لم يقدر على ذلك يسبّح الله في كل يوم مائة مرة بهذا التسبيح لينال أجر الصيام فيه : " سُبْحانَ الاِله الجَلِيلِ سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحَ إِلاّ لَهُ سُبْحانَ الاَعَزِّ الاَكْرَمِ سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ العِزُّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ  " .
وأَمّا أعماله فقسمان :
القسم الأوّل

أعمال شهر رجب العامّة

الأعمال العامة التي تؤدى في جميع الشهر ولا تخص أياماً معينة منه
وهي أُمور :

الأول : أن يدعو في كل يوم من رجب بهذا الدعاء الذي روي أنّ الإمام زين العابدين (صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ) دعا به في الحِجْر في غُرّة رَجَبْ :
[ يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتِيدٌ ، اللّهُمَّ وَمَواعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وَأَيادِيكَ الفاضِلَةُ وَرَحْمَتُكَ الواسِعَةُ ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ حَوائِجِي لِلْدُنْيا وَالآخرةِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ ] .

الثاني : أن يدعو بهذا الدعاء الذي كان يدعو به الصادق (عليه السلام) في كل يوم من رجب : [ خابَ الوافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلاّ لَكَ وَضاعَ المُلِمُّونَ إِلاّ بِكَ وَأَجْدَبَ المُنْتَجِعُونَ إِلاّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ ، بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاِغِبينَ وَخَيْرُكَ
مَبْذُولٌ لِلطَّالِبِينَ وَفَضْلُكَ مُباحٌ لِلْسَّائِلِينَ وَنَيْلُكَ مُتاحٌ لِلآمِلِينَ وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواكَ ، عادَتُكَ الاِحْسانُ إِلى المُسِيئِينَ وَسَبِيلُكَ الإِبْقاءُ عَلى المُعْتَدِينَ . اللّهُمَّ فَاهْدِنِي هُدى المُهْتَدِينَ وَارْزُقْنِي اجْتِهادَ المُجْتَهِدِينَ وَلا تَجْعَلْنِي مِنَ الغافِلِينَ المُبْعَدِينَ وَاغْفِرْ لِي يَوْمَ الدِّينِ ] .

الثالث : قال الشيخ في ( المصباح ) : روى المعلى بن خُنيس عن الصادق ( عليه السلام ) أنَّه قال : قل في رجب : [ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْرَ الشَّاكِرِينَ لَكَ وَعَمَلَ الخائِفِينَ مِنْكَ وَيَقِينَ العابِدِينَ لَكَ ، اللّهُمَّ أَنْتَ العَلِيُّ العَظِيمُ وَأَنا عَبْدُكَ البائِسُ الفَقِيرُ أَنْتَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ وَأَنا العَبْدُ الذَّلِيلُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَامْنُنْ بِغِناكَ عَلى فَقْرِي وَبِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي وَبِقُوَّتِكَ عَلى ضَعْفِي يا قَوِيُّ يا عَزِيزُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَوْصِياء المَرْضِيِّينَ وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخرةِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ] .
أقول : هذا دعاء رواه السيد أيضاً في ( الاقبال ) ، ويظهر من تلك الرواية أنّ هذا الدعاء هو أجمع الدعوات ويصلح لان يدعى به في كل الأوقات .

الرابع : قال الشيخ أيضاً : يستحب أن يدعو بهذا الدعاء في كل يوم : [ اللّهُمَّ يا ذا المِنَنِ السَّابِغَةِ وَالآلاءِ الوازِعَةِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ وَالقُدْرَةِ الجامِعَةِ وَالنِّعَمِ الجَسِيمَةِ وَالمَواهِبِ العَظِيمَةِ وَالاَيادِي الجَمِيلَةِ وَالعَطايا الجَزِيلَةِ ، يا مَنْ لا يُنْعَتُ بِتَمْثِيلٍ وَلا يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ وَلا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ ، يا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَأَلْهَمَ فَأَنْطَقَ وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ وَعَلا فَارْتَفَعَ وَقَدَّرَ فَأَحْسَنَ وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ وَاحْتَجَّ فَأَبْلَغَ وَأَنْعَمَ فَأَسْبَغَ وَأَعْطى فَأَجْزَلَ وَمَنَح فَأَفْضَلَ ، يا مَنْ سَما فِي العِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ الاَبْصارِ وَدَنا فِي اللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الاَفْكارِ يا مَنْ تَوَحَّدَ بِالمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ وَتَفَرَّدَ بِالآلاِء وَالكِبْرِياءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ ، يا مَنْ حارَتْ فِي كِبْرياءِ هَيْبَتِهِ دقائِقُ لَطائِفِ الاَوْهامِ وَانْحَسَرَتْ دُونَ إدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصارِ الاَنامِ ، يا مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ وَوَجِلَتِ القُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ ؛ أَسْأَلُكَ بِهذِهِ المِدْحَةِ الَّتِي لا تَنْبَغِي إِلاّ لَكَ وَبِما وَأَيْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ لِداعِيكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَبِما ضَمِنْتَ الاِجابَةَ فِيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدَّاعِينَ ، يا أسْمَعَ السَّامِعِينَ وَأَبْصَرَ النَّاِظرِينَ وَأَسْرَعَ الحاسِبِينَ ، يا ذا القُوَّةِ المَتِين صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَاقْسِمْ لِي فِي شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ وَاحْتِمْ لِي فِي قَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ وَاخْتِمْ لِي بِالسَّعادَةِ فِيمَنْ خَتَمْتَ ، وَأَحْيِنِي ما أَحْيَيْتَنِي مَوْفوراً وَأَمِتْنِي مَسْرُوراً وَمَغْفوراً ، وَتَوَلَّ أَنْتَ نَجاتِي مِنْ مُسأَلَةِ البَرْزَخِ وَادْرأ عَنِّي مُنْكَراً وَنَكِيراً وَأَرِعَيْنِي مُبَشِّراً وَبَشِيراً ، وَاجْعَلْ لِي إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ مَصِيراً وَعَيْشاً قَرِيراً وَمُلْكاً كَبِيراً وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثِيراً ] .
أقول : هذا دعاء يدعى به في مسجد صعصعة أيضاً .

