أسئلة زوار المدونة | السؤال 12
الاسم: زينب
الدولة: العراق
السؤال: بسمه تعالى .. ما هو الفرق بين النفس والروح ، هل هما شيء واحد ام هناك تغاير بينهما ؟ جزيتم خيراً
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التمييز بين النفس والروح اجتهادات ظنيّة
البحث في حقيقة كلٍ من الروح والنفس وتقرير وحدتهما أو تغايرهما والفرق بينهما ووظائف كلّ واحدة منهما هذا كلّه مبنيٌّ على اجتهادات لا تستند إلى دليل قطعي وإنّما يوضع أحسنُها حالاً في خانة الظنيّات.
وفي هذا الصدد قال آية الله السيد عبد الأعلى السبزواري قدّس سره (ت1414هـ) في كتاب مهذب الأحكام ج4/ ص262 – 263 : " وأما النفس والروح الإنساني فقد تحيّرت فيهما العقول واعترف بالعجز عن الوصول إلى كنه معرفتهما الأعلام الفحول ، فكم قد أفيضت في دركها العبرات وحصلت فيه منهم العثرات ولم يزل العلماء من متكلِّمهم وحكيمهم الإلهيّ ، وفيلسوفهم الطبيعي من قديمهم وحديثهم يبذلون جهدهم في كشف هذا المعمّى ، ولا يزدادون إلَّا تحيرا واعترافا بالقصور ، وقد جمع عليّ بن يونس العاملي (رحمه اللَّه) جملة من أقوالهم في ما أسماه ب ( الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس والروح ) وغالبها عليل ، بل على خلاف جملة منها الدليل ولعل أقربها إلى الصواب ما عن الحكيم السبزواري ( رحمه اللَّه)
وإنّها بحت وجود ظلّ حق * عندي وذا فوق التجرد انطلق
وهو المطابق لنتيجة أبحاث الحكماء المحققين ورياضات العرفاء الشامخين بعد طول مباحثهم ورياضاتهم ، ولو لا الخروج عن مباحث الفقه لتعرضت لكلماتهم مع ما فيها من النقض والإبرام ، ومع ذلك لا يظهر به الواقع المستور وكيف ينكشف شيء أراد اللَّه إخفاءه ، قال عزّ من قائل : { وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } (الإسراء/17) ". (انتهى).
وبهذا المعنى ورد قول الشاعر :
قد حار في النفس جميع الورى ** والفكر فيها قد غدا ضائعا
وبرهن الكل على ما أدعوا ** وليس برهانهم قاطعا
من جهل الصنعة عجزاً فما ** أجدره أن يجهل الصانعا.
فإذا اتضح هذا نستعرض في مقام الجواب على سؤالكم أهمّ الآراء التي ذُكرت في مقام التمييز بين النفس والروح من خلال عدة نقاط..
أوّلاً: رأي اللغويين في معنى الروح والنفس
يبدو من متابعة كلمات اللغويين في المعاجم أنّ جمهورهم لا يرى فرقاً بين الروح والنفس في المعنى اللغوي ، قال الخليل الفراهيدي (ت175هـ) في العين (ج3، ص291): في مادة (روح): " الروح : النفس التي يحيا بها البدن. يُقال : خرجت روحه ، أي : نفسه ، ويقال : خرج فيُذكَّر ، والجميع أرواح ".
وجاء في لسان العرب لابن منظور (ت711هـ) (ج2، ص462): " الرُّوح : النَّفْسُ ، يُذكَّر ويؤنَّث ، والجمع الأَرواح .
التهذيب : قال أَبو بكر بنُ الأَنْباريِّ : الرُّوحُ والنَّفْسُ واحد ، غير أَن الروح مذكر والنفس مؤنثة عند العرب .
وفي التنزيل : { ويسأَلونك عن الرُّوح قل الروح من أَمر ربي } ؛ وتأْويلُ الروح أَنّه ما به حياةُ النفْس ".
وجاء في تاج العروس للزبيدي (ت1205) (ج4، ص57): " الرُّوحُ ، بالضّمّ : النّفْسُ " .
