القائمة الرئيسية

الصفحات

في رثاء الشيخ هادي كاشف الغطاء - قصيدة من نظم السيد عبد الستار الحسني قدس سره

في رثاء الشيخ هادي كاشف الغطاء - قصيدة من نظم السيد عبد الستار الحسني قدس سره

في رثاء الشيخ هادي كاشف الغطاء - قصيدة من نظم السيد عبد الستار الحسني قدس سره

عصفَ الزمانُ بطارفي وتلادي

ورمى بِسهم الغدرِ لُبَّ فؤادي

ما للردى شَلَّت يداهُ وتبَّتا

يعتامُ كلَّ مؤثل الأمجاد

ويؤمُّ ذا الفضل الأثيل مُباغتاً

مُتسللاً من نظرة العُوّاد

ويحَ الردى كم فلَّ عَضْباً صارماً

ما خانَ حاملَهُ بيوم جِلادِ

وأناخَ بالصِيد الغطارف رحلهُ

متقحّماً من غير ما ميعاد

وهوى بصرح مآثرٍ ومفاخرٍ

وطوَى لواءَ هدايَة ورشاد

أودى بصنو المكرمات ورمزها

وأخي الفضائل غُصنها الميّاد

لهفي على الهادي سليل ذوي الهدى

مذ قيل فيه : (خبا ضياءُ النادي)

قد صكَّ أسماعَ الأنام نَعيُّهُ

فتجاوبت أسفاً عراصُ الوادي

ها قد مضى من كان زينةَ صحبه

ومآل أنسهمُ ورِيَّ الصادي

ريحانةُ الجلساء جامعُ شملهم 

فبداد يادنيا الكرام بَداد

لِدَتي ولم أرَ في اللدات نظيرَهُ

وشقيقُ نفسي، مُنجدي وعمادي

لله أيامٌ تقضّتْ بيننا

ما إنْ طمعتُ لمثلها بمعاد

إذ عيشُنا صافٍ، ووارفُ ظلّه

ضافٍ بكلّ أخٍ وثيق وداد

لكنّه الدهرُ الخؤونُ وما له 

حالٌ تدوم على مدى الآمادِ

كم بدّدَ الشملَ الجميعَ، وهدَّ من

طودٍ أشمّ مُطنّب الأوتاد

ما انفكَّ هذا شأنهُ فصروفُهُ

في الآمنينَ روائحٌ وغوادي

خَطبٌ به ريعَ الحمى فتجلببتْ

أرضُ الغَريّ لهوله بسواد

وتكدّرت أمُّ العلا إذ أثكلتْ

با للمُصاب بأنجب الأولاد

نجمٌ هوى فالأفقُ مكتئبُ الدجى

من بعد ذاكَ الكوكب الوقّاد

ما وَسّدوهُ وحدَهُ بل وسّدوا 

في التراب آمالي فعزَّ رقادي

فلأجعلنَّ عليه حزني سرمداً

وأظلُّ ألهجُ باسمه وأنادي

وأكونُ في شرع الوفاء (متَمّماً)

لرثاء (مالك) رِبقَتي وقيادي

لا زالَ مُنهلُّ الغمامِ مُتَمّماً

قبراً تضمّنهُ بصوب عهاد

وبظلّ (حامي الجار) لاذَ فحسبُهُ

شرفاً مجاورَةُ الإمام (الهادي)

_______

* نبذة عن السيد عبد الستار الحسني :

العلامة المحقق والمؤرخ النسابة السيد عبد الستار الحسني البغدادي ، ولد في بغداد سنة 1371هـ - 1951م وشرع في دراسة العلوم الدينية في بغداد أوَّلاً ثم هاجر الى النجف الأشرف لينهل من نمير علومها وبعد ان طوى المقدمات والسطوح بالجد والهمّة العالية حضر البحث الخارج على يد السيد نصر الله المستنبط والسيد محمد باقر الصدر قدس سرهما وغيرهما، وقد بلغ غاية البراعة في الأنساب وعلوم اللغة والأدب وله مؤلفات وبحوث وتقاريظ ونظمٍ نشر بعضها ، وفي أواخر حياته سكن في بغداد ولكن ظلّ كثر التردد على النجف الأشرف ، وله إجازات بالرواية كثيرة منها إجازاته من : المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، و السيد نصر الله المستنبط والسيد باقر الصدر والسيد هبة الدين الشهرستاني ،  والسيد محمد مهدي الخرسان وغيرهم .وله إجازات من علماء المذاهب الأخرى أيضا.

توفي السيد عبد الستار الحسني رحمه الله في النجف الأشرف في مساء يوم الاثنين ، 5 / شعبان المعظم / 1441هـ والموافق  30 / 3 / 2020م

رابط قناتنا على التيليجرام

https://t.me/sadanajaf