الخامس : روى الشيخ : أنه خرج هذا التوقيع الشريف من الناحية المقدسة على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد قدس : أُدع في كل يوم من أيام رجب :
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعانِي جَمِيعِ ما يَدْعُوكَ بِهِ وُلاةَ أَمْرِكَ المَأْمُونُونَ عَلى سِرِّكَ المُسْتَبْشِرُونَ بِأَمْرِكَ الواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ المُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ ، أَسْأَلُكَ بِما نَطَقَ فِيهِمْ مِنْ مَشِيَّتِكَ فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ وَأَرْكانا لِتَوْحِيدِكَ وَآياتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتِي لا تَعْطِيلَ لَها فِي كُلِّ مَكانٍ يَعْرِفُكَ بِها مَنْ عَرَفَكَ ، لا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَها إِلاّ أَنَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ فَتْقُها وَرَتْقُها بِيَدِكَ بَدْؤُها مِنْكَ وَعَوْدُها إِلَيْكَ ، أَعْضادٌ وَأَشْهادٌ وَمُناةٌ وَأَذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوَّادٌ فَبِهِمْ مَلأتَ سَمائَكَ وَأَرْضَكَ حَتّى ظَهَرَ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ؛ فَبِذلِكَ أَسْأَلُكَ وَبِمَواقِعِ العِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَبِمَقاماتِكَ وَعَلاماتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَزِيدَنِي إِيْماناً وَتَثْبِيتاً ، يا باطِناً فِي ظُهُورِهِ وَظاهِراً فِي بُطُونِهِ وَمَكْنُونِهِ يا مُفَرِّقاً بَيْنَ النُّورِ وَالدَّيْجُورِ يا مَوْصُوفاً بِغَيْرِ كُنْهٍ وَمَعْرُوفاً بِغَيْرِ شِبْهٍ ، حادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ وَشاهِدَ كُلِّ مَشْهُودٍ وَمُوجِدَ كُلِّ مَوْجُودٍ وَمُحْصِيَ كُلِّ مَعْدُودٍ وَفاقِدَ كُلِّ مَفْقُودٍ لَيْسَ دُونَكَ مِنْ مَعْبُودٍ أَهْلَ الكِبْرِياءِ وَالجُودِ ، يا مَنْ لا يُكَيَّفُ بِكَيْفٍ وَلا يُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ يا مُحْتَجِباً عَنْ كُلِّ عَيْنٍ يا دَيْمُومُ يا قَيُّومُ وَعالِمَ كُلِّ مَعْلُومٍ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلى عِبادِكَ المُنْتَجَبِينَ وَبَشَرِكَ المُحْتَجِبِينَ وَمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَالبُهْمِ الصَّافِّينَ الحافِّينَ ، وَبارِكْ لَنا فِي شَهْرِنا هذا المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الاَشْهُرِ الحُرُمِ وَأَسْبِغْ عَلَيْنا فِيهِ النِّعَمَ وَأَجْزِلْ لَنا فِيهِ القِسَمَ ، وَأَبْرِزْ لَنا فِيهِ القَسَمَ بِإسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَجَلِّ الأَكْرَمِ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلى النَّهارِ فَأَضاءَ وَعَلى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ ، وَاغْفِرْ لَنا ما تَعْلَمُ مِنَّا وَما لا نَعْلَمُ وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوِب خَيْرَ العِصَمِ واكْفِنا كَوافِيَ قَدَرِكَ وَامْنُنْ عَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ وَلا تَكِلْنا إِلى غَيْرِكَ وَلا تَمْنَعْنا مِنْ خَيْرِكَ وَبارِكْ لَنا فِيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْ أَعْمارِنا وَأَصْلِحْ لَنا خَبِيئَةَ أَسْرارِنا وَأَعْطِنا مِنْكَ الاَمانَ وَاسْتَعْمِلْنا بِحُسْنِ الاِيمانِ وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّيامِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الاَيَّامِ وَالاَعْوامِ يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ ] .

السادس : وروى الشيخ : أنّه خرج من الناحية المقدّسة على يد الشيخ أبي القاسم قدس هذا الدعاء في أيام رجب : [ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالمَولُودِينَ فِي رَجَبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الثَّانِي وَابْنِهِ عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ ، وَأّتَقَرَّبُ بِهما إِلَيْكَ خَيْرَ القُرَبِ يا مَنْ إِلَيْهِ المَعْرُوفُ طُلِبَ وَفِيما لَدَيْهِ رُغِبَ ، أَسْأَلُكَ سُؤالَ مُقْتَرِفٍ مُذْنِبٍ قَدْ أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ وَأَوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ فَطَالَ عَلى الخَطايا دُؤُوبُهُ وَمِنَ الرَّزَايا خُطُوبُهُ ؛ يَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الاَوْبَةِ وَالنُّزُوعَ عَنْ الحَوْبَةِ وَمِنَ النَّارِ فَكاكَ رَقَبَتِهِ وَالعَفْوَ عَمَّا فِي رِبْقَتِهِ ، فَأَنْتَ مَوْلايَ أَعْظَمُ أَمَلِهِ وَثِقَتِهِ . اللّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِمَسائِلِكَ الشَّرِيفَةِ وَوَسائِلكَ المُنِيفَةِ أَنْ تَتَغَمَّدَنِي فِي هذا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَ وَاسِعَةٍ وَنِعْمَةٍ وَازِعَهٍ وَنَفْسٍ بِما رَزَقْتَها قانِعَةٍ إِلى نُزُولِ الحافِرَةِ وَمَحَلِّ الآخرةِ وَما هِيَ إِلَيْهِ صائِرَةٌ ] .

السابع : وروى الشيخ أيضاً عن أبي القاسم حسين بن روح (قدس سره) النائب الخاص للحجة ( عليه السلام ) : أنه قال : زر أي المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول :
بسم الله الرحمن الرحيم
[ الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ فِي رَجَبٍ وَأَوْجَبَ عَلَيْنا مِنْ حَقِّهِمْ ما قَدْ وَجَبَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ وَعَلى أَوْصِيائِهِ الحُجُبِ ، اللّهُمَّ فَكَما أَشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ فَانْجِزْ لَنا مَوْعِدَهُمْ وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ غَيْرَ مُحَلَّئِينَ عَنْ وِردٍ فِي دارِ المُقامَةِ وَالخُلْدِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ ؛ إِنِّي قَصْدُتُكْم وَاعْتَمَدْتُكُمْ بَمَسْأَلَتِي وَحاجَتِي وَهِيَ فَكاكُ رَقَبَتِي مِنَ النَّار وَالمَقَرُّ مَعَكُمْ فِي دارِ القَرارِ مَعَ شِيعَتِكُمْ الاَبْرارِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ أَنا سائِلُكُمْ وَآمِلُكُمْ فِيما إِلَيْكُمْ التَّفْوِيضُ وَعَلَيْكُمْ التَّعْوِيضُ ، فَبِكُمْ يُجْبَرُ المَهيضُ وَيُشْفى المَرِيضُ وَما تَزْدادُ الأَرْحامُ وَما تَغِيضُ . إِنِّي بِسِرِّكُمْ مُؤْمِنٌ وَلِقَوْلِكُمْ مُسَلِّمٌ وَعَلى الله بِكُمْ مُقْسِمٌ فِي رَجْعِي بِحَوائِجِي وَقَضائِها وَإِمْضائِها وَإِنْجاحِها وَإِبْراحِها وَبِشُؤُونِي لَدَيْكُمْ وَصَلاحِها ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ سَلامَ مُوَدِّعٍ وَلَكُمْ حَوَائِجَهُ مُودِعٌ يَسْأَلُ الله إِلَيْكُمْ المَرْجِعَ وَسَعْيَهُ إِلَيْكُمْ غَيْرَ مُنْقَطِعٍ وَأَنْ يَرْجِعَنِي مِنْ حَضْرَتِكُمْ خَيْرَ مَرْجِعٍ إِلى جَنابٍ مُمْرِعٍ وَخَفْضِ مُوَسِّعٍ وَدَعَةٍ وَمَهَلٍ إِلى حِينِ الاَجَلِ وَخَيْرِ مَصِيرٍ وَمَحَلٍّ فِي النَّعِيمِ الاَزَلِ وَالعَيْشِ المُقْتَبَلِ وَدَوامِ الاُكُلِ وَشُرْبِ الرَّحِيقِ وَالسَّلْسَلِ وَعَلٍّ وَنَهلٍ لا سَأَمَ مِنْهُ وَلا مَلَلَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، وَتَحِيَّاتُهُ عَلَيْكُمْ حَتَّى العَوْدِ إِلى حَضْرَتِكُمْ وَالفَوْزِ فِي كَرَّتِكُمْ وَالحَشْرِ فِي زُمْرَتِكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ وَهُوَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ ] .