ثانياً: أهمّ الآراء في التفريق بين النفس والروح
بعد أن اتضّح عدم الفرق بينهما من جهة اللغة، نذكر أهمّ الفروق المدعاة بينهما من جهة الاصطلاح ثمّ نعرّج على استعمالات كلٍّ منهما في القرآن الكريم لما في ذلك من عظيم فائدة ترشدنا إلى ضرورة تمييز المعاني التي توارد عليها هذان اللفظان المشتركان كما سيتضح في تضاعيف هذه المقالة، وكيف كان فإنّ أهم الآراء في التمييز بين الروح والنفس اصطلاحا هي ما يلي:
الرأي الأوّل : النفس بعض الروح
وممّن ذهب إلى هذا الرأي الراغب الأصفهاني (ت425هـ) حيث قال: " الرَّوْحُ والرُّوحُ في الأصل واحد ، وجعل الروح اسما للنفس ، قال الشاعر في صفة النار :
فقلت له أرفعها إليك وأحيها ** بروحك واجعلها لها فيئة قدرا
وذلك لكون النفس بعض الروح كتسمية النوع باسم الجنس نحو تسمية الانسان بالحيوان ، وجعل اسما للجزء الذي به تحصل الحياة والتحرك واستجلاب المنافع واستدفاع المضار وهو المذكور في قوله : ( ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى - ونفخت فيه من روحي ) وإضافته إلى نفسه إضافة ملك وتخصيصه بالإضافة تشريفا له وتعظيما كقوله : ( وطهر بيتي - ويا عبادي )..." (مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني: ص369).
الرأي الثاني : الفرق بين النفس والروح لحاظيٌ وليس ماهوياً
أي أنّه ليس في البين سوى كيانٍ واحد يتغيّر وصفه باختلاف أحواله فيُسمى مرة نفساً وأخرى روحاً، قال الحطاب الرعيني (ت954هـ) في مواهب الجليل ج1 ص334: " قال بعض العلماء : إن النفس هي الروح وهي العقل تسمى نفسا باعتبار ميلها إلى الملاذ والشهوات ، وروحا باعتبار تعلقها بالجسد تعلق التدبير بإذن الله تعالى ، وعقلا باعتبار كونها محصلة للعلوم فصار لها ثلاثة أسماء باعتبار ثلاثة أحوال والموصوف واحد ".
وإلى هذا الاتجاه أشار الشهيد الثاني (ت965هـ) في رسالة أسرار الصلاة حيث قال في ثاني المعنيين الذين ذكرهما للقلب أنّه: " لطيفة ربانية روحانية لها بهذا القلب الجسماني تعلق وتلك اللطيفة هي المعبر عنها بالقلب تارة وبالنفس أخرى وبالروح أخرى وبالإنسان أيضا وهي المدرك العالم العارف وهي المخاطب و المعاتب ولها علاقة مع القلب الجسدي " (رسائل الشهيد الثاني ص103).
وقال المولى محمد مهدي النراقي المعروف بالفاضل النراقي (ت1209هـ) في جامع السعادات ج1، ص51 في تعريف النفس: " أنها جوهر ملكوتي يستخدم البدن في حاجاته ، وهو حقيقة الإنسان وذاته ، والأعضاء والقوى آلاته التي يتوقف فعله عليها ، وله أسماء مختلفة بحسب اختلاف الاعتبارات ، فيسمى ( روحا ) لتوقف حياة البدن عليه و ( عقلا ) لإدراكه المعقولات و ( قلبا ) لتقلبه في الخواطر ، وقد تستعمل هذه الألفاظ في معان أخرى تعرف بالقرائن " .
