القائمة الرئيسية

الصفحات

المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله : التطبير مسألة فرعية ليست محورية ولابد من احترام وجهات النظر والحفاظ على وحدة الصف


المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله : التطبير مسألة فرعية ليست محورية ولابد من احترام وجهات النظر والحفاظ على وحدة الصف
توجيهات المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم حول التطبير
دعا سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم الى الوحدة بين ابناء الطائفة الشيعية وعدم الخوض في مهاترات بشان بعض الشعائر الحسينية ومنها التطبير جاء ذلك في صدد الجواب على استفتاء موجه لسماحة السيد عام 2013 نصه:

س1:  ( فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) [ الأنبياء : 7 ] . لقد قضيت سنوات طوال من حياتي ولا زلت أبحث وأناقش وأتناظر في علم الأديان ، لإثبات أن الدين عند الله الإسلام ، ولكن كثيراً ما تستوقفني مسألتان ، وأُحرَج في الإجابة عنهما ، وخاصة أني أرى أن لهما جذوراً في التوراة والإنجيل ، ألا وهما قضية التطبير واللطم أيام عاشوراء . أما التطبير وضرب النفس بآلات الجارحة للتعبير عن الحزن فهو ما نراه في سفر الملوك الأول ، الإصحاح الثامن عشر ، أما قضية اللطم فهي صريحة جداً في أنجيل لوقا ، الإصحاح الثالث والعشرين . فالسؤال هو : هل أن تلك القضيتين من شعائر الله التي هي من تقوى القلوب ؟ وإن كانتا كذلك فهل يجوز لي أن لا أعمل بهما ؟ وأحرض الناس على تركهما ؟ لأنهما وبصراحة ينفِّران الناس من الإسلام ، وخاصة مذهب أهل البيت ( سلام الله عليهم أجمعين ) .
ج1:  بارك الله فيكم ، وجعلنا وإياكم من : ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) [ الزمر : 18 ] ، ويطلبون الحقيقة لأجل الحق والحقيقة ، من دون تعصب أو مراء ، إنه سميع مجيب .
هذا ويتلخص الجواب بما يلي :
  1. ليس كل ما جاء في التوراة والإنجيل والأديان السماوية الأخرى باطلاً ، فإنها جميعاً دعت إلى عبادة الله تعالى ، وأمرت بالصلاة والصيام والزكاة ، وحرمت الفواحش ، وليس إلى إنكار ذلك من سبيل ! .
  2. إن التطبير واللطم ليسا من الأمور المحورية في الإسلام ، ولا في مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، بحيث يدور المؤمن مدار الالتزام بهما ، وإنما هما قضيتان فرعيتان قد يعتقد بهما بعض وقد لا يعتقد آخر ، وقد يتفاوت المؤمن الواحد في قبولهما بين ظرف وآخر ، فلا ينبغي لأتباع المذاهب والأديان الأخرى أن ينتقدوا أساس الإسلام أو مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) لأجلهما .
  3.  لما كان التطبير ونحوه من الشعارات الدينية إنما يؤتى بها بقصد إظهار العاطفة نحو المبدأ الحق ورجاله ، وترويجه ، ورفع دعائمه ، فهي من الأمور الراجحة شرعاً من الجهة المذكورة ، ولكنها قد تكون مرجوحة أو محرمة لعنوان ثانوي ، كلزوم الضرر الخاص أو العام ، المادي أو المعنوي ، بمراتبه المختلفة ، ونحو ذلك مما لا ينضبط ، وهو يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة ، كما يختلف باختلاف وجهات النظر .
والأمل بإخوتنا المؤمنين ( سدَّدهم الله تعالى وأعزَّ دعوتهم ) عند اختلاف وجهات النظر – في هذه الأمور وغيرها – الاهتمام بوحدة الكلمة ، وجمع شمل هذه الطائفة بتجنُّب العنف والمهاترات ، ودعوة كل فئة لوجهة نظرها بالتي هي أحسن ، مع احترام وجهة نظر الآخرين ، وحُسن الظن بهم ، فإنَّ ضرر شق الكلمة لا يعادله ضرر ومحذور إلقاح الفتنة بين أفراد هذه الطائفة لا يعادله محذور ، ولا نريد بذلك أن يتنازل كل ذي رأي عن وجهة نظره ، فإن من أعظم مفاخر هذه الطائفة فتح باب الاجتهاد ، وحرية النظر في حدود الميزان الشرعي .
بل نؤكد على ضرورة الالتزام بآداب المحاورة ، واحترام وجهات النظر المختلفة ، وحسن الظن بالآخرين ، ولمِّ الشعث ، وجمع الشمل ، والله سبحانه وتعالى من وراء القصد ، ومنه نستمِدُّ العون والتسديد ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، وفقكم الله لمرضاته .