الثامن : روى السيد ابن طاووس عن محمد بن ذكوان المعروف بالسجّاد - لأنه كان يكثر من السجود والبكاء فيه حتى ذهب بصره - قال : قلت للصادق ( عليه السلام ) : جعلت فداك هذا رجب علّمني فيه دعاءً ينفعني الله به ، قال ( عليه السلام ) : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم قل في كل يوم من رجب صباحا ومساءً وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك :
[ يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ ، يا مَنْ يُعْطِي الكَثيرَ بِالقَلِيلِ ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ
يا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّنا مِنْهُ وَرَحْمَةً ؛ أَعْطِنِي بِمَسأَلَتِي إِيّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الآخرةِ ، واصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الآخرةِ فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ما أَعْطَيْتَ وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يا كَرِيمُ ] .
قال الراوي : ثم مدّ ( عليه السلام ) يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بهذا الدعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى .
ثم قال بعد ذلك : [ يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ يا ذَا النَّعَماءِ وَالجُودِ يا ذَا المَنِّ وَالطَّوْلِ حَرِّمْ شَيْبَتِي عَلى النَّار ] .

التاسع : عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنه قال : من قال في رجب : [ أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ وَحَدْهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ] مائة مرة وختمها بالصدقة . ختم الله له بالرحمة والمغفرة ، ومن قال أربعمائة مرة كتب الله له أجر مائة شهيد .

العاشر : وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) قال : من قال في رجب : [ لا إِلهَ إِلاّ الله ] ألف مرة كتب الله له مائة ألف حسنة ، وبنى الله له مائة مدينة في الجنة .

الحادي عشر : في الحديث : من استغفر الله في رجب سبعين مرة بالغداة وسبعين مرة بالعشيّ يقول : [ أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ] ، فإذا بلغ تمام سبعين مرة رفع يديه وقال : [ اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ ] ، فإن مات في رجب مات مرضيّاً عنه ، ولا تمسه النار ببركة رجب .

الثاني عشر : أن يستغفر في هذا الشهر ألف مرة قائلاً : [ أَسْتَغْفِرُ الله ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ والآثامِ ] ، ليغفر له الله الرحيم .

الثالث عشر : روى السيد في ( الاقبال ) فضلا كَثِيراً لقراءة [ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ] عشرة آلاف مرة أو ألف مرة أو مائة مرة في شهر رجب .
وروى أيضاً : أنّ من قرأ : [ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ] مائة مرة في يوم الجمعة من شهر رجب كان له يوم القيامة نور يجذبه إلى الجنة .

الرابع عشر : روى السيد أنّ من صام يوما من رجب وصلّى أربع ركعات يقرأ في الأوّلى [ آية الكرسي ] مائة مرة ، وفي الثانية [ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ] مائتي مرة لم يمت إِلاّ وقد شاهد مكانه في الجنة أو شوهد له .

الخامس عشر : روى السيد أيضاً عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أنّ من صلّى يوم الجمعة من رجب أربع ركعات ما بين صلاة الظهر وصلاة العصر يقرأ في كل ركعة [ الحمد ] مرة و [ آية الكرسي ] سبع مرّات و [ قل هو الله أحد ] خمس مرات ثم يقول عشرا : [ أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ ] ، كتب الله له من اليوم الذي صلّى فيه هذه الصلاة إلى اليوم الذي يموت فيه بكل يوم ألف حسنة ، وأعطاه بكل آية تلاها مدينة في الجنة من الياقوت الأحمر ، وبكل حرف قصراً في الجنة من الدرّ الأبيض ، وزوجه حور العين ، ورضي عنه بغير سخط ، وكُتب من العابدين ، وختم له بالسعادة والمغفرة . . . الخبر .

السادس عشر : أن يصوم ثلاثة أيام من هذا الشهر هي : أيام الخميس والجمعة والسبت ، فقد روي : أنّ من صامها في شهر من الأشهر الحرم كتب الله له عبادة تسعمائة عام .

السابع عشر : يصلّي في هذا الشهر ستين ركعة يصلي منها في كل ليلة ركعتين يقرأ في كل ركعة [ الحمد ] مرة و [ قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ ] ثلاث مرات و [ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ] مرة واحدة فإذا سلّم رفع يديه إلى السماء وقال : [ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ وَإِلَيْهِ المَصِيرُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الاُمِّيِّ وَآلِهِ ] ، ويمرّر يديه على وجهه ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أنّ من فعل ذلك استجاب الله دعائَه وأعطاه أجر ستين حجة وعمرة .

الثامن عشر : رُوي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أنّ من قرأ في ليلة من ليالي رجب مائة مرة : [ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ] في ركعتين فكأنما قد صام مائة سنة في سبيل الله ورزقه الله ، في الجنة مائة قصر كل قصر في جوار نبي من الأنبياء ( عليهم السلام ) .

التاسع عشر : وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) أيضاً : أنّ من صلّى في ليلة من ليالي رجب عشر ركعات يقرأ في كل ركعة [ الحمد ] و [ قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ ] مرة و [ التوحيد ] ثلاث مرات غفر الله له ما اقترفه من الاثم ، الخبر .

العشرون : قال العلامة المجلسي في ( زاد المعاد ) : روي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من قرأ في كل يوم من أيام رجب وشعبان ورمضان في كل ليلة منها كلاً من [ الحمد ] و [ آية الكرسي ] و [ قُلْ يا أيُّها الكاِفُرونَ ] و [ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ] و [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ ] و [ قُلْ أَعُوُذ بِرَبِّ النَّاسِ ] ثلاث مرات ، وقال :
[ سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيّ العَظِيمِ ] ، وثلاثاً : [ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ] وثلاثاً : [ اللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ ] ، وقال أربعمائة مرة : [ أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ] غفر الله له ذنوبه وإن كانت عدد قطر الأمطار وورق الأشجار وزبد البحار . . . الخبر .
وقال العلامة المجلسي ( رض ) أيضاً : من المأثور قول : [ لا إِلهَ إِلاّ الله ] في كل ليلة من هذا الشهر ألف مرة .

