القائمة الرئيسية

الصفحات

دورة في فن تحقيق المخطوطات / الدرس الرابع / الشيخ قيس بهجت العطار

دورة في فن تحقيق المخطوطات الشيخ قيس بهجت العطار
دورة في تحقيق المخطوطات / النجف الاشرف
دورة في فن التحقيق اقامتها أكاديمية البلاغي ومركز المرتضى لإحياء التراث المحاضر : الشيخ قيس بهجت العطار المكان : مدرسة دار العلم / النجف الأشرف  الزمان : 2018م
الدرس الرابع
موجز عن أهم محاور الدرس

ضرورة قراءة النسخة الأصل قبل الشروع بالتحقيق :

بعد انتخاب النُسَخِ واعتماد احداها كأصل أوعدم اعتماد أحدها كأصل وانما اعتماد التلفيق ما هي الخطوة اللاحقة ؟
الوقوف على اسلوب المؤلف وخط الكاتب ورسمه للحروف : قبل البدء بالتحقيق لابد من مطالعة النسخة بالقدر الوافي وذلك لأجل عدة أمور :
1-  الإطلاع على اسلوب المؤلف وذلك لأجل التمكن من معالجة بعض المشاكل التي تواجهك في فهم النص او ترتيبه وتقطيعه بناء على الخبرة بأسلوب المؤلف 
2- معرفة خط الكاتب وكيفية رسم الحروف فعادة ما يلتزم المؤلف أو الكاتب برسم الحرف بشكل واحد اعتاد عليه في خطه الا في موارد نادرة وبصورة عامة تعين معرفة ذلك في فهم النص .
3- الوقوف على ثقافة الكاتب وأمانته (فضيلته) فإذا عرفت ان الكاتب مثلا متعصب فهذا يدل على عدم امانته واحتمال انه يحرف ويصحف تبعا لنعصبه في مذهبه كما حدث لبعض النساخ من حذفهم لجملة (عليه السلام) التي تلي اسم المعصوم عند الامامية وأمثلة اخرى كثيرة فينبغي بصورة عامة التدقيق وراء ما ينقله مثل هؤلاء ،ولعله تُلقى النسخة جانبا بسبب كثرة تحريف الكاتب وتصحيفه لتعصبه وعنصريته وغالبا ما تكثر هذه التحريفات في كتب العقائد .
(في التسجيل ادناه ذكر فضيلة الشيخ مجموعة امثلة وتطبيقات كثيرة لهذه النقاط الثلاثة)

كتابة النسخة الاصل

بعد ذلك يأخذ النسخة الأصل او النسخة الاتم ان كان يعتمد على التلفيق من دون اصل وإما ان يكتبها يدويا مع التقطيع وادخال علامات الترقيم وهو الراجح عندي لا سيما للمبتدئين أو ان يقوم بتنضيدها على (الكمبيوتر) مباشرة . وتكون كتابة النسخة على وفق قواعد الاملاء الحديثة فمثلا (الصلوة) يكتبها (الصلاة) و(هيفا) تصبح (هيفاء) وهكذا ولو كانت النسخة مكتوبة وفق قواعد الاملاء القديمة يجب الاشارة في المقدمة الى ضمن عمل المحقق الى ذلك وهذا يغنيه عن الاشارة الى ذلك في كل مورد مورد .

تبويب النسخة وفق تبويب المصنف  .

فلا يصح ان يغير المحقق تبويب المؤلف بل يجب ان يتعامل  معها بأمانة حتى وان كان يرى انه خاطئا كما اذا قدم المؤلف كتاب الصوم على الصلاة او الصلاة على الطهارة مثلا او كانت المواضيع متداخلة فيما بينها كما في مسائل علي بن جعفر او قدم حرف متأخر في كتاب موضوعه الترجمة  وغيرها أمثلة كثيرة .. نعم يمكن للمحقق الاشارة الى التبويب الذي يرى صحته في المقدمة او ان يضع له فهرسا موضوعيا في آخر الكتاب يجمع فيه مواضع ذكر الموضوع الواحد في صفحات الكتاب ،فمن الضروري الحفاظ على ترتيب وتبويب المؤلف لانه يكشف عن ثقافته وثقافة واسلوب الكتابة في تلك الحقبة وفيه ثمرات كثيرة اخرى تضيع اذا تلاعب المحقق به ،وقد ارتكب بعض المحققين مثل هذه الاخطاء كما في ترتيب كتاب العين وترتيب كتاب الجمهرة وغيرها .
نعم يمكن للمحقق وضع عناوين للمقاطع المتاخلة يبين فيها مضامينها لتخفيف هذه المشكلة على القارىء .