الرأي الثالث : أنّ الروح ما به الحياة والنفس ما به العوارض
فالروح كائن لطيف يكون به حياة الجسد وأمّا النفس فهي وعاء الصفات والسلوكيات المكتسبة العارضة، قال عبد الرحمن السهيلي (ت581) في الروض الأنف ج2 ص62 : " الروح مشتق من الريح ، وهو جسم هوائي لطيف ، به تكون حياة الجسد عادة ، أجراها الله تعالى ؛ لأن العقل يوجب ألا يكون للجسم حياة ، حتى ينفخ فيه ذلك الروح الذي هو في تجاويف الجسد ، كما قال ابن فورك وأبو المعالي وأبو بكر المرادي ، وسبقهم إلى نحو منه أبو الحسن الأشعري ، ومعنى كلامهم واحد أو متقارب ... فإذا ثبت أن الروح سبب الحياة عادة ، أجراها الله تعالى ، فهو كالماء الجاري في عروق الشجرة صعداً ، حتى تحيا به عادة ، فنسميه ماء باعتبار أوليته ، ونسمي أيضاً هذا روحاً باعتبار أوليته ، واعتبار النفخة التي هي ريح ، فما دام الجنين في بطن أمه حياً ، فهو ذو روح ، فإذا نشأ واكتسب ذلك الروح أخلاقاً وأوصافاً لم تكن فيه ، وأقبل على مصالح الجسم كلفاً به ، وعشق مصالح الجسد ولذاته ، ودفع المضار عنه سمي : نفساً ، كما يكتسب الماء الصاعد في الشجرة من الشجرة أوصافاً لم تكن فيه ، فالماء في العنبة مثلاً هو : ماء باعتبار الأصل والبدأة ، ففيه من الماء الميوعة والرطوبة ، وفيه من العنبة الحلاوة ، وأوصاف أخر ، فتسميه مصطاراً إن شئت ، أو خمراً إن شئت ، أو غير ذلك مما أوجبه الاكتساب لهذه الأوصاف ، فمن قال : إن النفس هي الروح على الإطلاق من غير تقييد ، فلم يحسن العبارة ، وإنما فيها من الروح الأوصاف التي تقتضيها نفخة الملك ، والملك موصوف بكل خلق كريم " .
ويمكن ارجاع هذا الفرق في كلام السهيلي إلى الفارق اللحاظي الذي تكلمنا عنه سابقاً كما لا يخفى، وذلك بأن يُقال: إنّ هذا الكائن اللطيف بلحاظ أنّه به قوام حياة البدن فهو روح وهو نفسه بلحاظ اكتسابه للصفات نفسٌ. وقد نبَّه على ذلك ابن كثير (ت774هـ) في تفسيره ج3، ص65.
ولكن هذا التوجيه ينتج عنه أنّ ماهية الروح هي ماهية النفس بعينها وهذا خلاف ما يظهر من بعض عباراتهم من وجود التغاير الحقيقي بينهما، فالموت إنّما يقع إذا فارقت الروح البدن وليس كذلك النفس لذا قال تعالى: { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } (آل عمران/ 185) فالنفس تموت بينما الروح تفارق البدن ولكن هذا الجواب ليس بشيء لقوله تعالى: { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }، فهي صريحة في أنّ الذي يفارق البدن هو النفس ومنه يتضح أنّ الفارق لحاظي فتأمَّل.
الرأي الرابع: النفس مصدر القوة الشهوانية والروح مصدر العقلانية
حيث يذهب بعض المعاصرين إلى أنّ " الفرق بين الروح والنفس والله العالم بحقيقة الحال، ان النفس مصدر القوة الشهوانية والغرائزية المادية في الإنسان بخلاف الروح فإنها مصدر القوة العقلانية والمدركة فيه، فهي أعلى مرتبة من النفس ومن خصائص الإنسان دون النفس " . (يُنظر: مع الشباب، ياسين عيسى ص120 نسب هذا الرأي للسيد محمود الشاهرودي).
الرأي الخامس: النفس من عالم الملكوت وأمّا الروح فمن عالم الأمر
حيث ذهب بعض الحكماء (الفلاسفة) إلى هذا الرأي وذلك تفريعاً على تعريفهم للنفس والروح حيث عرَّفوا النفس بأنّها: " كمالٌ أوّل لجسم طبيعي آلي من جهة أنّه ذو حياة بالقوّة "، وهي من عالم الملكوت، إذ هي مجردة في ذاتها عن المادة وإن كانت متعلقة بها تعلق تدبير ومردُّ النفس ومنتهاها إلى عالم المثال.
أما الروح: فهي رقيقة أو لطيفة ربانية شأنها الحياة ومصدرها عالم الأمر قال تعالى: { وَيَسأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمرِ رَبِّي }، وقال بعض الحكماء هي من عالم الأمر وقيل من عالم الرقائق الذي هو برزخ بين الجبروت والملكوت، إذ أن عالم الجبروت هو عالم العقول المجردة عن المادة والصورة معاً وعالم الملكوت هو عالم الصور المجردة عن المادّة فقط، والروح أعلى تجريداً من النفس ودون تجريد العقل فهي برزخ بينهما.