ليلة الرغائب في شهر رجب

واعلم أنّ أول ليلة من ليالي الجمعة من رجب تسمى ليلة الرغائب وفيها عمل مأثور عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ذو فضل كثير ، ورواه السيد في ( الاقبال ) والعلامة المجلسي في ( إجازة بني زهرة ) . ومن فضله ان يُغفر لمن صلاّها ذنوب كثيرة ، وأنه إذا كان أول ليلة نزوله إلى قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق فيقول : ( يا حبيبي ، أبشر فقد نجوت من كل شدة ! فيقول : من أنت ، فما رأيت أحسن وجها منك ولا سمعت كلاما أحلى من كلامك ولا شَمَمْتُ رائحة أطيب من رائحتك ؟ فيقول : يا حبيبي ، أنا ثواب تلك الصلاة التي صليتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا ، جئت الليلة لا قضي حقك وأُؤانس وحدتك وأرفع عنك وحشتك ، فإذا نفخ في الصور ظلّلت في عرصة القيامة على رأسك ، فافرح فإنك لن تعدم الخير أبداً ] .
وصفة هذه الصلاة : ان يصوم أول خميس من رجب ثم يصلي بين صلاتي المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كل ركعتين بتسليمه ، يقرأ في كل ركعة [ فاتحة الكتاب ] مرة و [ إنا أنزلناه ] ثلاث مرات و [ قل هو الله أحد ] اثنتي عشرة مرة ، فإذا فرغ من صلاته قال سبعين مرة : [ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الاُمِّيِّ وَعَلى آلِهِ ] ، ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة : [ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ والرُّوح ]
ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة : [ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيُّ الأعْظَمُ ] ، ثم يسجد سجدة أُخرى فيقول فيها سبعين مرة : [ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ والرُّوح ] ، ثم يسأل حاجته فإنها تقضى إن شاء الله .
واعلم أيضاً أنّ من المندوب في شهر رجب زيارة الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ولها في هذا الشهر مزيّة كما أنّ للعمرة أيضاً في هذا الشهر فضل ، وروي : انها تالية الحج في الثواب .
وروي : أنّ علي بن الحسين ( عليهما السلام ) كان قد اعتمر في رجب ، فكان يصلي عند الكعبة ويسجد ليله ونهاره وكان يسمع منه وهو في السجود : [ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ ] .

الأعمال الخاصة بليالي وأيام شهر رجب

القسم الثاني
في الأعمال الخاصة بليالي أو أيام خاصة من رجب

أعمال الليلة الأولى من شهر رجب

هي ليلة شريفة وقد ورد فيها أعمال :
الأول : ان يقول إذا رأى الهلال : [ اللّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلّيْنا بِالاَمْنِ وَالاِيْمانِ وَالسَّلامَةِ وَالاِسْلامِ رَبِّي وَرَبُّكَ الله عَزَّ وَجَلَّ ] .
وروي عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنه كان إذا رأى هلال رجب قال : [ اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَشَعْبانَ وَبَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ وَأَعِنَّا عَلى الصِيامِ وَالقِيامِ وَحِفْظِ اللّسانِ وَغَضِّ البَصَرِ وَلا تَجْعَلْ حَظَّنا مِنْهُ الجُوعَ وَالعَطَشَ ] .
الثاني : أن يغتسل ، فعن بعض العلماء عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : من أدرك شهر رجب فاغتسل في أوله وأوسطه وآخره خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمه .
الثالث : أن يزور الحسين ( عليه السلام ) .
الرابع : أن يصلي بعد صلاة المغرب عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ مرة ويسلم بين ركعتين ، ليُحفظ في أهله وماله وولده ويجار من عذاب القبر ويجوز على الصراط كالبرق الخاطف من غير حساب .
الخامس : أن يصلي ركعتين بعد العشاء يقرأ في أول ركعة منهما [ فاتحة الكتاب ] و [ ألم نشرح ] مرة و [ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ] ثلاث مرات ، وفي الركعة الثانية [ فاتحة الكتاب ] و [ ألم نشرح ] و [ قُلْ هُوَ الله أحَدٌ ] و [ المعوّذتين ] ، فإذا سلّم قال : [ لا إلهَ إِلاّ الله ] ثلاثين مرة و صلى على النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ثلاثين مرة ليغفر الله له ذنوبه ويخرج منها كيوم ولدته أُمه .
السادس : أن يصلّي ثلاثين ركعة يقرأ في كل ركعة [ فاتحة الكتاب ] و [ قل يا أيها الكافرون ] مرة وسورة [ التوحيد ] ثلاث مرات .
السابع : أن يأتي بما ذكره الشيخ في ( المصباح ) حيث قال : العمل في أول ليلة من رجب ، روى أبو البختري وهب بن وهب عن الصادق ( عليه السلام ) عن أبيه عن جده عن عليّ ( عليه السلام ) قال : كان يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليالٍ في السنة وهي : ( أول ليلة من رجب ، وليلة النصف من شعبان ، وليلة الفطر ، وليلة النحر ) .
وروى عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) أنه قال : يستحب أن يدعو بهذا الدعاء أول ليلة من رجب بعد العشاء الآخرة : [ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ وَأَنَّكَ عَلى كُلِّ شيء مُقْتَدِرٌ وَأَنَّكَ ما تَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ الله إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلى اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّي لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِي ، اللّهُمَّ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَالاَئِمَّةِ مِنْ أَهْل بَيْتِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَنْجِح طَلِبَتِي ] ، ثم تسأل حاجتك .
وروى علي بن حديد قال كان موسى بن جعفر ( عليه السلام ) يقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة الليل : [ لَكَ المَحْمَدَةُ إِنْ أَطَعْتُكَ وَلَكَ الحُجَّةُ إِنْ عَصَيْتُكَ لا صُنْعَ لِي وَلا لِغَيْرِي فِي إِحْسانٍ إِلاّ بِكَ ، يا كائِنُ قَبْلَ كُلِّ شيء وَيا مُكَنِّوَنَ كُلِّ شيء إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَدِيرٌ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَدِيلَةِ عِنْدَ المَوْتِ وَمِنْ شَرِّ المَرْجِعِ فِي القُبُورِ وَمِنَ النَّدامَةِ يَوْمَ الأزِفَةِ ؛ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ عَيْشِتي عيْشَةً نَقِيَّةً وَمِيتَتِي مِيتَةً سويَّةً وَمُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً كَرِيماً غَيْرَ مُخْزٍ وَلا فاضِحٍ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ يَنابِيعِ الحِكْمَةِ وَأُولِي النِّعْمَةِ وَمَعادِنِ العِصْمَةِ وَاعْصِمْنِي بِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَلا تَأْخُذْنِي عَلى غِرَّةٍ وَلا عَلى غَفْلَةٍ ، وَلا تَجْعَلْ عَواقِبَ أَعْمالِي حَسْرَةً وَارْضَ عَنِّي فَإِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِلظَّالِمِينَ وَأَنا مِنَ الظَّالِمِينَ ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي مالا يَضُرُّكَ وَأَعْطِنِي مالا يَنْقُصُكَ فَإِنَّكَ الوَسِيعُ رَحْمَتُهُ البَدِيعُ حِكْمَتُهُ ، وَأَعْطِنِي السِّعَةَ وَالدِّعَةَ وَالاَمْنَ وَالصِّحَّةَ وَالبُخُوعَ وَالقُنُوعَ والشُّكْرَ وَالمُعافاةَ وَالتَّقْوى وَالصَّبْرَ وَالصِّدْقَ عَلَيْكَ وَعَلى أَوْلِيائِكَ وَاليُسْرَ وَالشُّكْرَ ، وَاعْمُمْ بِذلِكَ يا رَبِّ أَهْلِي وَوَلَدِي وَإِخْوانِي فِيكَ وَمَنْ أَحْبَبْتُ وَأَحَبَّنِي وَوَلَدْتُ وَوَلَدَنِي مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُؤْمِنِينَ يا رَبَّ العالَمِينَ ] .
قال ابن اُشيم : هذا الدعاء يعقب الثماني ركعات صلاة الليل قبل صلاة الوتر ثم تصلي الثلاث ركعات صلاة الوتر ، فإذا سلّمت قلت وأنت جالس :
[ الحَمْدُ للهِ الَّذِي لا تَنْفدُ خَزائِنُهُ وَلا يَخافُ آمِنُهُ ، رَبِّ إِنْ ارْتَكَبْتُ المَعاصِي فَذلِكَ ثِقَةٌ مِنِّي بِكَرَمِكَ إِنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ وَتَعْفُو عَنْ سَيِّئاتِهِمْ وَتَغْفِرُ الزَّلَلَ ، وَإِنَّكَ مُجِيبٌ لِداعِيكَ وَمِنْهُ قَرِيبٌ وَأّنا تائِبٌ إِلَيْكَ مِنَ الخَطايا وَراغِبٌ إِلَيْكَ فِي تَوْفِيرِ حَظِّي مِنَ العَطايا ، يا خالِقَ البَرايا يا مُنْقِذِي مِنْ كُلِّ شَدِيدَةٍ
يا مُجِيرِي مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ وَفِّرْ عَلَيَّ السُّرُورَ وَاكْفِنِي شَرَّ عَواقِبَ الاُمُورِ فَأَنْتَ الله عَلى نَعَمائِكَ وَجَزِيلِ عَطائِكَ مَشْكُورٌ وَلِكُلِّ خَيْرٍ مَذْخُورٌ ] .
واعلم أنّ لكل ليلة من ليالي هذا الشهر الشريف صلاة خاصة ذكرها علماؤنا ولا يسمح لنا المقام نقلها .