مرحلة مقابلة النسخ

في هذه المرحلة يقوم المحقق بمقابلة النسخة التي كتبها مع سائر النسخ ولكن قبل هذه المرحلة ينبغي اعادة قراءة ومراجعة النسخة التي كتبها نفسها خشية ان يكون قد سقط من شيئا او وقع في كتابته تحريف او تصحيف سهوا ،والأفضل ان تتم قراءتها بمساعدة شخص آخر وذلك لان ذهن المحقق اذا انس بالكلمات سيقرأ ما في ذهنه وليس ما مسطور أمامه فالافضل ان تقرأ ويتابع قراءتك شخص آخر ،بعد هذه المرحلة يكون الاصل الأولي للعمل جاهزا للشروع بمقابلته مع سائر النسخ وفي هذه المقابلة عند العمل على مقابلتها بمساعدة شخص آخر لابد ان يكون المحقق هو الذي يقرأ والاخر يتابعه في الاصل او ان يكون الآخر هو الذي يقرأ بشرط ان يكون عارفا بالفن قادرا على قراءة النسخة ،صاحب اطلاع واسع وذهنه مأنوس بالنسخ . وفي المقابلة يتم تسجيل اختلافات النسخ في الهامش والحواشي او في قصاصات مستقلة وفي النتيجة يكون بين يدي المحقق نسخة واحدة ووجوه متعددة على ضوئها ينتخب المتن من خلال الترجيح بينها مع الاشارة الى الاختلافات في الهامش فتضع الصحيح او الأصح في المتن والخطأ او المرجوح في الهامش .

كيفية كتابة الهواش

1- البدء بتخريج الآيات القرآنية ويتم حصر الآيات في أقواس مزهرة .
2- تخريج الأحاديث تخريجا أوليا ، وأيضا توضع الأحاديث بين أقواس صغيرة .
3- محاولة تخريج الأقوال - أقوال العلماء والصحابة وما الى ذلك - تخريجا أوليا
وبعد ذلك يمكن الرجوع الى المطلب العلمي للتدقيق في النصوص وفصل مثلا كلام السائل عن كلام الامام بتنصيص كلامه عليه السلام هكذا غيرها فمثل هذه التدقيقات لا قد تظهر للمحق في أول الأمر انما تتطلب المزيد من البحث والتدقيق .
وبأي حال ينبغي ان يكون المحقق حاذقا في كتابة الهوامش فالموضع الذي يتطلب بضعة كلمات مثلا لا يصح الاسهاب ولا العكس من ذلك بل يجب ان يوزن الاشياء بقدرها وبموازينها وينبغي ان يستخدم في الهوامش العبارات التي جرت عادة المحققين على استعمالها . وبصورة عامة لابد من مراعاة عدة أمور في كتابة الهامش منها :

الدقة في كتابة الهامش .
فإذا كان النص المنقول في النسخة سواء كان حديثا او غيره بعينه يُكتفى بذكر امهات مصادره فقط وأما اذا كان فيه ادنى تفاوت ولو بحرف واحد لا يبدل شيئا من الشاهد  فإن كان المُحقَقُ كتابا حديثيا فينبغي الإشارة الى ابسط الاختلافات في النقل أما اذا كان كتابا فقهيا او غيره ففي الغالب المصنف يريد المطلب وليس النص بحرفه فهنا يكتب في الهامش (يُنظر) أو (يُراجع) ثم المصادر هذا اذا كان الاختلاف بسيطا لا يؤثر على المعنى ،أما اذا كان الاختلاف معتدا به بحيث يؤثر على المعنى يسجل في الهامش (يُظر المصدر كذا بزايادة كذا او ليس فيه كذا ) أو (يراجع المصدر كذا بأدنى تفاوت أو باختلاف يسير ) هذه الطريقة افضل من اثقال الهامش بذكر الاختلافات اليسيرة هذا كله في غير الكتب الحديثية كما سبق بيانه وأي طريقة او قاعدة تسير عليها في ذلك ينبغي الاشارة لها في المقدمة .
وأحيانا يدمج المؤلف بين حديثين أو أكثر على نحو لا يتميز معه هذا الدمج مثلا ان يكتب المؤلف (قال رسول الله ص فاطمة أم أبيها وهي ثمرة فؤادي) فهذا يحدث مع كثير من المحدثين لا سيما في القرن السابع والثامن وتخريجها يمكن على نمطين أولهما تخريج كل حديث منهما على حدة وثانيها وهي أفضل ان تشير في الهامش الى ان المؤلف قد دمج بين حديثين تذكرهما مع ذكر مصادرهما ،وأحيانا يقع مثل هذا الدمج في الآيات ايضا فيتم فصلها في النسخة المحققة ووضع كل منها بين قوسين مزهرين ويتم تخرج كل واحدة منها على حدة .
وهناك حالة جدا مهمة أيضا وهي مما يمتاز به حذق المحقق وبراعته وهي فيما اذا لم يعثر المحقق في المصادر على النص الذي ينقله المؤلف في النسخة ففي هذه الحالة أولا ينبغي الاحتياط بعبارة الهامش فلا يقال مثلا ( لا يوجد هذا النص ) بل الصحيح ان يكتب (لم نقف عليه فيما لدينا من المصادر) او ما يشابه ذلك .والأفضل من ذلك (لم نقف عليه في خصوص هذا المطلب مثلا ولكن ورد ما يؤيده في كذا وكذا وينظر كذا وكذا )
نترككم مع التسجيل الصوتي