ولكن هذا في نفسه لا يمنع من يستعملوا أحيانا في مصنفاتهم مفردة (النفس) في محلّ (الروح)، قال الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي (رحمه الله) في كتاب (دروس في العقيدة الاسلامية): " بحث العلماء كثيرا ومنذ زمان قديم عن الروح (ويعبر عنها في الاصطلاح الفلسفي بالنفس) وخاصة حكماء الإسلام ...".
هذه أهمّ الآراء في التفريق بين النفس والروح وثمة آراء أخرى كثيرة فلتُراجَع في محلّها من المطوَّلات، ولا يخفى عليكم أنّه يمكن الجمع بين كثير من هذه الفروق فليس بين أغلبها أي تنافر إذا ما قيس بعضها إلى بعضٍ.
ثالثاً: موارد استعمال النفس والروح في القرآن الكريم
لكلٍّ من النفس والروح استعمالات كثيرة في القرآن الكريم في معانٍ عدَّة ممّا يعني أنّهما من المشتركات اللفظية ويُنبِّه على ذلك ما رواه " الأَزهري بسنده عن ابن عباس في قوله : ويسأَلونك عن الروح ؛ قال : إِن الرُّوح قد نزل في القرآن بمنازل ، ولكن قولوا كما قال الله ، عز وجل : قل الروح من أَمر ربي وما أُوتيتم من العلم إِلا قليلًا " . (لسان العرب : ج2، ص462).
ونكتفي بذكر أهمّ هذه المعاني كما يلي:
1- من استعمالات ومعاني الروح في القرآن الكريم
" استُخدمت كلمة ( الروح ) في القرآن الكريم في موارد ومعاني متعددة:
فهي في بعض الأحيان تعني الروح المقدسة التي تساعد الأنبياء على أداء رسالتهم كما في الآية 253 من سورة البقرة والتي تقول : { وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس } .
وفي بعض الأحيان تُطلَق على القوّة الإلهيّة المعنويّة التي تقوي المؤمنين وتدفعهم ، كما في قوله تعالى في الآية 22 من سورة المجادلة : { أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه } .
وفي موارد أخرى تأتي للدلالة على ( الملك الخاص بالوحي ) ويوصف ب ( الأمين ) ، كما في الآية 193 من سورة الشعراء : { نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين } .
وفي مكانٍ آخر وردت بمعنى ( الملك الكبير ) من ملائكة الله الخاصين ، أو مخلوق أفضل من الملائكة كما في الآية 4 من سورة القدر : { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر } . وفي الآية 38 من سورة النبأ : { يوم يقوم الروح والملائكة صفاً } .
ووردت - أيضاً - بمعنى القرآن أو الوحي السماوي ، كما في الآية 52 من سورة الشورى في قوله تعالى : { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا } .
وأخيرا وردت الروح في القرآن الكريم بمعنى الروح الإنسانية ، كما في آيات خلق آدم : { ثم سوّاه ونفخ فيه من روحه } . وكذلك قوله تعالى في الآية 29 من سورة الحجر : { فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } ...
(يُنظر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: ج9/ ص111).
2- من استعمالات النفس في القرآن الكريم
وردت النفس في القرآن الكريم بمعنى الروح كما في قوله تعالى: { ونفس وما سواها } قال الشيخ السبحاني (معاصر) في تفسيرها: " المراد من النفس هي الروح ، قال سبحانه :{ أخرجوا أنفسكم }، وقال : { واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه }، وقال : { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك } . (الأقسام في القرآن الكريم، الشيخ السبحاني: ص169).
ووردت أيضاً بمعنى الانسان المركب من نفس وبدن كما في قوله تعالى: { قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُون } (القصص / 33) وقوله تعالى: { وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } (البقرة / 48).
ووردت بمعنى الذات الإلهية كما في قوله تعالى : { وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ } وقوله تعالى : { كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }، وقوله تعالى : { ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى * وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي.. } .
ولها استعمالات أخرى فلتُطلَب من المعاجم والتفاسير.
لإرسال سؤالك اضغط هنا