أعمال اليوم الأوّل من شهر رجب

وهو يوم شريف وفيه أعمال :
الأول : الصيام ، وقد روى أنّ نوحا ( عليه السلام ) كان قد ركب سفينته في هذا اليوم فأمر من معه ان يصوموه . ومن صام هذا اليوم تباعدت عنه النار مسير سنة .
الثاني : الغسل .
الثالث : زيارة الحسين ( عليه السلام ) . روى الشيخ عن بشير الدهّان عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من زار الحسين بن علي عليهما السلام أول يوم من رجب غفر الله له البتة .
الرابع : أن يدعو بالدعاء الطويل المروي في كتاب ( الاقبال ) .
الخامس : أن يبتدئ صلاة سلمان ( قده ) ، وهي ثلاثون ركعة يصلّي منها في هذا اليوم عشر ركعات يسلّم بعد كل ركعتين ، ويقرأ في كل ركعة [ فاتحة الكتاب ] مرة و [ قل هو الله أحد ] ثلاث مرات ، و [ قل يا أيها الكافرون ] ثلاث مرات ، فإذا سلم رفع يديه وقال : [ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكَ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شيء قَدِيرٌ ] .
ثم يقول : [ اللّهُمَّ لا مانِعَ لِما أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ ، ثم يمسح بها وجهه ويصلي عشراً بهذه الصفة في يوم النصف من رجب ولكن يقول بعد عَلى كُلِّ شيء قَدِيرٌ : إِلها وَاحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ] .
ويصلي مثلها في آخر أيام الشهر ويقول بعد عَلى كُلِّ شيء قَدِيرٌ : [ وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّة إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ] ، ثم يمسح وجهه بيده ويسأل حاجته .
وهذه صلاة ذات فوائد جمة لا ينبغي التغاضي عنها ولسلمان رض أيضاً صلاة أخرى في هذا اليوم : وهي عشر ركعات يقرأ في كل ركعة [ الفاتحة ] مرة و [ التوحيد ] ثلاث مرات ، وهي صلاة ذات فضل عظيم فإنها توجب غفران الذنوب والوقاية من فتنة القبر ومن عذاب يوم القيامة ويصرف عَمَّن صلاها الجذام والبرص وذات الجنب .
وروى السيد في ( الاقبال ) صلاة أخرى لهذا اليوم أيضا ، فراجعه ان شئت .

ولادة الإمام الباقر (عليه السلام)
وفي مثل هذا اليوم من سنة سبع وخمسين كان على بعض الأقوال ولادة الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وأما مختاري فيها فهو اليوم الثالث من شهر صفر ، وفي اليوم الثاني من هذا الشهر على بعض الروايات كانت ولادة الإمام علي النقي ( عليه السلام ) ، وكان وفاته في الثالث من هذا الشهر سنة مائتين وأربع وخمسين في سرّ من رأى .
اليوم العاشر : كان فيه على قول ابن عياش ولادة الإمام محمد التقي ( عليه السلام ) .

أعمال الليلة الثالثة عشرة من شهر رجب

إعلم أنه يستحب أن يصلّى في كل ليلة من الليالي البيض من هذه الأشهر الثلاثة : رجب وشعبان ورمضان الليلة الثالثة عشرة منها ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وسورة يَّس وتبارك والملك والتوحيد ، ويصلى مثلها أربع ركعات بسلامين في الليلة الرابعة عشرة ، ويأتي ستّ ركعات مثلها يسلّم بين كل ركعتين منهما في الليلة الخامسة عشرة .
فعن الصادق ( عليه السلام ) : أنّه من فعل ذلك حاز فضل هذه الأشهر الثلاثة وغفر له كل ذنب سوى الشرك .

أعمال اليوم الثالث عشر من شهر رجب

هو أول الأيام البيض ، وقد ورد للصيام في هذا اليوم واليومين بعده أجر جزيل ، ومن أراد أن يدعو بدعاء أم داود فليبدأ بصيام هذا اليوم ، وكان في هذا اليوم على المشهور ولادة أمير المؤمنين ( صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ ) في الكعبة بعد ثلاثين سنة من عام الفيل .

أعمال ليلة النصف من شهر رجب

وهي ليلة شريفة وردت فيها أعمال :
الأول : الغسل .
الثاني : إحياؤها بالعبادة كما قال العلاّمة المجلسي .
الثالث : زيارة الحسين ( عليه السلام ) .
الرابع : الصلاة ست ركعات التي قد مرت عند ذكر الليلة الثالثة عشرة .
الخامس : الصلاة ثلاثون ركعة يقرأ في كل ركعة الفاتحة مرّة والتوحيد عشر مرات . وقد روى السيد هذه الصلاة عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) وروى لها فضلاً كَثِيراً .
السادس : الصلاة اثنتا عشرة ركعة وتسلّم بين كل ركعتين ، تقرأ في كل ركعة كلاً من سور [ الفاتحة ] و [ التوحيد ] و [ الفلق ] و [ الناس ] و [ آية الكرسي ] و [ سورة إنا أنزلناه ] أربع مرات ، ثم تسلّم وتقول بعد الفراغ أربع مرات : الله الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيَّاً ، ثم تدعو بما أحببت .
وقد روى السيد هذه الصلاة عن الصادق ( عليه السلام ) بهذه الصفة ولكن الشيخ قال في ( المصباح ) : روى داود بن سرحان عن الصادق ( عليه السلام ) قال تصلي ليلة النصف من رجب اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة [ الحمد ] وسورة ، فإذا فرغت من الصلاة قرأت بعد ذلك [ الحمد ] و [ المعوّذتين ] و [ سورة الاخلاص ] و [ آية الكرسي ] أربع مرات ، وتقول بعد ذلك : [ سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ ] أربع مرات ، ثم تقول : [ الله الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَما شاءَ الله لا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ] ، وتقول في ليلة سبع وعشرين مثلها .

أعمال يوم النصف من شهر رجب

وهو يوم مبارك وفيه أعمال :
الأول : الغسل .
الثاني : زيارة الحسين ( عليه السلام ) ، فعن ابن أبي نصر أنه قال : سأَلت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) في : أي شهر نزور الحسين ( عليه السلام ) ؟ قال : في النصف من رجب والنصف من شعبان .
الثالث : صلاة سلمان على نحو ما مرّ في اليوم الأوّل .
الرابع : أن يصلّي أربع ركعات ، فإذا سلّم بسط يده وقال : [ اللّهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ وَيا مُعِزَّ المُؤْمِنِينَ ، أَنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي المَذاهِبُ وَأَنْتَ بارِئُ خَلْقِي رَحْمَةً بِي وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيا وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الهالِكِينَ ، وَأَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلى أَعْدائِي وَلَوْلا نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ المَفْضُوحِينَ ، يا مُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَعادِنِها وَمُنْشِئ البَرَكَةِ مِنْ مَوَاضِعها يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالشّمُوخِ وَالرِّفْعَةِ فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزُونَ ، وَيا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ المُلُوكُ نِيرَ المَذَلَّةِ عَلى أَعْناقِهِمْ فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ ؛ أَسْأَلُكَ بِكَيْنُوِنَّيِتَك الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيائِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِكِبْرِيائِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي اسْتَوَيْتَ بِها عَلى عَرْشِكَ فَخَلَقْتَ بِها جَمِيعَ خَلْقِكَ فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ] .
وفي الحديث : ما دعا بهذا الدعاء مكروب إِلاّ نفّس الله كربته .
الخامس : دعاء أمّ داود
وهو أهم أعمال هذا اليوم ، ومن آثاره قضاء الحوائج وكشف الكروب ودفع ظلم الظالمين (راجع مفاتيح الجنان ص244 تجده كاملاً مع كيفية قراءته) .

اليوم الخامس والعشرون من شهر رجب | شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
في هذا اليوم من سنة مائة وثلاث وثمانين كانت وفاة الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) في بغداد ، وله من العمر خمس وخمسون سنة ، وهو يوم يتجدّد فيه أحزان آل محمد ( عليهم السلام ) وشيعتهم .

أعمال  الليلة السابعة والعشرون من شهر رجب | ليلة المبعث

هي ليلة المبعث وهي من الليالي المتبرّكة وفيها أعمال :
الأول : قال الشيخ في ( المصباح ) : روي عن أبي جعفر الجواد ( عليه السلام ) قال إنّ في رجب ليلة هي خير للناس مما طلعت عليه الشمس ، وهي ليلة السابع والعشرين
منه نُبِّيَ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في صبيحتها ، وإنّ للعامل فيها من شيعتنا مثل أجر عمل ستين سنة .
قيل : وما العمل فيها ؟ قال : إذا صليت العشاء ثم أخذت مضجعك ثم استيقظت أيّ ساعة من ساعات الليل كانت قبل منتصفه صلّيت اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد وسورة خفيفة من المفصّل ، والمفصّل سورة محمد ( صلّى الله عليه وآله ) إلى آخر القرآن ، وتسلم بين كل ركعتين ، فإذا فرغت من الصلوات جلست بعد السلام وقرأت الحمد سبعاً والمعوّذتين سبعاً وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون كلاً منها سبعاً وإنا أنزلناه وآية الكرسي كلاًّ منها سبعاً وتقول بعد ذلك كله :
[ الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذَ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ عِزِّكَ عَلى أَرْكانِ عَرْشِكَ وَمُنْتَهى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَبِاسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَعْظَمِ وَذِكْرِكَ الاَعْلى الاَعْلى الاَعْلى وَبِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَفْعَلَ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ] .
ثم ادع بما شئت . ويستحب الغسل في هذه الليلة ، وقد مرّت عند ذكر ليلة النصف من رجب صلاة تصلّى أيضاً في هذه الليلة .
الثاني : زيارة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهي أفضل أعمال هذه الليلة وله ( عليه السلام ) في هذه الليلة زيارات ثلاث سنشير إليها في باب الزيارات إن شاء الله .
واعلم أنّ أبا عبد الله محمد بن بطوطة الذي هو من علماء أهل السنة وقد عاش قبل ستة قرون قد أتى بذكر المرقد الطاهر لمولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في رحلته المعروفة باسمه ( رحلة ابن بطوطة ) ، عندما ذكر دخوله مدينة النجف الأشرف في عودته من مكة المعظمة ، فقال : وأهل هذه المدينة كلهم رافضيّة ، وهذه الروضة ظهرت لها كرامات منها أنّ في ليلة السابع والعشرين من رجب وتسمى عندهم ليلة المحيا يؤتى
إلى تلك الروضة بكل مُقْعَدٍ من العراقين وخراسان وبلاد فارس والروم فيجتمع منهم الثلاثون والأَرْبعون ونحو ذلك ، فإذا كان بعد العشاء الآخرة جعلوا فوق الضريح المقدس والناس ينتظرون قيامهم وهم ما بين مصلٍّ وذاكر وتالٍ ومشاهد الروضة ، فإذا مضى من الليل نصفه أو ثلثاه أو نحو ذلك قام الجميع أصحّاء من غير سوء ، وهم يقولون : [ لا إِلهَ إِلاّ اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، عَلِيُّ وَلِيُّ الله ] .
وهذا أمر مستفيض عندهم سمعته من الثقات ، ولم أحضر تلك الليلة لكني رأيت بمدرسة الضيّاف ثلاثة من الرجال : أحدهم من ارض الروم ، والثاني من إصبهان ، والثالث من خراسان وهم مُقعدون ، فاستخبرتهم عن شأنهم فأخبروني أنهم لم يدركوا ليلة المحيا وأنهم منتظرون أوانها من عام آخر ، وهذه الليلة يجتمع لها الناس من البلاد خلق كثير ويقيمون سوقا عظيمة مدة عشرة أيام .
أقول : لا تستبعد هذا الحديث فإنّ ما برز من هذه الروضات الشريفة من الكرامات الثابتة لنا عن طريق التواتر تفوق حد الاحصاء ، وهذا شهر شوال من السنة الماضية سنة ألف وثلاثمائة وأربعين قد شاهد الملأ فيه معجزة باهرة غير قابلة للإنكار من المرقد الطاهر لإمامنا ثامن الأئمة الهداة وضامن الاُمة العصاة مولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( صلوات الله وسلامه عليه ) : فثلاث نسوة مُقعدة مصابة بالفالج أو نظائره قد توسلن بهذا المرقد الشريف والأطباء ودكاترة الطب كانت قد أبدت عجزها عن علاجهنّ فبان ما رزقن من الشفاء للملأ ناصعاً كالشمس في السماء الصاحية وكمعجزة انفتاح باب مدينة النجف على اعراب البادية وقد تجلت هذه الحقيقة للجميع فآمن بها على ماحكوا حتى دكاترة الطب الواقفين على ما كنّ مصاباتٍ به من الأسقام فأبدوا تصديقهم لها مع شدة تبينّهم للأمر ودقتهم فيه ، وقد سجل بعضهم كتابا يشهد فيه على ما رزقن من الشفاء ولولا ملاحظة الاختصار ومناسبة المقام لأثبتُّ القصة كاملة ، ولقد أجاد شيخنا الحر العاملي في أرجوزته:
وما بَداً من بَركاتِ مشهدهِ * في كُلِّ يومٍ أَمسُهُ مثلُ غَدِهِ
وكشفا العَمى والمَرضى * به إجابةُ الدعاءِ في أعتابهِ
الثالث : قال الكفعمي في كتاب ( البلد الأمين ) ، أدع في ليلة المبعث بهذا الدعاء :
[ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالتَجَلِّي الأَعْظَمِ فِي هذِهِ اللَيْلَةِ مِنَ الشَّهْرِ المُعَظَّمِ وَالمُرْسَلِ المُكَرَّمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَغْفِرْ لَنا ما أَنْتَ بِهِ مِنَّا أَعْلَمُ يا مَنْ يَعْلَمُ وَلا نَعْلَمُ ، اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي لَيْلَتِنا هذِهِ الَّتِي بِشَرَفِ الرِّسالَةِ فَضَّلْتَها وَبِكَرامَتِكَ أَجْلَلْتَها وَبِالمَحَلِّ الشَّرِيفِ أَحْلَلْتَها اللّهُمَّ فَإَنَّا نَسأَلُكَ بِالمَبْعَثِ الشَّرِيفِ وَالسَيِّدِ اللَّطِيفِ وَالعُنْصُرِ العَفِيفِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَجْعَلْ أَعْمالَنا فِي هذِهِ اللَيْلّةَ وَفِي سائِرِ اللَيالِي مَقْبُولَةً وَذُنُوبَنا مَغْفُورَةً وَحَسَناتِنا مَشْكُورَةً وَسيِّئاتِنا مَسْتُورَةً وَقُلُوبَنا بِحُسْنِ القَوْلِ مَسْرُورَةً وَأَرْزاقَنا مِنْ لَدُنْكَ باليُسْرِ مَدْرُورَةً ، اللّهُمَّ إِنَّكَ تَرى وَلا تُرى وَأَنْتَ بِالمَنْظَرِ الاَعْلى وَإِنَّ إِلَيْكَ الرُّجْعى وَالمُنْتَهى وَإِنَّ لَكَ المَماتَ وَالمَحْيا وَإِنَّ لَكَ الآخرة وَالأوّلى ، اللّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى وَأَنْ نَأْتِيَ ما عَنْهُ تَنْهى ، اللّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَنَسْتّعِيذُ بِكَ مِنَ النَّارِ فَأَعِذْنا مِنْها بِقُدْرَتِكَ ، وَنَسْأَلُكَ مِنَ الحُورِ العِينِ فَارْزُقْنا بِعِزَّتِكَ وَاجْعَلْ أَوْسَعَ أَرْزاقِنا عِنْدَ كِبَرِ سِنِّنا وَأَحْسَنَ أَعْمالِنا عِنْدَ اقْتِرابِ آجالِنا ، وَأَطِلْ فِي طاعَتِكَ وَما يُقَرِّبُ إِلَيْكَ وَيُحْظى عِنْدَكَ وَيُزْلِفُ لَدَيْكَ أَعْمارَنا وَأَحْسِنْ فِي جَميعِ أَحْوالِنا وَاُمُورِنا مَعْرِفَتَنا وَلا تَكِلَنا إِلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَيَمُنَّ عَلّيْنا وَتَفَضَّلْ عَلَيْنا بِجَمِيعِ حَوائِجِنا لِلْدُنْيا والآخرة وَابْدأ بآبائِنا وَأَبْنائِنا وَجَمِيعِ إِخْوانِنا المُؤْمِنِينَ فِي جَمِيعِ ما سَأَلْناكَ لأنفسنا يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ وَمُلْكِكَ القَدِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لَنا الذَّنْبَ العَظِيمَ إِنَّهُ لا يَغْفِرُ العَظِيمَ إِلاّ العَظِيمُ ، اللّهُمَّ وَهذا رَجَبٌ المُكَرَّمُ الَّذِي كَرَّمْتَنا بِهِ أَوَّلَ أَشْهُرِ الحَرامِ أَكْرَمْتَنا بِهِ مِنْ بَيْنِ الاُمَمِ ، فَلَكَ الحَمْدُ يا ذا الجُودِ وَالكَرَمِ ، فَأَسأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الاَجَلِّ الاَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى غَيْرِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ ، وَأَنْ تَجْعَلَنا مِنَ العامِلِينَ فِيهِ بِطاعَتِكَ وَالامِلِينَ فِيهِ لِشَفاعَتِكَ ، اللّهُمَّ اهْدِنا إِلى سَواءِ السَّبِيلِ وَاجْعَلْ مَقِيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظِلٍّ ظَلِيلٍ وَمُلْكٍ جَزِيلٍ فَإنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، اللّهُمَّ اقْلِبْنا مُفْلِحِينَ مُنْجِحِينَ غَيْرَ مَغْضُوبٍ عَلَيْنا وَلا ضالِّينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ وَبِواجِبِ رَحْمَتِكَ السَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ ، اللّهُمَّ دَعاكَ الدَّاعُونَ وَدَعَوْتُكَ وَسَأَلَكَ السَّائِلُونَ وَسَأَلْتُكَ وَطَلَبَ إِلَيْكَ الطالِبُونَ
وَطَلَبْتُ إِلَيْكَ ، اللّهُمَّ أَنْتَ الثِّقَةُ وَالرَّجاءُ وَإِلَيْكَ مُنْتَهى الرَّغْبَةِ وَالدُّعاءِ ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ اليَقِينَ فِي قَلْبِي وَالنُّورَ فِي بَصَرِي وَالنَّصِيحَةَ فِي صَدْرِي وَذِكْرَكَ بِالليْلِ وَالنَّهارِ عَلى لِسانِي وَرِزْقاً وَاسِعاً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَلا مَحْظُورٍ فَارْزُقْنِي وَبارِكْ لِي فِيما رَزَقْتَنِي وَاجْعَلْ غِنايَ فِي نَفْسِي وَرَغْبَتِي فِيما عِنْدَكَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ] .
ثم اسجد وقل : الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدانا لِمَعْرِفَتِهِ وَخَصَّنا بِولايَتِهِ وَوَفَّقَنا لِطاعَتِهِ شُكْراً شُكْراً ، مائة مرة ، ثم ارفع رأسك من السجود وقل :
{ اللّهُمَّ إِنِّي قَصَدْتُكَ بِحاجَتِي وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْكَ بِمَسْأَلَتِي وَتَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِأَئِمَّتِي وَسادَتِي ، اللّهُمَّ انْفّعْنا بِحُبِّهِمْ وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُمْ وَأَدْخِلْنا الجَنَّةَ فِي زُمْرَتِهمْ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ } .
وقد ذكر السيد هذا الدعاء ليوم المبعث .

أعمال اليوم السابع والعشرون من شهر رجب | يوم المبعث

وهو عيد من الأعياد العظيمة وفيه كان بعثة النبي ( صلّى الله عليه وآله ) وهبوط جبرئيل عليه ( صلّى الله عليه وآله ) بالرسالة ، ومن الاعمال الواردة فيه :
الأول : الغسل .
الثاني : الصيام ، وهذا اليوم أحد الأيام الأَرْبعة التي خصت بالصيام بين أيام السنة ، ويعدل صوم هذا اليوم صيام سبعين سنة .
الثالث : الاكثار من الصلاة على محمد وآل محمد .
الرابع : زيارة النبي وزيارة أمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام .
الخامس : قال الشيخ في ( المصباح ) : روى الرّيان بن الصَّلت قال : صام الجواد ( عليه السلام ) لما كان ببغداد يوم النصف من رجب ويوم سبع وعشرين منه وصام جميع حشمه وأمرنا ان نصلي الصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة [ الحمد ] وسورة ، فإذا فرغت قرأت [ الحمد ] أربعاً و [ قل هو الله أحد ] أربعاً و [ المعوّذتين ] أربعاً وقلت أربعاً : [ لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ وَسُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ، وأربعا : الله الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، وأربعاً : لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ] .
السادس : روى الشيخ أيضاً عن أبي القاسم حسين بن روح ( رض ) قال : تصلي في هذا اليوم اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة [ فاتحة ] الكتاب وما تيسّر من السور وتتشهد وتسلم وتجلس وتقول بين كل ركعتين : [ الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً يا عُدَّتِي فِي مُدَّتِي يا صاحِبي فِي شِدَّتِي يا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي يا غِياثِي فِي رَغْبَتِي يا نَجاحِي فِي حاجَتِي يا حافِظِي فِي غَيْبَتِي يا كافِيَّ فِي وَحْدَتِي يا أنْسِي فِي وَحْشَتِي ، أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِي فَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ المُقِيلُ عَثَرتِي ، فَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ المُنْعِشُ صَرْعَتِي فَلَكَ الحَمْدُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْتُرْ عَوْرَتِي وَآمِنْ رَوْعَتِي وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمِي وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي فِي أَصْحابِ الجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ ] .
فإذا فرغت من الصلاة والدعاء قرأت الحمد والاخلاص والمعوّذتين وقل يا أيها الكافرون وإنا أنزلناه وآية الكرسي سبع مرات ، ثم تقول : [ لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ وَسُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله ] سبع مرات ، ثم تقول سبع مرات : [ الله الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ] ، وتدعو بما أحببت .
السابع : في ( الاقبال ) وفي بعض نسخ ( المصباح ) : أنه يستحب الدعاء في هذا اليوم بهذا الدعاء :
[ يا مَنْ أَمَرَ بِالعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ وَضَمَّنَ نَفْسَهُ العَفْوَ وَالتَّجاوُزَ يا مَنْ عَفا وَتَجاوَزَ اعْفُ عَنِّي وَتَجاوَزْ يا كَرِيمُ ، اللّهُمَّ وَقَدْ أَكْدى الطَّلَبُ وَأَعْيَتِ الحِيلَةُ وَالمَذْهَبُ وَدَرَسَتِ الآمالُ وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ إِلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إِلَيْكَ مُشْرَعَةً وَمَناهِلَ الرَّجاءِ لَدّيْكَ مُتْرَعَةً وَأبْوابَ الدُّعاءِ لِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحَهً وَالاِسْتِعانَةَ لِمَنْ اسْتَعانَ بِكَ مُباحَةٌ ، وَأعْلَمُ أَنَّكَ لِداعِيكَ بِمَوْضِعِ إِجابَةٍ وَلِلْصَّارِخِ إِلَيْكَ بِمِرْصَدِ إِغاثَةٍ وَأَنَّ فِي اللَّهَفِ إِلى جُوارِكَ وَالضَّمانِ بِعِدَتِكَ عِوَضا مِنْ مَنْعِ الباخِلِينَ وَمَنْدُوحَةً عَمَّا فِي أَيْدِي المُسْتَأْثِرِينَ ، وَأَنَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلاّ أَنْ تَحْجُبَهُمُ الاَعْمالُ دُونَكَ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَفْضَلَ زادِ الرَّاحِلِ إِلَيْكَ عَزْمُ إِرادَةٍ يَخْتارُكَ بِها وَقَدْ ناجاكَ بِعَزْمِ الاِرادَةِ قَلْبِي ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعاكَ بِها راجٍ بَلَّغْتَهُ أَمَلَهُ أَوْ صارِخٍ إِلَيْكَ أَغَثْتَ صَرْخَتَهُ أَوْ مَلْهُوفٍ مَكْرُوبٍ فَرَّجْتَ كَرْبَهُ أَوْ مُذْنِبٍ خاطِيٍ غَفَرْتَ لَهُ أَوْ مُعافىً أَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ عَلَيْهِ أَوْ فَقِيرٍ أَهْدَيتَ غِناكَ إِلَيْهِ وَلِتِلْكَ الدَّعْوَةِ عَلَيْكَ حَقُّ وَعِنْدَكَ مَنْزِلَةٌ ؛ إِلاّ صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَضَيْتَ حَوائِجِي حَوائِجَ الدُّنْيا وَالآخرةِ وَهذا رَجَبٌ المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ الذي أكرمتنا به أول أشهر الحرم أكرمتنا به من بين الأمم ، يا ذا الجود والكرم ، فَنَسْأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الاَجَلِّ الاَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى غَيْرِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ وَتَجْعَلَنا مِنَ العامِلِينَ فِيهِ بِطاعَتِكَ وَالامِلِينَ فِيهِ بِشَفاعَتِكَ ، اللّهُمَّ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ السَّبِيلِ وَاجْعَلْ مَقِيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظِلٍّ ظَلِيلٍ فَإِنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، وَالسَّلامُ عَلى عِبادِهِ المُصْطَفِينَ وَصَلَواتُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، اللّهُمَّ وَبارِكْ لَنا فِي يَوْمِنا هذا الَّذِي فَضَّلْتَهُ وَبِكَرامَتِكَ جَلَّلْتَهُ وَبِالمَنْزِلِ العَظِيمِ الاَعْلى أَنْزَلْتَهُ صَلِّ عَلى مَنْ فِيهِ إِلى عِبادِكَ أَرْسَلْتَهُ وَبِالمَحَلِّ الكَريم أَحْلَلْتَهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً دائِمَةً تَكُونُ لَكَ شُكْراً وَلَنا ذُخْراً وَاجْعَلْ لنا مِنْ أَمْرِنا يُسْراً وَاخْتِمْ لَنا بِالسَّعادَةِ إِلى مُنْتَهى آجالِنا وَقَدْ قَبِلْتَ اليَسِيرَ مِنْ أَعْمالِنا وَبَلَّغْتَنا بِرّحْمّتِكَ أَفْضَلَ آمالِنا ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَدِيرٌ وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] .
أقول : هذا دعاء الإمام موسى بن جعفر ( عليمها السلام ) ، وكان قد دعا به يوم انطلقوا به نحو بغداد وهو اليوم السابع والعشرون من رجب . وهو دعاء مذخور من أدعية رجب .
الثامن : قال في ( الاقبال ) قل : [ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالنَّجْلِ الأَعْظَمِ . . . ] الدعاء . وقد مر هذا الدعاء على رواية الكفعمي في دعوات الليلة السابعة والعشرين .

أعمال اليوم الأخير من شهر رجب

ورد فيه الغسل وصيامه يوجب غفران الذنوب ما تقدّم
منها وما تأخّر ويصلّي فيه صلاة سلمان التي مرّت في اليوم الأوّل .